خبير سويدي: الحكومة تواجه ضغوطاً غير مسبوقة بعد حرق المصحف

: 7/5/23, 2:23 PM
Updated: 7/5/23, 2:24 PM
(أرشيفية)
 (AP Photo/Geert Vanden Wijngaert)
(أرشيفية) (AP Photo/Geert Vanden Wijngaert)

الكومبس – ستوكهولم: قال الخبير السياسي يوران سوندستروم إن الحكومة السويدية تواجه ضغوطاً هي الأشد منذ فترة الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، وتجد نفسها في الخط الفاصل بين سيادة القانون واتباع سياسة واقعية.

ورأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستوكهولم أن حرق المصحف، وانتقادات الرأي العام، والتهديدات الإرهابية، والأمل الهش في عضوية حلف الناتو، كل ذلك يجعل الحكومة السويدية في مستنقع يوجب عليها الموازنة بين الحقوق الأساسية والسياسة الواقعية. وفق ما نقلت TT.

وقارن الخبير ما تتعرض له الحكومة بأحداث مثل أزمة الغواصة الروسية في السويد خلال الحرب الباردة، وأزمة قطارات النقل الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الأمر مختلف الآن، حيث “لم تواجه الحكومة السويدية مثل هذا الابتزاز من قبل”.

ووفقاً لسوندستروم فإن آخر مرة اضطرت فيها حكومة سويدية للتعامل مع عملية توازن مماثلة وسلطت أضواء العالم مسلطة على السويد كانت عندما ظهرت الغواصة السوفيتية U-137 عند مدخل Gåsefjärden في منطقة عسكرية محمية خارج كارلسكرونا في العام 1981. وواجه رئيس الوزراء آنذاك توربيورن فيلدين ضغطاً للاختيار بين خيارين: تسليم الغواصة فوراً أو المضي قدماً بحذر في المفاوضات.

وتعرضت البلاد لضغوط مماثلة أيضاً بشأن عبور القطارات الألمانية التي سُمح لها بالمرور عبر السويد خلال الحرب العالمية الثانية. وقال سوندستروم “من حيث المبدأ، لم ترغب السويد في السماح للألمان بالمرور عبر البلاد، لكن السياسة الواقعية كانت تعني تقديم تنازلات”.

“ابتزاز غير مسبوق”

ورأى سوندستروم أن الوضع الآن ليس أكثر صعوبة مما هو عليه في هاتين الفترتين التاريخيتين، لكن الأمر حينها كان بيد الحكومة. وأضاف “الفرق الآن هو أننا نعتمد على طرف ثالث لدخول الناتو. ولا أتذكر أننا كنا في هذا النوع من حالات الابتزاز من قبل”.

وبينما تواجه الحكومة انتقادات حادة داخلياً بخصوص تدخلها في “حرية التعبير”، فإنها في الوقت نفسه مضطرة لاسترضاء تركيا. وقال سوندستروم “إنها عملية موازنة دقيقة جداً”، مشيراً إلى أن إدانة وزارة الخارجية لحرق المصحف يمكن تفسيره على أنه عدم دعم الحكومة للدستور.

وأضاف “قد يعتبر ذلك إدارة سيئة للأمور. أن ينأى الوزراء بأنفسهم فردياً عن حرق المصحف شيء، وأن تتخذ الحكومة قراراً جماعياً شيء آخر، وقد يُفسر على أن الحكومة تقف ضد فرد مارس حقه المحمي دستورياً”.

وأضاف “اختارت الحكومة تلقي هذه الضربة من أجل الانضمام إلى الناتو”.

ويرافق وزير الخارجية توبياس بيلستروم رئيس الوزراء أولف كريسترشون في زيارة إلى الولايات المتحدة للاجتماع بالرئيس الأمريكي جو بايدن. الأمر الذي يفسره سوندستروم بأنه مؤشر آخر على أن كلاً من السويد والولايات المتحدة تدركان خطورة الموقف. ويضيف “إنه سباق مع الزمن الآن. والأمر متروك للولايات المتحدة لإقناع تركيا”.

ويعتقد سوندستروم أن التوصل لحل في عضوية الناتو يمكن أن يعني أيضاً نهاية حرق المصحف. ويوضح “ما دامت اللعبة بين السويد وتركيا مستمرة، فإن أولئك الذين يحرقون المصاحف سيحصلون على كثير من الاهتمام. في حين أن انضمام السويد للحلف وانتهاء القضية سيقلل من الحوافز لحرق المصاحف”.

ورداً على سؤال “هل كان بإمكان المعارضة التعامل مع القضية بشكل مختلف؟”، أجاب سوندستروم “لا نعرف كيف كان الحوار بين الشرطة والحكومة. ربما لو كانت الحكومة مختلفة لاختلف الحوار مع الشرطة، لكننا لا نعرف ما سيؤول إليه الوضع حينها”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.