ادعى أنه لا يستطيع رفع ملعقة ثم صورته الكاميرات يتحرك ويقود سيارة

الكومبس – ستوكهولم: ضجت السويد بقصة رجل احتال وأسرته على صندوق التأمينات الاجتماعية (försäkringskassan) بمبلغ 17.6 مليون كرون.

وادعى الرجل الذي يبلغ من العمر 68 عاماً أنه لا يستطيع رفع ملعقة، ثم التقطته الكاميرات يسافر في رحلة إلى الخارج. واكتشفت التأمينات الاجتماعية أنه لا يحق له الحصول على أي مبلغ من الأموال التي أخذها.

وحكمت محكمة ستوكهولم مؤخراً على الرجل وزوجته وثلاثة من أبنائه بالسجن لسنوات عدة بتهمة ارتكاب جرائم احتيال خطيرة.

ويعاني الرجل ، الذي يسكن في شمال ستوكهولم، من مشكلة صحية بالفعل، لكن المحكمة رأت أنه كذب وبالغ في حاجته إلى المساعدة.

وقالت القاضية مولين شيل “وجدت المحكمة أن الرجل قدّم معلومات غير صحيحة لدرجة أنه لم يكن ليتلقى أي تعويض عن المساعدة الشخصية على الإطلاق لو كان صندوق التأمينات الاجتماعية على علم بالظروف الحقيقية”. وفق ما نقلت أفتونبلادت أمس.

“لا أستطيع رفع ملعقة”

ويعاني الرجل من متلازمة تعرف باسم “متلازمة ما بعد شلل الأطفال”، وهي حالة قد تؤثر على الأشخاص بعد عقود طويلة من إصابتهم بفيروس شلل الأطفال.

وبسبب هذه المتلازمة طلب الرجل المساعدة من صندوق التأمينات في العام 2011. وقال إن مرضه أضعف حركته إلى حد أنه كان بحاجة إلى مساعدة شخصية، حيث لم يعد يستطيع أن يرفع ملعقة أو يمسك هاتفاً، ولا يستطيع الأكل بمفرده. وفق ما ادعى. ووافق صندوق التأمينات على منحه تعويضاً ليتمكن من الاستعانة بمساعدين شخصيين.

وظف الرجل مساعدين شخصيين من شركة يملكها أبناؤه تأسست في نهاية العام 2010، قبل وقت قصير من طلب الرجل المساعدة.

وعلى مر السنين، تلقى صندوق التأمينات عدداً من البلاغات المجهولة تقول إن الرجل بالغ في حاجته للمساعدة، وأنه يتولى أموره بنفسه دون مساعدة في المنزل، وأنه استولى على المال الذي ينبغي أن يدفع للمساعدين الشخصيين.

وقالت القاضية شيل “كانت هناك دوافع عدة لصندوق التأمينات للاعتقاد بأن الرجل لم يكن بحاجة للمساعدة إلى الحد المزعوم”.

كاميرات الشرطة

وبسبب البلاغات، بدأت الشرطة تحقيقاً لمعرفة مدى حاجة الرجل للمساعدة. استمر التحقيق مدة عام واحد وغطى الفترة من 2011 إلى 2020.

وتبين في التحقيق أن الرجل يستطيع أن يأكل بمفرده وأن قدرته على الحركة أفضل بكثير مما ادعى.

وتظهر لقطات صورتها الشرطة الرجل وهو يأكل بنفسه، ويقف بمساعدة عكاز ويجلس في مقعد السائق في سيارة. كما تظهر عدة صور أن الرجل، خلال السنوات التي حصل فيها على المساعدة، كان في الخارج لفترات طويلة من الزمن. ولم يكن المساعدون الشخصيون في هذه الرحلات إطلاقاً.

كما تحدثت بلاغات أخرى عن أن الرجل كان يدير نوعاً من الأعمال في مرآبه، وأنه كان قادراً على سياقة السيارة.

أحكام بالسجن وسداد المبلغ

وفي الفترة من 2011 إلى 2020، تلقى الرجل إجمالي 17.6 مليون كرون من صندوق التأمينات الاجتماعية.

وأدت الأدلة التي قدمتها الشرطة إلى محاكمة الرجل وعدد من أقاربه وعدد من مساعديه.

ومؤخراً حكمت المحكمة عليه بالسجن ثلاث سنوات وثلاثة أشهر. كما اشترط صندوق التامينات أن يسدد المبلغ الذي أخذه.

وأدين ثلاثة من أبنائه بالتواطؤ، فيما أدينت الزوجة بالمساعدة والتحريض. وحكم عليهم جميعاً بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات.

كما أدين اثنان من المساعدين الشخصيين للرجل بتهمة غسيل الأموال. وحكمت عليهما المحكمة بالمراقبة والغرامة. بينما برّأت مساعداً ثالثاً.