المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الكومبس
الكومبس – رأي: تُعرف منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها “حالة من اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا، وليس مجرد انعدام المرض أو العجز.” وهذا يُظهر أن الصحة الحقيقية تعني أكثر من مجرد عدم الإصابة بالمرض — فهي تشمل الشعور بالأمان، والدعم، والقدرة على عيش حياة كاملة وذات معنى.
في اليوم العالمي للصحة، يفكر الناس في جميع أنحاء العالم في كيفية جعل هذا النوع من السلامة والرفاهية واقعًا للجميع. ومن أقوى الطرق لتحسين الصحة الخدمة المجتمعية. عندما يعمل الناس معًا للاعتناء ببعضهم البعض، فإنهم يساهمون في خلق عالم تكون فيه الصحة مسؤولية مشتركة، وليست هدفًا فرديًا فقط.
في العديد من الأحياء، يتخذ أفراد المجتمع بالفعل خطوات لحماية وتعزيز الصحة العامة. ينظّم البعض أنشطة لتنظيف البيئة للوقاية من الأمراض. ويزور آخرون المرضى أو من يعيشون في وحدة، ليجلبوا لهم الراحة والأمل. وقد يساعد الشباب في تعليم الأطفال الصغار عن النظافة، وتزرع العائلات الخضروات معًا لتحسين التغذية. هذه الأعمال البسيطة في ظاهرها تحمل في طياتها قوة عظيمة.
وهناك أفكار توجه الناس نحو حياة الخدمة. من هذه الأفكار: “خدمة الإنسان خدمة للرحمن.” وهذا يعني أن مساعدة الآخرين ليست مجرد عمل حسن، بل هي جزء من الحياة النبيلة ذات الهدف السامي. وهناك قول آخر: “إن تحسين العالم لا يتحقق إلا من خلال أعمال طاهرة وحسنة.” وتشمل هذه الأعمال اللطف، والصدق، والتعاون، والاستعداد لبذل الجهد من أجل خير الجميع.
تصبح المجتمعات أقوى عندما يجتمع أفرادها، ويتشاورون حول احتياجاتهم، ويخططون لتحسين صحة الجميع. فالتشاور يساعد الناس على التعلم من بعضهم البعض، واتخاذ قرارات حكيمة، والعمل يدًا بيد. وهو يبني الوحدة، ويمنح الجميع شعورًا بالانتماء والتقدير.
الصحة ليست شيئًا يمكن أن يقدمه شخص واحد أو تحله جهة واحدة. إنها تُبنى يومًا بعد يوم من خلال علاقات قائمة على العناية والثقة. فعندما يخدم الناس بعضهم البعض بمحبة وتواضع، فإنهم يضعون أساسًا متينًا للسلامة والرفاهية الدائمة.
في هذا اليوم العالمي للصحة، فلنتأمل جميعًا في كيف يمكن لأعمالنا اليومية، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، أن تساهم في خلق مجتمعات يتمتع فيها الجميع بفرصة العيش بصحة وسلام وكرامة.
د. زياد الخطيب