الكومبس – ستوكهولم: أثارت التطورات الأخيرة بين العراق والسويد، والتداعيات المتصاعدة لتجمعات الإساءة للمصحف في ستوكهولم، حالة من القلق الشعبي والرسمي والاقتصادي في السويد.
ويتخوّف خبراء ومراقبون من إمكانية اتخاذ ردود الفعل طابعاً أكثر خطورة مع توسعها، ما يهدد مصالح السويد السياسية والاقتصادية والامنية، وكذلك يهدد مواطنيها مع تزايد المخاطر والتهديدات.
وأكد خبراء وأكاديميون سويديون اليوم عن ضرورة التحرك لمواجهة تدهور علاقات السويد بالعالم الإسلامي، وذلك في تقرير لوكالة الأنباء السويدية TT.
ووصف بيتر والنستين، أستاذ أبحاث السلام والنزاع ، الأزمة الأخيرة بين السويد والعراق بالـ”خطيرة للغاية”.
ودعا إلى “إعادة التفكير في كيفية تعامل الشرطة السويدية مع تصاريح التجمعات العامة حيث يتم حرق الكتب الدينية”.
وأضاف “بطريقة ما، يجب أن تتمكن الشرطة من منع تجمع، إذا كان يخلق حالة من عدم الأمان للسويديين في العالم بأسره، وليس فقط في المكان الذي يحدث فيه الحرق”.
وأكد أن السويد تحتاح لإعادة بناء الثقة بينها وبين العالم الإسلامي من خلال الحوار “لإظهار أننا نحترم أديان بعضنا البعض والكتب المقدسة، وأننا لا نحب حرق الكتب الدينية، ولكن يجب علينا التوفيق بينها وبين حريتنا في التعبير”.
كما طالب بفتح نقاش في المنظمات الدولية كالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة حول حرية التعبير والدين.
وتشير الوكالة إلى أن “الأبحاث الجامعية أظهرت أن النزاعات التي تتضمن عناصر دينية غالبا ما يكون حلها أكثر صعوبة”.
وذكرت في هذا الإطار بنجاح السويد في التعامل مع أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد، بشكل أكبر من الدنمارك.
وقالت إن الأمر يعود بحسب بحث اجرته جامعة يوتيبوري إلى العلاقات القديمة التي جمعت السويد بالعالم الإسلامي.
وتحدثت عن حوار رئيس الحكومة السويدي السابق فريدريك راينفيلدت مع الجمعيات الإسلامية السويدية، ونجاح الطرفين في تهدئة ردود الفعل بين المسلمين في السويد والعالم.
كما أكد استاذ الدراسات الدينية سيمون سورنفيري، في هذا الإطار، أهمية إجراء نقاش أعمق مع الجمعيات الإسلامية في السويد، لتأثيرها على المسلمين في السويد والخارج.
غير أنه أشار إلى اختلاف أساسي اليوم، وهو انتشار هذه الأعمال والنقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير، وهو أمر يصعب السيطرة عليه سواء من قبل السياسيين أو الجمعيات الدينية.