الكومبس – ستوكهولم: اعتبرت صحيفة لوموند الفرنسية في تقرير نشرته أمس أن السويد تستعد للحرب ومواجهة أي نوع من الأزمات.
واستعرضت الصحيفة، في تقرير لمراسلتها في مالمو آن فرانسواز هيفير تحت عنوان “السويد تستعد للحرب وتحشد المدنيين”، طبيعة هذه الاستعدادات التي بدأت برفع عدد الجنود المحترفين وجنود الاحتياط وموظفي الخدمة المدنية وسائقي الحافلات وموظفات رياض الأطفال، الذين تلقوا “مهمة الحرب” بنسبة 16 بالمئة منذ نهاية 2022، ليعرفوا ما المتوقع منهم في حال حدوث أزمة.
وكانت السويد أعلنت بعد بدء الحرب في أوكرانيا عزمها تفعيل الدفاع الشامل الذي يشمل استعداد المدنيين في الوظائف المهمة لأي طوارئ. غير أن تقرير الصحيفة وضع كل هذه الاستعدادات في إطار الاستعداد الجدي للحرب.
وجاء في التقرير أنه بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في العام 2014، أعادت السويد الدفاع المدني إلى صدارة أجندتها السياسية. ومنذ الحرب في أوكرانيا بدأت تستعد للحرب وتنظم نفسها لضمان قدرة سكانها على المقاومة. وفق ما ترجمت “الجزيرة نت”.
وأوضحت المراسلة أن “الجميع مطالب بالسرية في ما يتعلق بالدفاع المدني للبلاد الذي يعرف الآن نشاطاً محموماً بعد توقف طويل يقارب 3 عقود، “كنا خلالها نؤمن بالسلام الأبدي”، كما تقول مسؤولة التواصل مع وكالة توظيف قوات الدفاع السويدية مارينيت نيه راديبو.
وذكر التقرير أن السويد أعادت العمل بواجب الدفاع المدني وأرسلت هيئة الطوارئ وحماية المجتمع لأكثر من 121 ألف شاب سويدي، احتفلوا بعيد ميلادهم الـ16 العام 2022، رسالة لإبلاغهم بأنهم الآن جزء من “الدفاع الشامل” للمملكة، ولديهم “التزام بالمساعدة في حالة الحرب أو التهديد بها”، ليعود هذا المفهوم إلى صدارة الأجندة السياسية بعدما أعطته الحرب في أوكرانيا بعداً جديداً.
وعينت السويد وزيراً للدفاع المدني للمرة الأولى منذ العام 1947 نتيجة “الوضع الأمني الخطير للغاية الذي وجدت بلاده وأوروبا نفسيهما فيه” حسب كارل بولين الذي يشغل هذا المنصب.
ونقل التقرير عن كاميلا إريكسون، من معهد أبحاث الدفاع السويدي أن الدفاع المدني نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، عندما “اكتشفنا أن الحرب الحديثة تصيب المجتمع كله، ومع أن السويد لم تشهد نزاعاً مسلحاً منذ العام 1814، فقد جهزت نفسها بدفاع مدني جعل جيرانها يشعرون بالغيرة”. وقال وزير الدفاع المدني “كان لدينا بلا شك النظام الأكثر تطوراً في العالم، لكن بعد سقوط جدار برلين وانهيار الكتلة السوفياتية وانحسار خطر الحرب، ارتكبت السويد خطأ إستراتيجياً باعتقادها أن التاريخ توقف”.
وتوقف وقتها تدريس الدفاع الشامل في المدارس الثانوية، واختفت المعلومات العملية التي كانت مدرجة في دليل الهاتف خلال الحرب الباردة، كالإنذار ومواقع الملاجئ ومعدات التخزين في المنازل، وتم التخلي عن الاحتياطات الهائلة من السلع والمواد الغذائية، حسب المراسلة.
ولفت التقرير إلى أن ضم روسيا للقرم في العام 2014 إدى إلى تحول جذري في السويد التي أعادت الخدمة العسكرية الإلزامية بعد إلغائها في 2010، وأعادت إطلاق الدفاع المدني العام 2018، وأرسلت كتيب “في حالة نشوب حرب أو أزمة” إلى 4.9 ملايين أسرة عبر صناديق البريد، لشرح كيفية الاستعداد للأسوأ.
وذكرت المراسلة أن هيئة الطوارئ وحماية المجتمع تسعى لزيادة إرادة السويديين للدفاع عن بلادهم من خلال الحملات الإعلامية والتدريبات.
المصدر: www.lemonde.fr