مراسل سويدي في تركيا: الموز يعمّق جراح السوريين النازفة

: 11/4/21, 2:12 PM
Updated: 11/4/21, 2:12 PM
مراسل سويدي في تركيا: الموز يعمّق جراح السوريين النازفة

” عندما يأتي يوم الجمعة تريد دعوة أخيك الصغير لتناول العشاء قبل أن تدرك أنه لم يعد موجوداً”

الكومبس – ستوكهولم: كتب مراسل راديو السويد في اسطنبول يوهان سومارستروم مقالاً قال فيه إن أزمة “سخرية الموز” في تركيا عمّقت جراح السوريين غير القابلة للشفاء.

وقال المراسل “هناك جروح عميقة لدى السوريين لا تشفى أبداً، ثم أتت قصة الموز”، مضيفاً “هناك جروح لا تزال تنزف وليس هناك شيء يمكن القيام به لوقف نزيفها. كل شخص فقد أحد أحبائه، أو أحد أفراد أسرته، يعرف ما أعنيه. في البداية، يصبح كل شيء أسود، ثم يتسرب الأمل إلى الحياة، لكن الجرح يبقى نازفاً”.

وأضاف “عندما يأتي يوم الجمعة تريد دعوة أخيك الصغير لتناول العشاء قبل أن تدرك أنه لم يعد موجوداً. أو عندما تريد الاتصال بوالدك لتخبره أخباراً سعيدة ثم تدرك أن ذلك لم يعد ممكناً (..) في الحرب والصراع، يقتل الآلاف، ولا أحد يفلت من حزن كهذا حين يتحول القتلى في الحروب إلى مجرد أرقام”.

ونقل المراسل عن أم فقدت ابنها في الحرب قولها “كانت مشيئة الله”. وعلق على ذلك بالقول “بالنسبة لمراسل جاء من أكثر البلدان علمانية في العالم من الصعب أن أفهم هذا التفسير، لكني أعتقد بأنه نوع من العزاء وكأن هناك هدفاً لهذا الألم”.

وأضاف “بعد كل هذه الجروح يأتي الموز. الموز العادي تحول إلى واحدة من أكثر الكلمات تداولاً هنا في تركيا”.

وبدأت قصة الموز بمقابلة على التلفزيون التركي مع امرأة سورية تتحدث التركية بطلاقة وتقول إن اللاجئين في البلاد يفعلون ما في وسعهم، قبل أن يقاطعها الحضور بالتعبير عن إحباطهم لأن السوريين والأفغان “يأخذون وظائفهم”. وهو رأي يزداد شعبية في تركيا. ثم يقول رجل إنه رأى السوريين يشترون كيلوغرامات من الموز، بينما هو نفسه لا يستطيع تحمل تكاليفها.

وفجر مقطع الفيديو حملة من السخرية المتعلقة بالموز على وسائل التواصل الاجتماعي.

نشر سوريون مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يأكلون الموز، ولصق أحدهم موزة بدلاً من الهلال على العلم التركي.

وقال مراسل راديو السويد “اعتقلت الشرطة 11 سورياً وهددت بترحيلهم بتهمة إهانة الدولة بمقاطع الموز. كما اعتقلت صحفياً سورياً قدم تقريراً عن قضية الموز ويمكن ترحيله، رغم أن النظام والمتمردين الإسلاميين في سوريا يطلبون رأسه”.

وأضاف المراسل “يقول سياسيون قوميون في تركيا إن السوريين يجب أن يكونوا ممتنين لتركيا بدلاً من السخرية من المجتمع وإهانة العلم. وقال أحد القادة إن نكات الموز تسببت في جروح للروح التركية. في حين يقول المهددون بالترحيل إنهم كانوا يمزحون فقط”.

وخلص المراسل إلى القول “هكذا يمكن للموز أن يصبح جرحاً أيضاً للشعور القومي والأمن. قد يبدو الأمر غريباً جداً، لكنه بالنسبة لأولئك الذين قد يتم ترحيلهم الآن سيكون الموز سبباً يجبرهم على العودة إلى جروح الحرب مرة أخرى. وهي جروح تنزف فترة طويلة وقد لا تشفى أبداً”.

شاهد أيضاً:

Source: sverigesradio.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.