الكومبس – لقاءات: هناك 1,8 مليار كرون معدني بحاجة الى تغيير قبل منتصف الليل من يوم الجمعة المصادف 30 حزيران / يونيو، حيث يجري بعد ذلك إسقاط العملة المعدنية والورقية القديمة بشكل كامل. هذه المبالغ توجد اليوم في جيوبنا وفي حصالات توفير النقود ألمعدنية.
تحويل العملة ألمعدنية خلق اشكاليات بين الشركات الصغيرة وزبائنها فالبنك المركزي لم يستلم سوى 33% من المبلغ الاجمالي الذي ينبغي تحويله.
يذكر انه عندما تم تغيير ألعملة المعدنية من فئة الخمسين ئورة او النصف كرون في عام 2010 أيضا لم يتم إسترجاع أكثر من 30 بالمئة من المبلغ الأجمالي، واليوم وحسب التقديرات الأولية للبنك المركزي السويدي فأن مجموع مايمكن أستبداله أيضا لن يتجاوز نصف المبلغ الذي من المفترض أن يعود !
لإلقاء المزيد من الضوء على هذا الموضوع، تحدثت الكومبس مع الخبير الاقتصادي في بنك Almi جاسم المظفر:
لماذا تحويل العملة المعدنية خلق اشكاليات بين الشركات الصغيرة وزبائنها ؟
لان المحلات الصغيرة تتحاشى الاستلام بالعملة المعدنية حيث تعاني هي الاخرى من صعوبة تحويلها في البنوك، خصوصاً عندما يتعلق الامر بإستلام كميات كبيرة من العملة المعدنية من زبائنهم .
هل شهدت السويد مثل هذه الأشكالية عندما تم تحويل العملة الورقية الى العملة الجديدة ؟
لا ، لم تواجه السويد مثل هذه المشكلة في تحويل العملة الورقية ، التحدي الأصعب كان في تغيير العملة المعدنية مع ان التوقعات السائدة كانت هي ان يجري التبادل بالعملة المعدنية السريعة بشكل أسرع لكن الواقع يؤشر الى حدوث بطئ غير مبرر لعملية التبادل التجاري بالعملة الجديدة
حدثنا قليلآ عن تاريخ استعمال العملة المعدنية الكرون؟
أستخدم الكرون السويدي لأول مرة عام 1873 بالتعاون مع الاتحاد الإسكندنافي للعملات، كانت قيمة الكرون موحدة في كل من السويد والدنمارك والنرويج ولذلك اصبحت عملة موحدة القيمة في هذه الدول.
عند إصدار العملات يجب ان يكون لدى البلد القيمة المقابلة للعملة برصيد للذهب، اي عند إصدار اي عملة يجب ان يكون هناك رصيد من الذهب يوازي قيمة العملة تماما.
ما سبب التفاوت الذي كان قد حصل في قيمة الكرون بين هذه البلدان الثلاثة ؟
بعد ان انتهى العمل باتحاد العملات عام 1914 السويد مرت بعدة مراحل من تعويم العملة ، في التعويم تهبط عادة قيمة العملة كما حدث بداية التسعينات وفي اعادة التقيم يحدث احيانناً ارتفاع العملة.
ومعنى التعويم هو اجراء قسري تقوم به بعض البلدان لخفض قيمة العملة الوطنية مقابل العملات الاخرى بغية اعادة هيكلة الاقتصاد وتجاوز الأزمات.
القيمة الرخيصة للعملة تفتح شهية المستثمرين الأجانب اضافة الى انها تدعم بقوة الصناعة التصديرية للبلد، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية جرت اعادة تقييم للعملة السويدية مما أسهم بإرتفاع قيمتها 14% وبذلك تجاوزت قيمة الكرون السويدي قيمة الكرون النرويجي والدنماركي.
وماالذي حصل بعدها لتتراجع قيمة الكرون السويدي؟
استقرت العملة السويدية لفترة طويلة جدآ حتى عام 1992 حيث تعرض الأقتصاد السويدي الى أزمة كبيرة مما استدعى تعويم العملة السويدية مما أسهم في تخفيض قيمة العملة السويدية بنسبة 30% من قيمتها مقابل العملات الأخرى وبعد عام 2000 تم الأعتماد بشكل كبير على عمليات الدفع بواسطة كارت البنك مما أسهم ايضا بخفض قيمة العملة الورقية او المعدنية .
ماهو مستقبل العملة المعدنية السويدية ؟
حسب أحصائيات البنك المركزي فإن استخدام العملة منذ عام 2010 أصبح يقل يومآ بعد يوم ويتوقع البنك المركزي السويدي ان تختفي العملة المعدنية والورقية بشكل نهائي عام 2030 وسيحل محلها الكرون الإلكتروني وبذلك تكون السويد اول بلد في العالم يتوقف عن استخدام العملة في التعاملات التجارية.
حاورته: زينب وتوت