الخلفي: أكثر الشباب المنخرطين في التطرف يفتقدون للتوجيه الديني الصحيح

: 10/29/21, 1:48 PM
Updated: 10/29/21, 1:48 PM
مدير المركز الإسلامي، ومسجد ستوكهولم الكبير، الشيخ محمود الخلفي
مدير المركز الإسلامي، ومسجد ستوكهولم الكبير، الشيخ محمود الخلفي

قال مدير المركز الإسلامي، ومسجد ستوكهولم الكبير، الشيخ محمود الخلفي، إن السمة البارزة، في الشباب الذين تربوا في الغرب، وانخرطوا في أعمال العنف والتطرف والإرهاب، هي ” فقدانهم للتوجيه والتعليم الديني الصحيح”، مشيراً إلى أن “جل الشباب الذين خدعتهم المنظمات الإرهابية مثل (داعش)، تركوها وندموا على انخراطهم فيها بعد ما تبين لهم ضلال وكذب وجرائم هذه المنظمات المعادية للدين نفسه”.

وأكد الخلفي الذي كان يتحدث لـ “الكومبس” حول الدوافع التي تدفع بالشباب الذين تربوا في الغرب إلى التطرف والإرهاب، أن “رسالة الدين هي رسالة سلم وسلام وأمن وأمان وأخوة ووئام ورحمة احترام وعدل وإحسان”.

لكن الخلفي شدّد على أن “دراسة وتحديد أسباب لجوء الشباب من أصول مهاجرة في الغرب إلى التطرف هي مسألة في غاية التعقيد، لأن أسبابها تعود إلى عوامل مختلفة وأحيانا متشابكة ومنها الأسري والاجتماعي والديني والسياسي ومنها ما هو محلي ومنها ما هو خارجي”، بحسب وصفه.

العوامل الأسرية

وقال الخلفي إن “الملاحظ لأصناف الشباب المنخرطين في التطرف والعنف، يجد أن الغالبية منهم يعيشون في أسر متأزمة، تعيش خلافات عائلية مستمرة أو حالات طلاق أو إهمال تام وعدم قيام الوالدين بواجب الرعاية والتربية والتوجيهي، وقد يكون أيضا للأولياء دور مؤثر إذا كانوا هم أنفسهم يحملون أفكارا متطرفة”.

لهم طاقات كبيرة ومواهب جيدة واندفاع شديد ولم تتوفر لهم الفرص لإبراز مواهبهم، ويعانون من الوحدة ويبحثون عن محضن أو عن جماعة، وليس لهم عمل

العوامل الاجتماعية

وحول العوامل الاجتماعية وتأثيرها على انخراط الشباب في أعمال التطرف، قال إن “تأثير العوامل الاجتماعية والبيئية كبير جداً على حياة وتوجهات الشباب، لأن الطفل أو الشاب يقضي جل وقته خارج البيت، إما في المدرسة أو في أماكن اللعب والترفيه، فهو مع الأصحاب والرفاق الذين يمارسون على بعضهم البعض تأثيرا متبادلا كبيرا. وإذا تأملنا فئات الشباب المنخرطين في التطرف والعنف نجد أن أغلبهم تنطبق عليهم المواصفات التالية:

لهم طاقات كبيرة ومواهب جيدة واندفاع شديد ولم تتوفر لهم الفرص لإبراز مواهبهم، ويعانون من الوحدة ويبحثون عن محضن أو عن جماعة، وليس لهم عمل، ويفتقدون للاستقرار اجتماعي، ويشعرون بالظلم والغبن الاجتماعي، وباليأس من ممارسة دورهم في الإصلاح والمساهمة في بناء المجتمع”.

العوامل السياسية

أما العوامل السياسية التي تقف وراء كل ذلك، اعتبر الخلفي أن “فشل سياسة الاندماج هي من الأسباب الرئيسية للشعور بالتهميش والظلم الاجتماعي”، بالإضافة إلى “استفحال الممارسات العنصرية وخاصة من طرف السياسيين يغذي الفكر المتشدد والفعل المضاد، والمواقف السياسية غير المتوازنة وغير العادلة وكذا الشعبوية تدعو للشعور بالظلم والقهر وتولد ردود أفعال سلبية”.

ورأى كذلك أن “الحملات الإعلامية ضد الرموز الدينية والمؤسسات الإسلامية السياسة الدولية والنفاق السياسي محليا وخارجيا والظلم والحروب، هي من الأسباب المهمة التي تغذي التطرف”.

“العديد من الشباب يبحثون عن الحلول بالرجوع للدين، ولكن يدخلون بقوة وبحكم ظروفهم الشبابية ومعاناتهم تستهويهم التأويلات المتشددة والأفكار المتطرفة”.

العوامل الدينية

الخلفي تحدث أيضا عن وجود عوامل وأسباب دينية تقف وراء هذه المشكلة، وقال إن “العديد من الشباب يبحثون عن الحلول بالرجوع للدين، ولكن يدخلون بقوة وبحكم ظروفهم الشبابية ومعاناتهم تستهويهم التأويلات المتشددة والأفكار المتطرفة”.

اختلاط واضطراب المفاهيم لديهم، مثل كيفية التعامل الغير، مسألة التكفير، مفهوم الجهاد، غياب القدوة وفي المقابل يجدون أشخاصا متدينين تدينا مغشوشا ومتطرفين لهم كاريزما فيتعلقون بهم”.

قسم التحقيقات

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.