دار الفتوى الإسلامية تهنئ المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف

: 10/18/21, 12:13 PM
Updated: 10/18/21, 12:17 PM
دار الفتوى الإسلامية تهنئ المسلمين بمناسبة المولد النبوي الشريف

يستذكر المسلمون في العالم اليوم ذكرى المولد النبوي الشريف، وبهذه المناسبة أصدرت دار الفتوى الإسلامية في السويد بياناً تلقت “الكومبس” نسخة منه، ننشره أدناه.

مؤسسة “الكومبس” الإعلامية، تتقدم بالتهاني الحارة الى كل المسلمين المحتفين بهذه المناسبة، وتتمنى أن ينعم الجميع بالسلام، والمحبة والوئام.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

في كل عام تشرق علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا وقلوب جميع المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها ذكرى ولادة سيد الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام من وصفه ربه بأنه رحمة للعالمين.

وقد جرت عادة المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة منذ القرن السابع الهجري وأقر ذلك علماء الأمة وحفاظها ومحدثوها ومتكلموها وقبلوه واستحسنوه لموافقته للشرع واستنبطوا له الأدلة من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية.

ففي الثاني عشر من ربيع الأول من كل سنة وعلى غرار الملايين من الشعوب الإسلامية يحتفل المسلمون في السويد بذكرى المولد النبوي الشريف في أجواء مليئة بالبهجة والفرح فتقام الاحتفالات الضخمة في القاعات الكبرى والساحات العامة وأماكن التجمعات بحضور حشود من الناس، وتزين البيوت والمساجد والمصليات ويتلون فيها آيات القرآن الكريم وينشدون باقات من المدائح النبوية الرائعة ويسردون قصة المولد الشريف وشيئا من سيرته عليه الصلاة والسلام بالإضافة إلى المسابقات وتوزيع الهدايا على الأطفال ما يضفي جوا من الحماسة واللهفة في قلوب المحتفلين، ناهيك عن حواجز المحبة التي تنتشر في الأسواق حيث يوزع بعض الفتيان أنواعا من السكاكر والحلويات على المارة تعبيرا عن الفرحة والبهجة بمولد حبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم، فما أجملها من ذكرى وما أعظمها من مناسبة كريمة تقوي أجواء المحبة والألفة بين أبناء المجتمع وتعزز القيم الأخلاقية في الأجيال الناشئة.

وما أحوجنا إلى الأخوة الحقيقية والتضامن والتكاتف وتوحيد الصف في وقت يشوه فيه أهل التطرف والغلو والإرهاب الذميم سمعة الإسلام والمسلمين.

بل ما أحوجنا إلى الاستنارة بسيرة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم التي تنير قلوبنا وعقولنا وتجعل منا قدوة حسنة ودعاة إلى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة.

لقد أرسل الله نبيه محمدا معلما ومرشدا فكان يعلم بحاله ومقاله، وقال فيه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين. الأنبياء 107، فهو رحمة للإنس والجن والعرب والعجم والأبيض والأسود وشملت رحمته الصغار والكبار واليتيم والأرملة والمسكين ولم تقتصر رحمته على البشر بل نالت البهائم أيضا فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله: “دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض” رواه البخاري وغيره، كما أنه نهى عن تسليط الحيوانات بعضها على بعض بالأذى.

وكان من خلقه عليه الصلاة والسلام أنه يبدأ من لقيه بالسلام والمصافحة، ويرد التحية بأحسن منها ويصغي إلى من يحدثه أو يسأله ويلاطفه، وكان أطلق الناس وجها وأحسنهم بشرا وأطيبهم نفسا وهو الذي أرشد فقال: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”. رواه مسلم، فقد نشأ يتيما وضرب وقوتل ومات أكثر أولاده في حياته وتحمل المشاق ومع ذلك كان أكثر الناس تبسما.

ويسأل عن أصحابه ويزورهم ويخالطهم ويمازحهم ويحادثهم ويداعب صبيانهم ويجيب دعوة الحر والعبد والأمة والمسكين ويعود المرضى ويقبل عذر المعتذر ويكرم ضيفه، بل إن الجود والكرم والسخاء والسماحة خلقت معه منذ أن نشأ فقد فاق كرماء العرب والعجم وما سئل عن شئ قط إلا أعطاه عليه الصلاة والسلام.

وكان على خلق عظيم مع أهل بيته وأولاده وأصحابه وعامة الناس وكان يحدث بأطيب الكلمات وأرق التعابير بأسلوب هادئ رزين ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.

وكان الحلم والعفو مع المقدرة من أوصافه فقد أمره ربه أن يأخذ العفو من أخلاق الناس فقال تعالى: خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين. الأعراف 199، فكان يعيش الرفق ويتمثل به في سائر أحواله وشؤون حياته حتى مع من يختلف معه في الدين، كما قالت عائشة رضي الله عنها: “ما ُخ ِّير رسول الله بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إث ًما”. رواه البيهقي،

فكان الرفق واللين في معاملة محمد عليه الصلاة والسلام منهج حياة.

وكان عليه الصلاة والسلام لا يزيد مع كثرة الإيذاء إلا صبرا ومع إسراف الجاهل إلا حلما فقد قال للذين أخرجوه من دياره وقاتلوه اذهبوا فأنتم الطلقاء.

ومن عظيم آثاره ما قاله في حجة الوداع أمام جموع الناس مبينا أحكاما مهمة من أحكام الإسلام: “أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام”. رواه مسلم، مؤكدا على ما جاءت به كل الشرائع السماوية من حفظ النفس والمال، وأنه يحرم القتل وأخذ المال بغير وجه حق.

وفي الختام نسأل الله أن يعيد هذه الذكرى على الأمة الإسلامية بالأمن والأمان وكل عام وأنتم بخير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دار الفتوى الإسلامية في السويد

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.