أحداث غزة

مجلس الإفتاء يدعو الحكومة السويدية إلى التحرك لوقف قتل المدنيين

: 10/16/23, 9:52 AM
Updated: 10/16/23, 1:08 PM
 (AP Photo/Hatem Ali)  TT 
أطفال فلسطينيون ينظرون إلى آثار الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على رفح
(AP Photo/Hatem Ali) TT أطفال فلسطينيون ينظرون إلى آثار الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على رفح

الكومبس – ستوكهولم: دعا المجلس السويدي للإفتاء الحكومة السويدية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف ما أسماه “جرائم قتل المدنيين في الحرب الدائرة في غزة والضفة الغربية، ومعاقبة المسؤولين عنها”.

وأصدر المجلس بياناً تلقت الكومبس نسخة منه، قال فيه إن “ما يحصل في المنطقة هو نتيجة عجز العالم عن إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلية باحترام القوانين الدولية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم فضلاً عن إلزامها بالقيام بواجبها كدولة احتلال بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في مناطق النزاع وضمان توفير المساعدات الإنسانية لهم”.

وفي ما يلي نص البيان:

“لله ثم للتاريخ..

باسم المجلس السويدي للإفتاء نعبّر عن استنكارنا واستيائنا من ممارسات قتل المدنيين في الحرب الدائرة في غزة والضفة الغربية المحتلتين وما نراه من أعمال وحشية وانتهاكات للقوانين الدولية والقيم الإنسانية.

من نافلة القول أنه يجب عدم تعريض المدنيين للخطر، بل ندعو المجتمع الدولي وفي المقدمة حكومتنا السويدية إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الجرائم ومعاقبة المسؤولين عنها.

إن ما يحصل في المنطقة هو نتيجة عجز العالم عن إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلية باحترام القوانين الدولية وإعطاء الفلسطينيين حقوقهم فضلاً عن إلزامها بالقيام بواجبها كدولة احتلال بتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في مناطق النزاع وضمان توفير المساعدات الإنسانية لهم.

نستمع الآن لتهديدات حكومة الاحتلال بقصف شاحنات المساعدات إذا اقتربت من القطاع، وعدم الاستجابة لنداءات منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والعارفين بما يمكن أن تؤول إليه الأمور حيث يطلب من أكثر من مليون مواطن أغلبهم مهجّر من أراضي فلسطين التاريخية أن يرحلوا ويهاجروا تحت القصف إلى جنوب قطاع غزة المحتل والمقطع الأوصال والذي يفتقد الماء والغذاء والكهرباء والأسرَّة للجرحى والمرضى في أوضاع طبيعية فضلاً عما يتعرض له الآن..

إنّه وفي هذا الوضع الكارثي يطلب أيضاً إخلاء المستشفيات بمرضاها والعاملين فيها وهذا جنون .. وكذلك أيضاً مدارس ومقار الأنروا .. وفي هذا البيان وإذ نثمّن موقف القائمين على المراكز الصحية ورفضهم للقرار نحمّل الأمم المتحدة والعاملين فيها مسؤولية مغادرتهم وتركهم من لجأ إليهم من المواطنين العزل ليلاقوا حتفهم.

يجب أن يكف العالم عن الكيل بمكيالين، واعتبار كل ما تقوم به حكومة الاحتلال من أعمال خارجة عن القانون الدولي مبرر فهذا لا يصبّ في مصلحة هذه الدولة والتي تقوم ليس بفصل عنصري فقط بل وباجتياحات مستمرة، واعتقالات إدارية وسجون ممتلئة وتعذيب ممنهج.

إنّ اتفاقات جنيف الأربع وما تبعها تنص على حماية المدنيين في مناطق الصراع، وتوفير المساعدات الإنسانية، وعلى دول الحصار والعالم والمنظمات الدولية والإنسانية ضمان الوصول للمساعدات إلى المدنيين الذين يعانون من نقص حاد في الأدوية والغذاء من غير عوائق وتمهيد الطريق للحصول عليها.

السويد الرائدة قبلاً في مجال حقوق الإنسان وبالذات الطفل والمرأة وأصحاب الاحتياجات الخاصة وحرية التعبير عن الرأي نجدها الآن لا تدافع عن حق المدنيين في الحياة والصحة والأمان الشخصي.. لا بل تتوعد من يعبّر عن رأيه بتصنيفه فيخاف لا على إقامته بل على الجنسية السويدية التي يتمتع بها.

إنه لا يمكن اعتبار فصيل تحت الاحتلال مساوياً في الالتزامات والمساءلة كدولة محتلة عضو بالأمم المتحدة، ولها جيش نظامي وعليها تبعات يفرضها القانون الدولي وإلا أصبحت فصيلاً خارجاً عن القانون.

يجب التعامل مع المستشفيات والمرضى والمدنيين وفقاً للقوانين الإنسانية الدولية وخاصة عندما تكون هي أماكن الرعاية الوحيدة المتاحة.

إنّ طلبات دولة الاحتلال بالتهجير القسري للناس من مناطقهم غير قانوني وهو جريمة وانتهاك خطير وصريح لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ونناشد الدولة السويدية أن تقف في وجه هذه الدعوات والتي تجمع لكثير من سكان غزة بين تهجير 1948 وتهجير جديد.

إنّ من عانى آباؤهم من هولوكوست في أوروبا النازية قبلاً لا نظنهم يرضون بهولوكوست على أرض غزة.. مسحت مناطق وأحياء بسكانها، وشطبت عائلات بأكملها من السجل المدني.

لا يمكن هنا لأحد أن ينأى بنفسه عن الجرائم التي تحصل، فالقاعدة الأصولية تقول: “عدم الفعل فعل” أي: من يستطيع إنقاذ الجريح ورفع الكارثة عن العزّل من الناس مشاركاً في ما يحصل .. ويحاسبه الله على ذلك ويخلد ذكره مع فرعون وهامان وجنودهما.

إنه عاجلاً أو آجلاً لا يمكن أن يقوم سلام إلا عندما يأخذ الفلسطينيون حقوقهم في العودة لديارهم التي هجّروا منها، وأن يتمكنوا من قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وعلى العالم الداعم لدولة الاحتلال أن يوقفها عن التمادي في الظلم.

قال تعالى: ” وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ”، وقال صلى الله عليه وسلم: ” إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ قالَ: ثُمَّ قَرَأَ: ” وَكَذلكَ أخْذُ رَبِّكَ إذا أخَذَ القُرَى وهي ظالِمَةٌ إنَّ أخْذَهُ ألِيمٌ شَدِيدٌ”.

والله غالب على أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون”.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.