الكومبس – تحليل إخباري: خريف صعب بانتظار حكومة لوفين، وفق تحليلات عدد من الكتاب والمحللين في السويد اليوم.

الملفات المفتوحة كثيرة، والصدع في المواقف لم يرأبه إعلان الحكومة اليوم.

أبقى ستيفان لوفين في خطابه أمام البرلمان اليوم على جرح القضايا نازفاً. وتجنب الإجابة عن الأسئلة الصعبة، في قضايا باتت تتصدر قائمة الاهتمام السياسي والشعبي، من قبيل سياسة الهجرة، وقانون العمل، ومواجهة العصابات.

لوفين أعلن “وضعاً سياسياً جديداً” دون أن يحدد ماهيته. غير أنه وعد ببناء السويد أفضل مما كانت عليه قبل كورونا.

وفي الأثناء تنفجر في وجه الحكومة قضية جرائم العصابات وتصفيات الحساب بينها. ويرتفع صوت أحزاب المعارضة مع كل ضحية تسقط. وتبدو الحكومة عارية في هذا الجدل إلا من برنامج الـ34 نقطة الذي اتفقت عليه الأحزاب. ويتضمن ضمن أمور عدة تعزيز الشرطة وتشديد العقوبات. غير أن لوفين ركّز اليوم على أن الموضوع مسؤولية المجتمع بأكمله، لا تهرباً من مسؤولية الحكومة، بل إشارة إلى أهمية تجفيف منابع العصابات عبر إصلاح المدارس والاندماج والتدريب المهني والعمل.

قانون العمل، لغم آخر قد ينفجر تحت أقدام الحكومة في أي لحظة. فقد تضطر إلى تقديم مشروع قانون خاص بها إذا لم يتوافق الشركاء في المفاوضات الجارية. في حين هدد حزب اليسار بمحاولة إسقاط الحكومة إذا حدث ذلك، معتقداً بأن الاقتراحات الجديدة تنحاز لصالح أصحاب العمل ضد العمال.

لوفين قال اليوم إنه يجب تحديث قانون العمل وتكييفه مع سوق العمل، مع الحفاظ على التوازن بين الأطراف. غير أنه تجنب الخوض فيما ستفعله الحكومة إذا لم تتفق الأطراف. وبدلاً من ذلك قال “إذا توصل الشركاء إلى اتفاق حول كيفية إصلاح قانون حماية العمل، فستقدم الحكومة اقتراحات وفقاً لذلك”.

سياسة الهجرة أيضاً جرح ينزف بين الاشتراكيين الديمقراطيين والبيئة، بما يهدد الحكومة جدياً وبشكل علني. فكيف سيتعامل الحزبان الحاكمان مع تقرير سياسة الهجرة المستقبلية الذي سيُعرض قريباً؟ واضح أن الخضر يستندون إلى الجدار في هذه القضية ويستعدون للهجوم، على الأقل في المعلن من تصريحاتهم، بينما يبدي الاشتراكيون مرونة ملحوظة تجعلهم أقرب لأحزاب المعارضة في هذا الملف.

في إعلان الحكومة، اكتفى لوفين بالقول إن “العمل مستمر” لتطوير سياسة هجرة مستدامة.

نزاع آخر منتظر بين الحزبين حين تتخذ الحكومة قراراً بشأن تصريح لشركة Preem لبدء مصفاة جديدة في ليسكيل. الأمر الذي يرفضه “البيئة” ويعتبره ركنا أساسياً في مبادئه.

لم يتطرق لوفين إلى السؤال، لكنه قال إن الاحتباس الحراري هو القضية المصيرية في عصرنا وإن السويد ستصبح أول دولة رفاهية خالية من الوقود الأحفوري في العالم.

عموماً، بدا لوفين واثقاً بمستقبل قريب أفضل للمجتمع السويدي، كرر كلمة المستقبل والمجتمع كثيراً، كان كلامه أقرب للموسيقى التي عزفت في البرلمان اليوم، رقصت كلماته بين الملفات دون أن تدوس على ألغامها، فهل ينجح لوفين في تجنب ألغام الواقع؟