الكومبس – أوروبية: اتهمت صحيفة bz-berlin الألمانية المجلس الفلسطيني المركزي في ألمانيا بنشر الكراهية علناً. ونشرت الصحيفة أمس الأحد مقالاً قالت فيه إن مقر المجلس يعرض على واجهته المطلة على شارع غرونيفالد في برلين، كتباً وشعارات تحرض على كراهية إسرائيل بشكل علني، منها صورة لخريطة إسرائيل مع شعار “حرروا فلسطين”، إضافة إلى صورة امرأة مسنة تحمل مفتاحاً يرمز لعودة الفلسطينيين إلى الأراضي الإسرائيلية، حسب ما كتبت الصحيفة. فيما قال رئيس المجلس ثائر حجو للكومبس إن هذه التهم “باطلة واعتدنا سماعها من أصدقاء إسرائيل”.
الصحيفة ذكرت عنوان المركز وقالت إن واجهته تتضمن أوشحة فلسطينية وكتباً تحريضية. وذكّرت الصحيفة كيف أثار المركز الجدل بعد عرضه العام 2023 كتاب “بروتوكولات حكماء صهيون”، وهو كتاب نُشر في فترة الإمبراطورية الروسية بداية القرن العشرين ويزعم توثيق مؤامرة يهودية عالمية. وقالت الصحيفة إن المركز استجاب للضغوط حينها وأزال الكتاب مع تقديم اعتذار قال فيه إن المركز “جمعية غير ربحية ليس لها أهداف سياسية” وأنها “تشجع الثقافة والفن فقط”. ولفتت الصحيفة إلى أن واجهة المركز تتضمن حالياً كتاباً بعنوان “الولايات المتحدة: سيد أم خادم للصهيونية؟”، بما يوحي بأن الولايات المتحدة يسيطر عليها “اليهود”.
وأجرت الصحيفة لقاءات عدة أحدها مع يوهانس رودشيس السياسي في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في تيمبلهوف-شونبيرغ. وعلّق رودشيس بالقول “لا يمكننا السماح بمثل هذا التطرف في مجتمعنا”، مطالباً بأن يقوم مكتب المنطقة بالتدقيق في الأنشطة التي يقوم بها المركز الفلسطيني. وأضاف “لا يوجد أي منصب في المنطقة لمكافحة معاداة السامية. عندما يتم إنكار حق دولة ديمقراطية في الوجود فلا علاقة لذلك بحرية التعبير “.
وأكد المحامي المتخصص في القانون الجنائي بنيامين غرونست للصحيفة أن “الصورة والشعار ليسا جريمة بحد ذاتهما، والتلميحات تقع في المنطقة الرمادية”. وأضاف “لا يمكن استبعاد تفسيرات غير جنائية. يجب إثبات نية التحريض على الكراهية بشكل واضح”.
فيما قال المتحدث باسم المنتدى اليهودي للديمقراطية ضد معاداة السامية ليفي سالومون “هذه صورة واضحة لمعاداة السامية. في هذه الصورة، إسرائيل غير موجودة. عندما يقترن ذلك بشعار “حرروا فلسطين”، تكون النية واضحة لإزالة إسرائيل”، مضيفاً “هذا يهدد تعايشنا الديمقراطي والسلمي”.
ولم يتضمن مقال الصحيفة أي مقابلة مع من يمثلون المجلس الفلسطيني. فيما قال رئيس المجلس ثائر حجو للكومبس في رد مكتوب “هذه تهم باطلة اعتدنا سماعها من أصدقاء إسرائيل. المركز تأسس العام 2016 وهدفه مد جسور الثقافة والمعرفة المجتمعية بين الجاليات العربية فيما بينها ومع المجتمع الألماني، ومن الطبيعي أن يتفاعل المركز مع ما يحدث في غزة الآن، خصوصاً بعد أن بدأ الرأي العام الألماني يعرف حقيقة ما يحدث من قتل وتدمير لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”.
وأضاف “نعتقد بأن بعض أصدقاء إسرائيل ممن يرمون الاتهامات على كل من يريد انتقاد ما يقوم به الجيش الإسرائيلي، هم من يساهمون بزيادة معادة السامية التي نحاربها أيضاً وليس من مصلحتنا نشر الكراهية ضد أحد خصوصاً أننا نعتبر اليهود مشاركين معنا بالمواطنة ومنهم من يتعاطف معنا أكثر حتى من بعض المسلمين والعرب”.
ورداً على اتهامات الصحيفة قال حجو “للأسف تصرفت هذه الصحيفة بشكل غير مهني. هي من يتبع أسلوب التحريض وليس نحن. ندعوهم للتواصل معنا لنقدم لهم ردنا بما تقضيه أصول مهنة الصحافة”.