السويد مستعدة للاستدانة للدفاع عن نفسها

: 1/11/24, 2:27 PM
Updated: 1/11/24, 2:27 PM

السويد مستعدة للاقتراض لزيادة قدرتها في الدفاع عن نفسها. الحرب الروسية على أوكرانيا غيّرت وعي السويديين. من بلد لم يخض حروباً منذ 200 عام إلى دولة تريد دخول الناتو وتشعر بأن الحرب أصبحت قريبة منها أكثر من أي وقت مضى. منطقة البلطيق مهمة استراتيجياً لروسيا والسويد تواجه “أخطر وضع أمني منذ الحرب العالمية الثانية”، جملة باتت تتكرر كثيراً على ألسنة السياسيين السويديين وهم يقرعون الطبول داعين السويديين إلى الاستعداد نفسياً لاحتمالات الحرب. التصريحات التي خرجت على لسان وزراء الحكومة والقائد العام لقوات الدفاع أقلقت السويديين ودفعتهم لشراء مستلزمات الاستعداد الفردي من مواقد ومصابيح تعمل بالبطاريات وأجهزة راديو. “الحرب ليست على الأبواب” تقول زعمية المعارضة مجدلينا أندرشون رغم إقرارها بأن الوضع الأمني خطير. بعض المحللين ذهبوا إلى القول إن النبرة العالية التي تستخدمها الحكومة هدفها تمرير زيادة ميزانية الدفاع، في وقت يزداد فيه الشعور بأن السويد قد تكون هدفاً ثانياً لروسيا بعد أوكرانيا، في حين يسخر الروس من طرح كهذا مقللين من أهمية السويد الاستراتيجية. اليوم أعلن رئيس الحكومة السويدية أولف كريسترشون انفتاح حكومته على اللجوء إلى الاقتراض بهدف تأمين الأموال اللازمة لرفع ميزانية الدفاع وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد. معلومات صحفية ذكرت أن البلاد بحاجة إلى مئات المليارات لتحقيق أهدافها الدفاعية خلال السنوات المقبلة، وزيادة ميزانية الدفاع السنوية بمبلغ ضخم يتراوح بين 40 و60 مليار كرون. كريسترشون قال إنه “لا يستبعد أي شيء” لتمويل ميزانية الدفاع بما فيها إمكانية لجوء الحكومة إلى قروض كبيرة. غير أن كريسترشون شدد في الوقت نفسه على الحاجة إلى خطة منهجية طويلة المدى لتأمين التمويل المطلوب رافضاً تجاوز معايير عجز الموازنة وسقف الإنفاق. الحكومة ستقدم في أبريل المقبل اقتراحات حول كيفية تمويل الزيادة في ميزانية الدفاع. وكانت الحكومة رفعت ميزانية الدفاع في العام 2024 بمقدار 27 مليار كرون لتصل إلى 119 ملياراً. كما خصصت 6.4 مليار كرون للدفاع المدني.

تتحول السويد شيئاً فشيئاً إلى بلد يولي الجيش أولوية قصوى، ومع الحديث عن استراتيجية الدفاع الشامل، فإن للمدنيين أيضاً دور في الدفاع عن بلدهم. فهل ما نعيشه الآن هو جزء من مخاض التحول التاريخي من عدم الانحياز العسكري إلى الانحياز الكامل؟

قد يكون من المبكر الإجابة عن هذا التساؤل غير أن الحقيقة الواضحة الآن أن السويد بعد حرب أوكرانيا لم تعد السويد كما كانت قبلها.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.