الاحتيال في السويد.. ضحايا بالآلاف وأرباح بالمليارات

: 3/25/24, 2:31 PM
Updated: 3/25/24, 2:31 PM

رسالة عادية بتأكيد طلب شراء وفي نهايتها رقم هاتف. يتصل المرء بالرقم ليجد نفسه في النهاية ضحية عملية احتيال تجرّده من كل أمواله. هذه واحدة فقط من أساليب الاحتيال المنتشرة في السويد التي تستهدف غالباً كبار السن.

الشرطة قبضت مؤخراً على عدد من المشتبه بهم في عصابة تمكنت خلال ستة أشهر فقط من الاحتيال بمبلغ 25 مليون كرون على حوالي 1200 شخص معظمهم من المتقاعدين. أحد قراصنة الإنترنت هو من اكتشف العصابة وبلغ عنها حيث اخترق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بأفرادها وتنصت على محادثاتهم. برنامج التحقيقات على التلفزيون السويدي Uppdrag granskning نشر ما قام به المخترِق وكيف تمكن من رصد عمليات الاحتيال. يبحث المحتالون بدايةً عن أرقام هواتف سكان بليكينغه في الستينات والسبعينات من العمر. يرسلون لهم رسائل نصية بتأكيد طلب شراء. ينتظر المحتالون اتصال الضحايا ليتظاهروا بأنهم من خدمة العملاء. يوهمون المتصل بأنه ضحية احتيال، ويحيلونه إلى شخص يدعي أنه موظف في البنك. يطلب “الموظف” التحكم عن بعد في كمبيوتر الضحية ليتم تحويل الأموال مؤقتاً إلى حساب آمن. وبمجرد الانتهاء من ذلك يكون قد استولى على الأموال.

يطور المجرمون أساليب احتيالهم، فيما تبدو السلطات السويدية عاجزة حتى الآن عن إيقافهم. عمليات الاحتيال أصبحت جزءاً من جرائم العصابات، فهي تدر أموالاً أكثر من تجارة المخدرات نفسها. في العام الماضي قُدر دخل العصابات من عمليات الاحتيال بـ5.8 مليار كرون ذهبت من “تحويشة العمر” إلى أيدي المحتالين الذين ينتقلون من بلد إلى آخر ويغسلون أموالهم بشراء الأغراض الثمينة. الأمر يتفاقم إلى درجة دفعت الحكومة مؤخراً إلى استدعاء رؤساء البنوك الكبرى لبحث سبل مواجهة الاحتيال المتصاعد.

في البرتغال واسكيلستونا ويوتيبوري، قبضت الشرطة هذه المرة على أربعة بينهم امرأة احتالوا على كبار السن في بليكينغه، واللافت أن من يقود العصابة شاب صغير عمره 19 سنة.

كل عام يتم الإبلاغ عن حوالي 200 ألف عملية احتيال بأشكال مختلفة في السويد. الاحتيال عبر الهاتف يزداد انتشاراً، وفي هذا النوع فإن الشرطة لا تحل سوى 2 بالمئة فقط من القضايا المبلغ عنها. لذلك تبدو الوقاية حالياً طوق النجاة الوحيد، وهنا يجب الانتباه لكبار السن خصوصاً ممن لا يتقنون اللغة السويدية فقد يكونون ضحية سهلة لمجرمين لا يوقف طمعَهم أيُّ شيء.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.