الكومبس – ستوكهولم: انتقد ممثلو جمعيات إسلامية سويدية بارزة، الصمت الحكومي تجاه أزمة حرق المصحف الأخيرة، وما خلفته من ردود غاضبة داخلية وخارجية، وعدم مبادرتها إلى فتح حوار لمحاولة الحد من تداعيات الأزمة على السويد وصورتها.
وقال مدير مسجد ستوكهولم الكبير، الشيخ محمود الخلفي، الذي اجتمع مع رئيس الحكومة أولف كريسترشون وقادة دينيين بعد حرق المصحف في عيد الأضحى، إن الحكومة لم تبادر إلى فتح نقاش رغم تنامي الأزمة وتداعياتها.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السويدية TT “لا يوجد سوى الصمت، والصمت التام”، مطالباً الحكومة بالمسارعة إلى فتح حوار لتفادي التشويه المستمر لصورة السويد وتصويرها كدولة معادية للإسلام.
وتحدث عن الفارق في تعامل الحكومة حالياً، وتعامل حكومة فريدريك راينفيلدت، مع أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد قبل سنوات.
وذكّر بزيارة راينفيلدت إلى مسجد ستوكهلوم الكبير، وحواره مع الجمعيات الإسلامية، وقيام الاخيرة باستخدام اتصالاتها خارجياً لتهدئة الوضع.
وقال الخلفي “استخدمنا اتصالاتنا مع المنظمات الإسلامية في دول مختلفة لتهدئة الوضع، ومطالبتهم بالسماح لنا بحل الأزمة محلياً. إنه مثال جيد وملموس حول إمكانية حل الأزمات من خلال الحوار، ولكن عليك إتخاذ مبادرة”.
وطالب الحكومة بإرسال إشارة إلى العالم بأنها تأخذ الأمر على محمل الجد وتعمل على حله.
واعتبر أنه يصعب على العالم الإسلامي فهم بطء العمل في السويد، كاشفاً عن تلقيه اتصالات مستمرة تعبّر عن خيبة أمل واستياء تجاه السويد.
إمام مسجد إسكلستونا
من جانبه أكد إمام مسجد إسكلستونا، عبدي رحمن، أهمية الحوار بين الجمعيات الإسلامية والسياسيين في السويد لمواجهة تداعيات الأزمة الأخيرة.
واعتبر أن الحوار قد يخفف من تنامي تشويه صورة السويد، وأضاف “يجب أن نفكر بالسلامة والأمن قبل كل شيء”.
وحثّ جميع المسلمين على التحلّي بالصبر، مؤكداً الحاجة إلى مناقشة الموضوع القانوني مع السلطات والسياسيين.
وكلام مشابه في ندوة الكومبس
وكانت الكومبس نظمت ندوة، قبل أيام، جمعت حقوقيين وأئمة وناشطين اجتماعيين، لبحث تداعيات أزمة حرق المصحف الأخيرة.
وكشف الحاضرون أن الاتصالات مع الحكومة شبه غائبة لمواجهة تداعيات الأزمة على السويد خلافاً لما كان يجري سابقاً.
وخلصت الندوة في نقاشاتها إلى أهمية فتح حوار سياسي معمّق مع الحكومة والأحزاب السياسية لمواجهة التداعيات المتنامية، داخلياً وخارجياً، جراء ازدياد أعمال الكراهية في البلاد.