هاجر موسى جمال من غزة إلى السويد في العام 2014 وترك طفليه، كان عمر الطفل الأول سنتين أما الطفل الثاني فكان لا يزال جنيناً في بطن أمه.
مضى حوالي الـ9سنوات على مغادرة موسى لبلده وإلى الآن لم يجتمع بزوجته وطفليه. ويقول للكومبس، “إبني ولد وأصبح في الصف الثامن ولم أره بعد. أولادي يرددون عبارة ‘إيمتى رح يجي بابا؟’ كل يوم”.
ترك موسى جمال عائلته وجاء إلى السويد بعمر الـ24 عاماً بحثاً عن حياة أفضل. قدّم الشاب الغزّاوي على طلب لجوء مباشرة بعد قدومه إلّا أنّ مكتب الهجرة أجابه برفض تلو الآخر، حتى جاء قرار ترحيله لاحقاً. تقبّل موسى قرار الترحيل حتّى اتفق مع مصلحة الهجرة على منحة يبدأ بها حياة جديدة ليتفاجأ في العالم 2017 بقرار منحه الاقامة المؤقتة.

بدأ الشاب الفلسطيني رحلة الإندماج في مقاعد اللغة ليجد بعهدها عملاً في إحدى المعامل، رغم أنّ موسى كان قد درس المحاسبة في فلسطين إلّا أنّه أراد أن يكون أكثر واقعيةً ويعزز فرصه في البقاء في السويد.
ظل الحال على ما هو عليه، تمديد تلو الآخر حتى مضى على أول قرار إقامة ثلاثة سنوات. وعندما ذهب إلى مكتب الهجرة لتقديم طلب التمديد للمرة الثالثة جاءت ما يطلق عليها موسى الفاجعة.
يقول في هذا الإطار، “تعلمت اللغة وكان لي عمل ثابت. جهزت طلب تمديد الإقامة وفعلت كل شيء لكي أحصل على تمديد لكنهم أخبروني أنه يجب علي أن ابدأ بإجراءات اللجوء من الصفر فقد مضى على طلبي الأول خمس سنوات. إنه شيء غير عادل”.

حدث هذا في مارس لعام 2019 وبالفعل قدم موسى طلب لجوء جديد آملاً أن يكون الشوط الذي قطعه خلال فترة حصوله على الإقامة في صالحه، لكن آمال موسى خابت وتلاحقت عمليات الرفض حتى جاء قرار الترحيل للمرّة الثانية. تقدم موسى بطعن ولا يزال إلى يومنا هذا بإنتظار الرد من مصلحة الهجرة.
“وقال، “كل ما أريده هو الاجتماع بزوجتي وأولادي، إمّا أن يأتوا بعائلتي إلى هنا أو أن أذهب أنا إليهم ولكن أنا معلق لست هنا ولست هناك. مللت الإنتظار”.
ويذكر أن موسى ترك عمله مطلع هذا الشهر احتجاجا على قرار مصلحة الهجرة فهو لا يرى أي فائدة من استمراره بالذهاب إلى مكان عمل يشعر فيه بالعنصرية في حين لا تأخذ مصلحة الهجرة السويدية عمله في عين الاعتبار.