التكنولوجيا

هكذا تكون التكنولوجيا في خدمة المرضى وذوي الإعاقات!

: 1/11/24, 8:53 PM
Updated: 1/11/24, 6:00 PM
التكنولوجيا جعلت حياة المرضى وذوي الإعاقات سهلة بشكل ملحوظ.
التكنولوجيا جعلت حياة المرضى وذوي الإعاقات سهلة بشكل ملحوظ.

في الوقت الذي تنهال فيه الانتقادات على التكنولوجيا لتداعياتها “السلبية” على حياتنا اليومية، عرض معرض الإلكترونيات الاستهلاكية في لاس فيغاس تقنيات متقدمة جدا تحسن حياة المرضى وذوي الإعاقات، وتساعدهم في مهامهم اليومية.

يحفل معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (سي إي اس)، في لاس فيغاس في غرب الولايات المتحدة، بتقنيات متقدمة تحسّن حياة المرضى وذوي الإعاقات وتساعدهم في يومياتهم.

تبتسم روبرتا ويلسون-غاريت، وهي تنظر إلى القفاز الأسود عالي التقنية، الذي يحمل يدها اليمنى ويوقف مؤقتاً الارتعاشات الناجمة عن إصابتها بمرض باركنسون.

وتقول روبرتا إنها طالما ترتدي قفاز “جيروغلوف” “GyroGlove”، فهي تستطيع إنجاز مهام عادية جداً بالنسبة للآخرين، مثل ارتداء الملابس أو الكتابة بالقلم أو الإمساك بفنجانها من دون أن ترمي قهوتها.

وقالت الكندية خلال مشاركتها في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية (CES)السنوي للتكنولوجيا في لاس فيغاس، إن هذا الابتكار “غيّر حياتي”.

ويُقدَّم “جيروغلوف” المصنوع من شركة “جيروغير” GyroGear، باعتباره مثبّت اليد الأكثر تقدماً في العالم، بالتعاون مع شركاء استراتيجيين من بينهم مجموعة “فوكسكون” Foxconn الصينية، بحسب مؤسسها فاي أونغ.

ويوضح فاي أونغ أن الأساس في قفاز “جيروغلوف” هو جيروسكوب (أداة لتحديد الاتجاه)، بحجم قرص صغير، مع قرص داخلي يدور بشكل أسرع من توربين محرك نفاث.

ويؤكد أن “هذا القفاز مصنوع في المعمل نفسه الذي يصنع أجهزة ماكبوك بروMacBook Pro”، في إشارة إلى شركة “فوكسكون”، وهي أيضاً موردة لشركة آبل.

ولا تنوي الشركة التوقف عند هذا الحد: فالهدف هو إنتاج جيروسكوب أصغر حجماً لمزيد من الراحة.

ويدافع فاي أونغ عن فكرة أن التقنيات تخدم الاحتياجات البسيطة من أجل “تحسين حياة الناس حقاً”.

وتقدم شركات عملاقة مثل “أمازون”، أو أخرى ناشئة مثل “غليدانس”، تقنيات مخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة في معرض لاس فيغاس.

ويعرض مؤسس شركة “غليدانس Glidance اموس ميلر، الذي فقد بصره في سن مبكرة جداً، جهازاً مدمجاً بعجلتين يحمل اسم “غلايد” “Glide”، يهدف إلى أن يؤدي دور كلب مرشد للمكفوفين. وخلال عرض توضيحي، تسجل “غلايد” وجهة وتُظهر المسار للشخص الذي يمسك بمقبضها، بينما تستكشف العوائق في الطريق.

ويوضح اموس ميلر “عليك فقط أن تمشي وتوجهك العجلات”، مضيفاً “يمكنني أن أخبره إلى أين أذهب إذا أردتُ ذلك، لكنه لن يسمح لي أن أصطدم بأي شيء”.

وتخطط الشركة الناشئة التي يقع مقرها في سياتل، لإطلاق نسخة تجريبية من “غلايد” في وقت لاحق من هذا العام، وتعدُ بجعلها متاحة بسهولة مثل الهاتف الذكي.

وابتكرت “وان كورت” OneCourt، وهي شركة ناشئة أخرى في سياتل، ما يبدو وكأنه نسخة طبق الأصل مصغرة من ملعب كرة قدم أميركي يترجم أحداث المباراة إلى اهتزازات في الوقت الفعلي.

ابتكار يمكن الإفادة منه لدى متابعة مباريات كرة القدم الأميركية، ولكن أيضاً التنس أو الهوكي، من خلال وضع اليد على ملعب زائف، ما يتيح للمشجعين ضعاف البصر أن يشعروا بتقدم المباراة تحت أصابعهم.

وقال المدير العام لشركة “وان كورت” جيرد ميس “نحن متحمسون لجعل الرياضات الحية في متناول الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية”. وأضاف: “إننا نحاول في الواقع تقريب الناس من الحدث”.

وتتيح اهتزازات الجهاز إدراك سرعة حركة الكرة أو القرص، وموقع اللاعبين في الملعب وأفعالهم، وفقاً للعرض الذي جرى تقديمه في معرض لاس فيغاس.

يأمل جيرد ميس أن يكون الجهاز متاحاً مجاناً من خلال الشراكات مع الفرق أو الدوريات.

ومن بين الابتكارات الأخرى التي قُدمت في معرض CES، تتميز نظارات “لومن” Lumen للمكفوفين بتقنية تتيح، وفقاً للشركة الناشئة، معرفة مكان المشي بأمان، بما في ذلك تجنب البرك.

وهناك أيضاً إطارات النظارات التي تعمل كأدوات مساعدة للسمع، بالإضافة إلى النظارات المخصصة للتعويض عن نقص البصر أو حتى عسر القراءة.

تقدم شركة “أوركام” Orcam الإسرائيلية ماسحات ضوئية محمولة لمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة.

ويخلص آفي غرينغارت، المحلل المتخصص في شركة “تكسبوننشل” Techsponential، إلى أن جعل الحياة أسهل للأشخاص ذوي الإعاقة يشكّل “أفضل طريقة لاستخدام التكنولوجيا”.

ر.م/ أ.ح (أ ف ب)

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية و DW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.