يوروفيجن

هل فازت مالمو باليوروفيجن؟

: 5/13/24, 3:44 PM
Updated: 5/13/24, 4:28 PM

انتهت مسابقة يوروفيجن وهدأ صخب الأغاني بفوز سويسرا بلقب هذا العام، لكن النقاش حول ما جرى في مالمو بدأ الآن.

صحفيون سويديون عبّروا عن إعجابهم بتنوع المدينة وبمظاهرات حاشدة خرجت تعترض على مشاركة إسرائيل دون تسجيل حالات عنف، إلا بعض المناوشات التي حصلت عند مدخل مالمو أرينا. فيما عبّر صحفيون آخرون عن استيائهم من أجواء أحاطت بالمسابقة، وتنظيمٍ احتاج إلى نشر القناصين على أسطح المباني لحماية مسابقة غنائية، مسلطين الضوء أيضاً على بعض شعارات اعتبروها معادية للسامية خلال المظاهرات.

عشرون ألفاً أو ثلاثون، لا يهم كم كان عدد المتظاهرين بالضبط. المهم أن هؤلاء جميعَهم عبّروا عن رأيهم بطريقة سلمية لم تمنع الآخرين من قول رأيهم، ولم تمنع المدينة من الاحتفاء بالمسابقة التي انتظرتها طويلاً.

سارت الأمور على ما يرام، غير أن الوجود الأمني المكثف حوّل المدينة إلى ما يشبه الثكنة العكسرية. المخاوف التي سادت قبل المسابقة رفعت مستوى التوتر، خصوصاً أن البلاد في المستوى الرابع من أصل خمسة على مقياس الخطر الأمني.

بين يوروفيجن وفلسطين فيجن، وبين الأغاني الصاخبة، والشعارات الهاتفة لفلسطين، بدت مالمو وكأنها مدينتان في آن واحد. تنوع سيسيل حبرٌ سويدي كثير في نقده أو الاحتفاء به. نقدٌ يميني يخوّف مما يسميه فرض الثقافة “الإسلاموية”، واحتفاءٌ يساري يلحظ تعدد الآراء دون تصادمها.

رئيس الوزراء أولف كريسترشون شكر الشرطة السويدية التي جعلت الحدث آمناً بالتعاون مع شرطة من الدول المجاورة. كما شكر بلدية مالمو وسلطات المدينة وموظفيها على جهودهم في تنظيم المسابقة. لم يشكر كريسترشون آلاف المتظاهرين الذين عبّروا عن رأيهم بوضوح وبطريقة قانونية دون أي تصادم. فهل سبب ذلك أن هذه هي الحالة الطبيعية في بلد ديمقراطي كالسويد؟

فازت الأغنية السويسرية بالمسابقة، وسيختلف السويديون عما إن كانت مدينة مالمو قد فازت أو خسرت في التنظيم، وسيستمر اختلاف العالم حول مشاركة إسرائيل في مسابقة موسيقية بينما ترتكب آلتها العسكرية فظائعَ في غزة. وأمام كل هذا من الواضح أن الفائز الأكبر كان “حرية التعبير” التي يتغنى بها السويديون ويعتبرونها أحد مقدساتهم.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.