المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس

الكومبس – زاوية (ولكن): نكاد نرى أمامنا جيل كامل ينشأ على استهلاك المعلومة السريعة والأخذ بها واستخدامها دون أن يمتلك الوقت والوسيلة لكي يحلل ويقيم ويستنتج بنفسه “جودة هذه المعلومة” وأهميتها، خاصة أننا كما نعرف فإن المعلومة هي استنتاج يعتمد على حقائق وبيانات ثابتة ومحددة.
فعندما نقول مثلاً إن الفرق بين عدد سكان السويد وعدد سكان مصر هو 90 مليون نسمة، فهذا يعني اننا استندنا إلى بيانات ملموسة تفيد بأن عدد سكان السويد 10 مليون وعدد سكان مصر 100 مليون عملية حسابية بين هذه البيانات انتج معلومة تفيد بالفرق بين عدد سكان الدولتين.
أغلب رواد وسائل التواصل وخاصة من الجيل الجديد، يمكن وبسهولة أن يأخذوا المعلومة المستنتجة ويصدقوها بغض النظر عن صحة وكذب البيانات والحقائق التي استند إليها صاحب المعلومة.
نحن الآن أمام خطر حقيقي لصناعة مواقف وتصورات تعتمد على تغييب العقل وعلى شل إرادة المتلقي لكي لا يفكر ولا يحلل ولا يستنتج، خاصة أن المعلومة السلبية تنتشر بسرعة تضاعف عشرات المرات ما تحققه المعلومة الإيجابية من سرعة انتشار.
ما أثارني لكي اكتب هذه المداخلة، هي حالة السذاجة السائدة بين عدد من المعجبين بمعلومات كاذبة تكتب أحيانا على وسائل التواصل ومنها يجد طريقه إلى خانة التعليقات على بوستات الكومبس، وهذا طبعا مثال صغير لمدى تقبل المعلومات السريعة الكاذبة من قبل المتابعين.
ما نريد التذكير به هنا أن أي شخص يمكنه أن يصنع معلومة وأن يروجها ويخرجها بالقالب والشكل الذي يريده، وأن يرفق معها صورة مقاربة لما يقوله، ولكن جودة وقيمة هذا المعلومة تتعلق دائما بصحة وواقعية البيانات التي استندنا عليها.
ما نريد التذكير به أيضا هو أن تمنح نفسك فسحة من التفكير قبل استخدام وسائل التفاعل والتعبير التي تمنحها لك وسائل التواصل الاجتماعي مثل الرد على التعليقات ورسومات الاشارة إلى الاعجاب أو الغضب أو الفرح وغيرها، حتى نستفيد أكثر من إيجابيات الإعلام الحديث، ولكن لكي نحد أيضا من تداعيات ومضاعفات استخداماته السلبية.

د. محمود آغا
رئيس تحرير الكومبس