عراقيون عادوا إلى وطنهم: نريد لأطفالنا حياة أفضل في السويد

: 8/10/22, 2:14 PM
Updated: 8/10/22, 2:14 PM
(تعبيرية)
mantas hesthaven-unsplash
(تعبيرية) mantas hesthaven-unsplash

“وعود المهربين بالوظائف والإسكان والمساعدات في أوروبا كانت كذبة”

عدد الموجودين في أوروبا بشكل غير نظامي قد يصل إلى 5 ملايين شخص

الكومبس – ستوكهولم: نشرت صحيفة يوتيبوري بوستن اليوم تقريراً عن وضع طالبي اللجوء المرفوضين في الاتحاد الأوروبي والسويد. وعرض التقرير قصص عراقيين عادوا إلى بلادهم بعد رفض طلب لجوئهم في السويد، ومنهم آزاد رستم قادر الذي عاد إلى كردستان وقال للصحيفة “أريد أن يتمتع أطفالي بحياة أفضل من تلك التي أعيشها. أريدهم أن يعيشوا في أوروبا بكل الحقوق التي يتمتع بها الناس هناك”.

ويوجد في أوروبا بين مليون وخمسة ملايين شخص رفضت طلبات لجوئهم، ويشكلون جزءاً كبيراً مما يعرف باسم “مجتمع الظل”. فيما يعمل الاتحاد الأوروبي الآن على تسريع وتيرة جعل الناس يعودون طوعاً إلى أوطانهم.

انطلق آزاد في رحلة لجوء إلى أوروبا انتهت به في ضاحية يولستا في ستوكهولم بعد أن كلفته كل ما يملك. يقول آزاد “المهربون فقط هم من استفاد من رحلة لجوئي. وتبين أن وعود المهربين بالوظائف والإسكان والأموال من الدولة في أوروبا كانت كذبة”.

وأضاف “تقدمت بطلب لجوء وبطلب للحصول على وظيفة. أنا ميكانيكي جيد، لكن لم يكن هناك مكان لي”.

وكان آزاد واحدا من حوالي مليوني شخص تقدموا بطلبات لجوء في دول الاتحاد الأوروبي بين العامين 2014 و 2015 ، منهم 240 ألفاً في السويد، فر معظمهم من الحرب في سوريا، لكن كان هناك أشخاص غادروا أفغانستان والشرق الأوسط وأفريقيا لأسباب مختلفة كالحرب والفقر والقمع الديني والسياسي.

في البداية، تم استقبالهم بلافتات الترحيب باللاجئين. وحصل جميع السوريين تقريباً على اللجوء، وقبلت السويد 70 بالمئة من جميع طلبات اللجوء.

ولكن سرعان ما تغيرت الأجواء، ونشأ عدم رضا شعبي عن الهجرة في المجتمعات الأوروبية ورفعت الأحزاب المناهضة للهجرة صوتها بحدة.

واليوم، يتم قبول حوالي 30 بالمئة من طلبات اللجوء في السويد، كما تقول كريستينا رانار من مصلحة الهجرة.

وحسب التشريعات السويدية والأوروبية، يجب على المرفوضة طلباتهم العودة إلى وطنهم، لكن واحداً فقط من كل ثلاثة أشخاص يغادر الاتحاد الأوروبي.

وقال متخصص دراسات الهجرة هنريك ليندبيري “في السويد اليوم هناك ما بين 10 آلاف إلى 75 ألف شخص لا يستطيعون أو لا يريدون العودة إلى بلدانهم الأصلية”.

وتشير دراسة أجراها معهد سياسات الهجرة في أوروبا إلى أنه يوجد في أوروبا ما بين مليون إلى خمسة ملايين شخص غير نظاميين.

ويعود التفاوت الكبير في التقديرات إلى أن كثيراً من المرفوضة طلباتهم يختفون من خلال العمل بالأسود في البلد الذي حرموا فيه من اللجوء أو من خلال تجربة حظهم في دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ويعود آخرون إلى ديارهم أو يخرجون من الاتحاد الأوروبي بمفردهم. ولا يستطيع كثيرون، مثل الأفغان، العودة إلى ديارهم بسبب الوضع في بلدهم.

كما أن هناك أيضاً دولاً لا تقبل مواطنيها ما لم يعودوا طواعية، ومنها إيران والعراق والصومال وإريتريا ولبنان، رغم أن القانون الدولي ينص على أنه يجب على البلد أن يستقبل مواطنيه. وغالباً ما تشير الدول إلى أن المهاجرين لا يستطيعون إثبات هويتهم، حيث يتم إتلاف جوازات سفر من قبل المهربين.

ويتمثل سبب آخر في أن الأموال المرسلة من أوروبا هي مصدر مهم للإيرادات، تصل إلى 20 بالمئة من الإيرادات الأجنبية لبعض البلدان.

وعادة ما يحق لأولئك الذين يبقون بعد رفض طلب لجوئهم الحصول على مساعدة مالية طارئة من السلطات الاجتماعية والمنظمات غير الحكومية، فضلاً عن بعض الرعاية الطبية. ولا يسمح لهم بالعمل ولا يمكنهم استئجار سكن قانوني. في حين يعمل بعضهم بالأسود في وظائف خطرة وبأجر سيئ غالباً.

ولم يتم تخفيف الضغط على المهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط للعودة بعد وصول ملايين اللاجئين إلى الاتحاد الأوروبي من الحرب في أوكرانيا خلال الربيع والصيف. لأنه في الاختيار بين اللاجئين الأوكرانيين ونظرائهم من أفريقيا والشرق الأوسط، اتخذ الأوروبيون خيارهم باستقبال الأوكرانيين.

وكجزء من تشجيع عمليات العودة، أطلق الاتحاد الأوروبي في 1 يوليو استراتيجية هي الأولى من نوعها في مجال العودة. وتشمل منح الشخص مبلغاً من المال لا يقل عن 1000 يورو للشخص، عند عودته. ويصل المبلغ اليوم إلى 3000 يورو في السويد وألمانيا. كما تشمل الاستراتيجية دعم منظمات من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إعادة إدماج الأشخاص بأوطانهم، عبر مدهم بالمال لإنشاء شركات صغيرة على سبيل المثال.

قصة آزاد

وبالعودة إلى قصة آزاد قادر، فقد قال إن الحياة في بلده كانت مقبولة، حيث عاش، قبل مغادرته العراق، حياة جيدة، وكانت لديه شركة خاصة لإصلاح الآلات الكهربائية والأجهزة المنزلية. لكن بعد ذلك أصبح يشك في دينه وأخبر من حوله، ما أوجد له أعداء كثر، ففقد زبائنه وخسر أعماله. ولم ير مخرجاً سوى بيع المنزل والسيارة والوصول إلى أوروبا والسويد حيث لديه شقيقان.

كلفته الرحلة مع زوجته وابنه عبر تركيا وهنغاريا وصربيا والنمسا حوالي ربع مليون كرون. وبدأت الأمور بشكل جيد في السويد.

يقول آزاد “حصلنا على مساعدة جيدة من الخدمات الاجتماعية. وبدأ ابني الذي كان يبلغ من العمر 12 عاماً الدراسة في المدرسة”.

لكنه لم يحصل على أي وظيفة، وبعد ثلاث سنوات جاء الرفض الأخير لطلب اللجوء الذي قدمه. واختارت العائلة العودة.

يقول آزاد “سُحبت منا المساعدات واضطر ابني إلى ترك المدرسة. لم أستطع تعريض عائلتي لتجربة العيش بالخفاء، لذلك عدنا إلى بلدنا”.

ويبدو وضعه في العراق أفضل قليلاً مما كان عليه عندما غادر، حيث قرر ألا يتحدث بالدين، ومن خلال المركز الأوروبي للتدريب التكنولوجي، حصل على 7500 يورو (2500 يورو لكل فرد في الأسرة)، لدعمه في بدء عمل تجاري. اشترى آزاد سيارة وحاول قيادة سيارة أجرة، لكنها الأمور لم تسر على ما يرام، فباع السيارة وكان المال كافياً ليفتح متجراً صغيراً في أربيل، حيث يصلح الأجهزة المنزلية والآلات.

Source: www.gp.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.