الكومبس – ستوكهولم: ينتهي في وقت مبكر من صباح غد الأحد (27 أكتوبر) العمل بالتوقيت الصيفي في السويد والاتحاد الأوروبي وكثير من دول العالم.

وسيجري في الساعات الأولى من صباح الأحد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء إيذاناً بانتهاء “التوقيت الصيفي” ودخول “التوقيت الشتوي”. وعندما تشير عقارب الساعة إلى الثالثة من صباح الأحد ستعاد العقارب إلى الساعة الثانية، ما يعني أن الليل سيزيد ساعة وأن ضوء النهار سيظهر أبكر مما هو عليه الآن.

وفي حين يتعين على المرء إعادة ضبط ساعة الحائط وساعة اليد بنفسه، فإن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يعاد ضبطها تلقائياً.

والتوقيت الشتوي هو التوقيت الأصلي للسويد الذي كان موجوداً لديها على مدار السنة حتى العام 1980 عندما بدأت التناوب بين التوقيت الصيفي والشتوي.

وتعتبر فكرة التوقيت الصيفي فكرة أمريكية لكن من بدأ بتنفيذها هم الألمان. ومراراً وتكراراً كان يلغى التوقيت الصيفي بعد العمل به، كما يجري نقاش سنوي حول إلغائه.

وتذكر صحيفة “بيلد” الألمانية أنه في وقت مبكر من العام 1784، كان لدى السياسي والمخترع الأمريكي بنيامين فرانكلين فكرة أنه يمكن للمرء توفير الطاقة إذا استيقظ مبكراً في الصيف.

ونفذ القيصر الألماني فيلهلم الثاني الفكرة للمرة الأولى، ففي 30 أبريل 1916، قدم الساعات لأول مرة من أجل توفير الطاقة خلال الحرب العالمية الأولى. وفي نفس العام حذت بريطانيا العظمى وفرنسا، عدوتا ألمانيا في الحرب، حذو القيصر الألماني وقدمتا الساعة أيضاً.

في ذلك الوقت لم يكن “التوقيت الصيفي” محبوباً، لذلك تم إلغاؤه في العام 1919. لكن النازيين في ألمانيا أعادوا العمل به مرة أخرى في 1940. وفي العام 1947 كان التوقيت الصيفي المزدوج، بمعنى تقديم عقارب الساعة لساعتين اثنتين وليس لساعة واحدة. ليتم إلغاء التوقيت الصيفي العام 1949.

وبقي الوضع هكذا لعقود، دون توقيت صيفي، حتى أعيد في العام 1980 العمل بالتوقيت الصيفي في شطري ألمانيا التي كانت منقسمة إلى دولتين: ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية.

ومنذ العام 1996 يجري العمل بالتوقيت الصيفي في كل دول الاتحاد الأوروبي. بل إن هناك بلداناً كثيرة خارج الاتحاد الأوروبي تستخدم التوقيت الصيفي مثل الولايات المتحدة (ما عدا ولاية أريزونا) وإيران والأردن وكندا وأستراليا وغيرها.

ويتم استخدام التوقيت الصيفي لأسباب اقتصادية في المقام الأول، مثل توفير الطاقة من خلال الاستخدام الأفضل لضوء النهار. ويجب الترتيب مع الدول الأخرى من أجل منع حدوث “فوضى” في المواعيد وتدفق حركة المرور الدولية خصوصاً في النقل الجوي.

وفي كل عام تقريباً يجري نقاش حول جدوى التوقيت الصيفي وما إن كان من الأفضل إلغاؤه. فمن يفضلون العمل بالتوقيت الصيفي يقولون إن المساء يكون فيه أطول وبهذا يمكن قضاء وقت الفراغ بشكل أفضل.

أما معارضو التوقيت الصيفي فيقولون إن تكيف الجسم مع الوقت الجديد يستغرق عدة أيام في كل مرة ويمكن أن يؤثر على التوازن الهرموني للإنسان والحيوان. ولذلك يطالبون بإلغائه.

وكانت المفوضية الأوروبية قالت إنها تريد إلغاء تغيير الوقت داخل بلدان الاتحاد الأوروبي. لكن موعد هذا الإلغاء لا يزال غير واضح.