الإيزيديات تُقتلن مرتين.. مرة بعبودية داعش وأخرى بحرمانهن من أطفالهن

: 3/12/21, 1:00 PM
Updated: 3/12/21, 1:00 PM
ناديا مراد إحدى ضحايا داعش الإيزيديات (أرشيفية)
Foto: Linus Sundahl-Djerf / SvD / TT
ناديا مراد إحدى ضحايا داعش الإيزيديات (أرشيفية) Foto: Linus Sundahl-Djerf / SvD / TT

ضحايا العبودية والاغتصاب تلتقين بأطفالهن للمرة الأولى وسط مخاوف من القتل

اهتمام إعلامي سويدي بمعاناة الأمهات الإيزيديات

الكومبس – ستوكهولم: الإيزيديات من ضحايا استعباد تنظيم داعش الإرهابي، قصة أليمة هزت العالم لوجود بشر يستعبدون النساء جنسياً في القرن الواحد والعشرين. ورغم المعاناة الكبيرة التي تعرضت لها تلك النساء، فإنهن يواجهن الآن معاناة من نوع آخر تتمثل في رفض المجتمع لأطفالهن الذين ولدوا نتيجة تعرضهن للاغتصاب من رجال داعش.

في بث مباشر، عرض راديو السويد اليوم بالتعاون مع صحيفة نيوورك تايمز الأمريكية، والغادريان البريطانية، معاناة أولئك النسوة.

مر ما يقرب من عامين منذ تحرير مئات الإيزيديات اللاتي استعبدهن داعش. فيما أجبرت الأمهات على الانفصال عن أطفالهن الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب تحت الأسر، لأن كثيراً من الإيزيديين اعتبروهم أبناء القتلة الذين ارتكبوا إبادة جماعية ضد الإيزيديين.

ناضلت أمهات كثيرات من أجل لم شملهن مع أطفالهن. وحدث هذا الفعل بفضل عملية سرية وحساسة جداً. فيما لا تزال الأمهات والأطفال يعشن في خطر دائم خشية تعرض الأطفال للقتل.

مشاعر مختلطة من السعادة والخوف

من مأوى للأمهات الإيزيديات في مكان ما داخل العراق، بث راديو السويد أصوات ضحكات الأطفال وبكائهم. وقالت إحدى الأمهات “أنا سعيدة جداً، لم أكن أعتقد بأنني سأرى طفلي مرة أخرى”.

كان لم الشمل الأول من نوعه، وامتاز بمشاعر مختلطة من الصدمة والخوف والسعادة. لم تلتق الأمهات بأطفالهن منذ نحو عام ونصف العام لذلك انفجرت الأمهات بالبكاء حين رؤية أطفالهن. فيما لم يتذكر الأطفال أمهاتهم اللائي عشن أوقاتاً عصيبة من الرعب والاغتصاب تحت نير العبودية. وتحاول الأمهات الآن إعادة العلاقة مع أطفالهن. في حين يقف المجتمع الإيزيدي ضدهن.

الأطفال يواجهون خطر القتل

على وسائل التواصل الاجتماعي، تُنشر صور أطفال ملفوفين بعلم داعش الأسود مع تساؤلات حول كيف يمكن إعادة أطفال القتلة إلى أحضان أمهاتهم، فهم في عرف المجتمع أبناء رجال قتلوا واستعبدوا الإيزيديين.

وأكد زعيم سياسي إيزيدي لـراديو السويد أن الأمهات والأطفال في خطر، لأن هناك من يريد قتل الأطفال.

في حين تفاوض الدبلوماسي الأمريكي السابق بيتر غالبريث، والطبيبة الكردية السويدية نعمام غفوري مع السلطات الكردية في سوريا والعراق لمدة عام كامل للحصول على إذن بلم شمل الأمهات مع أطفالهن.

ترى نعمام غفوري أنه من المشين أن الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل التي تنص على عدم فصل الأطفال عن أمهاتهم، لا تنطبق على النساء من ضحايا إرهاب داعش. وتضيف “عندما تذهب الدول الأجنبية لأخذ أطفال داعش، يقال لهم إنه يجب عدم فصلهم عن أمهاتهم وفقاً للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، لكن عندما يتعلق الأمر بهؤلاء الضحايا المساكين يتم إغفال الاتفاقية تماماً”. وتضيف “إنها معايير مزدوجة ونفاق على أعلى مستوى (..) لماذا لا يتم حماية هؤلاء الأطفال والأمهات بموجب قواعد وقوانين الأمم المتحدة؟!”.

Source: sverigesradio.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.