الكومبس ـ خاص: “بحثت عن المفاتيح وحين وجدتها نجحت” هذا ما قاله للكومبس، حسام قاسم وهو أحد الأشخاص الثلاثة المرشحين لجائزة البنائين الجدد في السويد، التي يتم تسليمها من قبل ملك السويد كارل غوستاف السادس عشر.

يقول حسام: نحن الذين قدمنا إلى السويد، أشخاص لنا تأثيرنا في هذا المكان ولسنا أصحاب مشاكل ولدينا الخبرات والطاقة، ولكننا بحاجة إلى فرصة، وما وصلت إليه لم يكن صعباً بالنسبة لي بل على العكس كان سهلاً ولكنني قمت بالبحث عن المفاتيح وهي عبارة عن اللغة والتعرف على المجتمع والتعامل بحرفية في العمل ، فما على الشخص القادم إلا أن يتعلم هذه التفاصيل ومن المؤكد أنه سينجح.

حسام هو شاب فلسطيني سوري يبلغ من العمر 36 عاماً، قدم من مخيم اليرموك من دمشق إلى السويد عام 2013 نتيجة الحرب في سوريا. وبدأ فور وصلوه بالتركيز على اللغة من خلال التجمعات الشبابية والمكتبات إضافة إلى العمل في مجالات عدة لملئ وقت فراغه مثل غسل الصحون وغسيل السيارات.

وحين حصوله على الإقامة بدأ بتعلم اللغة السويدية في المدرسة، ومن ثم قام بالبحث عن مكان عمل يشبه عمل شركته في سوريا والتي كانت تختص بالحدادة والتصنيع.

يقول حسام: حاولت أن أبحث عن مكان يساعدني في الدخول لسوق العمل فكانت مدرسة Movant في ماشتا ومدة الدراسة فيها عاماً واحداً وبعد النجاح بمشروع التخرج تقوم المدرسة بالمساعدة في البحث عن شركة للتدرّب فيها.

يتابع حسام: بعد أن عرفت بشروط مشروع التخرج وهو عبارة عن تصنيع شكل معين من المعدن وذلك بعد سنة من الدراسة، قمت باليوم التالي بتصنيع أحد الأشكال وحين رأى الأساتذة الشكل قالوا لي أنني لست بحاجة للاستمرار في المدرسة. فقلت لهم أريد فرصة لدخول سوق العمل وبالفعل اقترحوا أن يبحثوا على شركة ما تقبلني لديها كمتدرب وبالطبع وبعد انتظار وجدت قبولاً لأكون متدرباً لدى شركة Thorszelius ventilation بعد أن قمت بمراسلتهم شخصياً.

يعتبر حسام أن ستيفان و ماتس أصحاب شركة Thorszelius ventilation بأنهما الأساس لبداية حياته المهنية في السويد وبعد انتهاء الستة أشهر من التدريب لديهم حصل على عقد عمل ثابت وترقى عدة مرات في مجال عمله وبمجرد انتهاء العام الأول من عمله أصبح مديراً ومسؤولاً عن قسم التصنيع في الشركة.

أثبت حسام نفسه في عمله وكان لأحد الموظفين في الشركة واسمه “أوفه” دوراً كبيراً في مساعدته لإتقان لغة العمل السويدية إضافة إلى لغة التعامل في العمل، وبالفعل برع حسام في عمله وأصبح معروفاً بين الشركات على حد قوله.

نقاط تحول في شركة حسام Q-ventilation & service AB

وبعد سنتين من عمل حسام وبعد تزايد أرباح الشركة بدأت عروض العمل تنهال عليه من عدة شركات ومن بينها الشركات التي رفضت إعطائه سابقا فرصةً للتدرب فيها.

يقول حسام:

وجدت نفسي جاهزاً لافتتاح شركتي الخاصة بعد خوض العمل في السويد وبعد أن أصبح لديّ علاقات في مجال العمل مع حرصي على علاقتي الودية مع المدراء في الشركة التي كنت أعمل بها وهكذا افتتحت شركتي باسم

Q-ventilation & service AB

بدأت بمكتب مساحته مئة متر ,وتختص الشركة بتصنيع المجاري الخاصة للتهوية. واستلمت بداية فقط أعمال صغيرة بما يتناسب مع وضع الشركة لدي.

لم يكن الأمر سهلاً لأن المردود المادي الذي كنت أحصل عليه بداية كان أقل مما كنت أحصل عليه خلال عملي السابق واعتبرت أنني أخوض مغامرة ولكنني مصرّ على تأسيس عمل خاص بي وتحقيق أحد أحلامي.

يتابع:

المفارقة أن من الأمور التي ساهمت في نجاح عملي وتعريف الشركات الأخرى بشركتي هو الإعلان الأول الذي نشرته على الكومبس فرغم بساطته ولكنني بسببه حصلت على عدة أعمال كانت نقطة تحول كبيرة لشركتي وبعدها أصبحت لدي الجرأة أن أقوم باتخاذ أعمال أكبر وتوظيف موظفين.

للإعلان والدعاية دور كبير في انتشار اسم الشركة حيث ذاع صيتها بين الشركات ومن ثم انتشر اسم Q Ventilation في مدن عديدة من السويد وحصلت على أعمال أكثر وقمت بتوسيع مكان الشركة واشتريت معدات أكثر وقمت بتوظيف موظفين أكثر وبدأت أصنع للشركات ما يحتاجونه من مواد للتهوية وأقوم بإرسالها عبر البريد.

شركة حسام هي الشركة الوحيدة التي تقوم بالتصنيع الخاص بغرض التهوية وبالتالي فمعظم الشركات تفضل شراء القطع التي تحتاجها من شركته بدلاً عن استيرادها من الخارج وخاصة أن الجودة والتكلفة تضاهي الشركات في دول أخرى بحسب قول حسام.

تضاعفت الأرباح في الشركة وأصبحت مساحة موقعها 600 متر كما قام حسام بشراء أرض أخرى لتتسع للأجهزة والمعدات.

كيف ترشح حسام لجائزة nyårsbyggare البنائين الجدد؟

حصل حسام على بريد من قبل الجهة المعنية بجوائز nyårsbyggare تطلب منه الإجابة على أسئلة كثيرة على الصعيدين العملي والشخصي وبالفعل قام بالإجابة عليها وبعد عدة أيام استلم بريداً إلكترونياً آخر يعلمه بأنه واحد من ثلاثة أشخاص مرشحين لاستلام جائزة من الملك. وبعد فترة حضرت اللجنة للشركة لرؤية العمل بكل تفاصيله على أرض الواقع والتكلم مع حسام ما يزيد عن الثلاثة ساعات ومن ثم حصل على بريد إلكتروني آخر يوضح تفاصيل المشاركة في الجزء النهائي من المرحلة الانتقائية للأشخاص حيث سيتم اختيار أحد الأشخاص الثلاثة المرشحين لاستلام الجائزة.

يقول حسام: سعيد بأنني أحد المرشحين للجائزة وما وصلت إليه هو بفضل جهد جماعي في الشركة وليس فردي. إضافة إلى دعم زوجتي المستمر لي وأطمح أن تكون الشركة مميزة في كل أوروبا وليس فقط في السويد.

ريم لحدو