جمال الحاج

ماذا وراء التركيز على جمال الحاج؟

: 2/12/24, 5:01 PM
Updated: 2/12/24, 8:33 PM

الكومبس – تحليل مصور: أن تكون سويدياً وفلسطينياً في الوقت نفسه، قد تكون هي المعضلة. يغادر جمال الحاج حزب الاشتراكيين الديمقراطيين بعد 30 عاماً قضاها في الحزب وكان في آخر دورتين انتخابيتين نائباً باسم الحزب.

يقول جمال إن بإمكان المرء أن يحب شعبين وأن يعمل على ازدهار السويد وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين في الوقت نفسه. غير أن الحب وحده في عالم السياسة لا يكفي. دخل الحاج إلى دائرة التركيز الإعلامية في السويد حين حضر مؤتمر فلسطينيي أوروبا في مالمو العام الماضي. الصورة التي جمعت رئيس المؤتمر بأحد قادة حماس كانت كافية ليشن اليمين هجوماً شرساً على المؤتمر. قررت أحزاب كتلة اليسار عدم المشاركة في المؤتمر، غير أن رأي الحاج كان مختلفاً. أصر على حضور المؤتمر فكلفه ذلك حملة شعواء استهدفته وحزبه من قبل أحزاب الكتلة المنافسة. دافعت رئيسة الاشتراكيين مجدلينا أندرشون عن نائبها. وبكت حين واجهت رئيس الحكومة أولف كريسترشون وهو يتهم الحاج بإضفاء طابع رومانسي على الإرهاب، مذكرة كريسترشون بأن الحاج فقد عدداً من أفراد عائلته في الحرب.

لم ينجح ضغط أحزاب اليمين ووسائل إعلامه في فك ارتباط الحاج بحزبه، غير أن التركيز الإعلامي لم يفتر، إلى أن خرجت صحيفة إكسبريسن باكتشاف أخرجته من دروج العام 2017. الحاج اتصل بمصلحة الهجرة بصفته نائباً وحاول تزكية إمام مصري في قضية إقامة.

رأت الصحيفة في ذلك محاولة للتأثير السياسي على قرار الهجرة، رابطة بين الإمام والتطرف. في حين قال الحاج إن اتصاله لم يكن مناسباً لكن هدفه كان مصلحة السويد لأنه رأى في الإمام شخصاً معتدلاً مفيداً للمجتمع. لم يتأخر حزب الاشتراكيين طويلاً بعد مقال إكسبريسن حتى أعلن فقدانه الثقة بالحاج، ليعلن الأخير اليوم أنه سيحتفظ بمقعده ليصبح أول نائب مستقل عن الاشتراكيين في البرلمان. سيظل لجمال الحاج صوته في البرلمان، و سيضطر حزبه للتفاوض معه للحصول على تأييده في بعض القضايا، لكن السؤال الذي يبقى مفتوحاً: أي تأثير يتركه ما حصل مع جمال على شباب المهاجرين الذين يزداد عدد من يسعون إلى تكفيرهم بالسياسة السويدية والمجتمع السويدي؟ الإجابة ستبقى برسم القدرة على استخلاص الدروس والعبر مما حصل.

مهند أبو زيتون

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.