الكومبس – ستوكهولم: تشهد الحكومة السويدية، أزمة سياسية حقيقية مع تنامي التحديات بسبب تداعيات حرق المصحف الأخيرة، وتدهور علاقاتها مع دول إسلامية، وارتفاع المخاطر على أمنها واقتصادها ومواطنيها.

وتعرضت الحكومة ورئيسها أولف كريسترشون لانتقادات كبيرة، بعدما طال صمته خلال الأزمة الأخيرة، قبل أن يخرج ليعلن عن قلقه الكبير من تداعيات حرق المصحف، ويؤكد العمل على تخفيف الأزمة، ويستنفر أجهزة الدولة لمواجهة المخاطر.

الخبير في السياسة الداخلية في صحيفة SvD ،هنريك توريهامر، شرح في مقال له اليوم، التخبّط السياسي الذي تواجهه الحكومة في مواجهة أزمة حرق المصحف، والتحديات الماثلة أمامها.

تلاشي إنجاز الناتو

واعتبر أن الإنجاز السياسي الكبير الذي حققه كريسترشون في قمة الناتو، مع نيله موافقة الرئيس التركي، بدأ يتلاشى بسبب أزمة حرق المصحف، ودخول البلاد في شبه صراع مع عدد من الدول الإسلامية، وبقائها رسمياً خارج الناتو حتى الساعة.

وتحدث عن حديث الحكومة حول عملها بعيداً عن الأضواء لمواجهة الأزمة، وهو ما لم يبرز بشكل كافٍ.

واعتبر أنها تواجه مشكلة في التواصل والإعلام في لمواجهة الأزمة، وذلك بسبب العطلة الصيفية، حيث غادر معظم من لديهم خبرة في التعامل مع مثل هذه الظروف، وإيصال الرسائل الحكومية المناسبة.

انتقاد الاشتراكي لتغريدة يومسهوف

توريهامر أكد أن الحكومة كانت تفضل التزام حليفها القيادي في حزب ديمقراطيي السويد، ريكارد يومسهوف، للصمت بدلاً من الهجوم على الإسلام، في ظل الأزمة الراهنة، رغم أن مواقفه الحادة والمسيئة معروفة سابقاً وأثارت انتقادات حتى داخل حزبه.

غير أن مصادر حزب المحافظين تعبّر عن إنزعاج أكبر من تصرفات الحزب الاشتراكي المعارض، معتبرة أنه يقوم بتسييس الأزمة، وذلك بعد مطالبته بإزاحة يومسهوف من رئاسة لجنة العدل البرلمانية.

وتقول المصادر أن العلاقات بنّاءة مع الحزب الاشتراكي خلف الأبواب، وتنظر بإيجابية إلى طموحه المعلن للوحدة في مواجهة المخاطر الأمنية، ولكنها تنتقد انتهاز الحزب والقيادي فيه مورغان يوهانسون لكل فرصة سانحة لخلق صراع سياسي.

مواقف SD تختلف بين تويتر والمفاوضات

كما تطرّق إلى تهديد نائبة في SD بإطاحة الحكومة الحالية، في حال عملت على تقييد حرية التعبير، والتجاوب مع مطالب حظر حرق المصحف.

وكانت الحكومة أعلنت عن مراجعة قانونية لدراسة حظر حرق المصحف، وصنفت المسألة على أنها أمنية سياسية، خارج اتفاق تيدو بين أحزابها وSD.

غير أن مصادر الحكومة وحزب المحافظين تتحدث عن صورة مغايرة لحزب SD بعيداً عن الأضواء. وتصفه بـ”الحزب الشعبوي الأكثر مسؤولية في العالم”، مؤكدة أن تغريدات الحزب الحادة تختلف عن موقفه المتفهم خلال المفاوضات.

واعتبر توريهامر أن تهديد الحزب الأخير، يمكن ضمه إلى مواقف سابقة لقياديين فيه حول إسقاط الحكومة، متعلقة بقضايا الهجرة والبيئة، واصفاً الأمر بـ”تهديدات فارغة”.

المصدر: www.svd.se