المجلس السويدي للإفتاء يدين حرق “المصحف الشريف” في السويد

: 4/20/22, 9:04 AM
Updated: 4/20/22, 9:04 AM
Foto: TT
Foto: TT

أدان المجلس السويدي للإفتاء حرق نسخ من المصحف في عدة مدن سويدية وقال في بيان تلقت الكومبس نسخة منه:

إنّ مجلس الإفتاء السويدي حيث يدين ويرفض إحراق نسخ من المصحف الشريف في العديد من المدن السويدية ليسجّل عدة أمور

إنّ التذرع بالحريات وبالذات حرية التعبير والتظاهر والتجمع توحي للبعض بأنا لا نحترم هذه القيم السامية وخاصة قيمة الحرية والتي لا تعدلها أي نعمة، وقد قال تعالى: “لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصيْطِرٍ”، (الغاشية، الآية: 22)، وقال مبينا حرية الاختيار وتحمل المسؤولية: “فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ”، (الكهف، الآية: 29) يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله: “ومن قواعد الفقه قول الفقهاء: الشارع متشوف إلى الحرية.”

وقديما قال عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص –رضي الله عنهما- في شأن الرجل القبطي: “متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.

إنّ ما يقوم به العنصري الموتور المدعو “راسموس بلودان” ليس تعبيرا يردّ عليه بمنطق واستدلال، حيث يعمد إلى حرق وركل المصحف الشريف، وهنا يحق للكثير من العقلاء التساؤل عن القيمة المضافة للديمقراطية، وماذا سوف تجني السويد من إستفزاز وجرح مشاعر الاقلية المسلمة والعالم العربي والإسلامي، وهل هناك بعد هذه الصور المقززة لحرق أقدس كتاب عند مليار ونصف المليار مسلم من فائدة للحديث عن التسامح الديني والقبول بالآخر في السويد.

أن ارتفاع مؤشر الكراهية والتعصب الذي نشهده في السويد ضد الدين الإسلامي والأقلية المسلمة- أمر مرفوض تماماً، ويشكل خطراً كبيرا على النسيج والسلم الإجتماعي، ويغذي أفكار الكراهية والعداء للإسلام.

إننا نشكّ في أنّ الشرطة تقدّر ما يترتب على إعطائها هذه الموافقات من الجوانب الأمنية والمجتمعية ونتائج ذلك ونحن نرى هذه التصاريح تعطى في أحياء ذات غالبية مسلمة، دون اعتبار لمشاعر المسلمين والذين هم مكون رئيس لهذا المجتمع.

كما وعدم احترام لشهر رمضان الفضيل “شهر القرآن”.

إن تبريرات الشرطة بمنحه رخص وفي مدن عدة وحمايته بأموال دافعي الضرائب – في الوقت الذي خرجت فيه الجريمة المنظمة إلى السطح – تجعلنا نطرح أكثر من سؤال عن قدرة قيادات الشرطة على تقييم المخاطر الأمنية التى تحدق بالسويد وصورتها في العالم العربي والإسلامي ومآلات مثل هذه التقييمات والتصاريح.

سكوت السياسين وتلكأ الإعلاميين والمثقفين وعدم الإكتراث لمشاعر وحساسية مثل هذه الأفعال المقيتة المبنية على ثقافة الكراهية تجاه أقلية دينية وعرقية مسلمة لايخدم الا دعاة التأزيم والإقصاء.

المجلس يرفض أي إعتداء على الشرطة المنوط بهم أمن البلد، وكذلك الممتلكات العامة والخاصة، وبالمقابل الأشخاص الرافضين لسلوك المتطرف العنصري (راسموس بلودان) وننصحهم بالابتعاد عن دعاة العنف والانجرار لهم.

ومن دافع المسؤولية ندعو المسلمين للإحتجاج ورفض هذا السلوك المقيت بكل الطرق الحضارية والسلمية، والتواصل مع الساسة وصناع القرار والضغط عليهم، وعدم الانجرار للعنف أو الردود المتشنجة التي تحقق لهذا المتطرف بغيته.

وعلينا وعلى المؤسسات الإسلامية بذل الجهد ليخرج تشريع يحمي أصحاب الديانات ومقراتها والرموز الدينية، وأن يضغط لتحقيق ذلك بالتواصل مع كل المعنيين في داخل السويد وخارجها.

إننا في المجلس السويدي للإفتاء نؤكد على أهمية تضافر الجهود في سبيل نشر وتعزيز ثقافة السلام وقبول الآخر، وزيادة الوعي بالقيم المشتركة، وإثراء قيم الوئام والتسامح ونبذ التطرف والتعصب والتحريض على الكراهية بسبب الدين أو المعتقد، مشدداً على ضرورة نبذ العنف بكل أشكاله، واللجوء إلى الطرق السلمية والحضارية في التعبير عن الرأي دون إثارة الفتن أو الإساءة إلى مشاعر الآخرين.

قال تعالى: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” غافر، الآية: 44

وقال سبحانه: “إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ” سورة هود، الآية: 88.

رئيس المجلس نائب الرئيس

الشيخ/سعيد عزّام الشيخ/حسان موسى

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.