في حين خلا خطاب رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين للشعب السويدي الليلة من إجراءات حكومية اعتاد الناس متابعتها خلال الأيام الماضية، فإن لوفين بدا وكأنه يريد توجيه خطاب وحدة قوي يجمع الشعب على أهداف محددة في وضع “يتجه للأسوأ”.

“سيصاب مزيد بالمرض”، و”سيكون مزيد مجبرين على قول وداعاً
لأحبائهم”، تلخيص صعب لأيام صعبة، وضع لوفين السويديين أمام تحدياته وجهاً
لوجه.

لم يضطر رؤساء وزراء السويد إلى توجيه خطاب للشعب إلا في مناسبتين خطرتين،
كان آخرهما مقتل وزيرة الخارجية آنا ليند.

اختيار جملة “خطاب للأمة” للإعلان عن كلمة لوفين، يوقظ وحده في نفوس
السويديين تاريخية اللحظة، ويحاول أن يستجلب حوادث التاريخ لجمع الناس حوله.

إنه إذن خطاب “وحدة” في ظرف تاريخي أمام خطر يتعاظم. كلمة “مسؤولية”
تكررت فيه كثيراً في محاولة لخلق شعور وطني بالأزمة.

لم يخطب ستيفان لوفين اليوم كزعيم حزب، أو حتى كرئيس حكومة تسيّر أمور
البلاد، بل كرمز لوحدة السويديين، أو هكذا أراد.

بدا لوفين وكأنه يحاول استباق قرارات يراها “صعبة” في تقييد حياة
الناس العامة وحرياتهم الفردية. وفي حين لم يشر الخطاب إلى ماهية القرارات فإنه لفت
إلى أنها ستكون قريبة جداً، لكن الهدف الأساس بدا وكأنه تحضير الناس أولاً،
والحصول على إجماعهم في تأييدها ثانياً.

قد يثير خطاب لوفين إحباط من كان ينتظر قرارات سريعة صارمة، لكن بدا من محتواه أن هدفه كان شيئاً آخر “محاولة جمع السويديين باختلاف فئاتهم لمواجهة المرض والإحساس بمسؤولية كل فرد في هذه المواجهة”.

الكومبس