الكومبس – لقاءات: في وسط مدينة مالمو المعروفة بتنوعها الثقافي، وقدرتها على استيعاب ثقافات مختلفة، وبالقرب من ساحة الخضرة، التي تعج بالحياة، وفي مركز تجاري صغير تقع مكتبة منى العطار للإصدارات باللغة العربية، هذه المكتبة كانت فكرة سرعان ما تحولت الى حقيقة، على رغم التحديات الكثيرة، وأصبح بالأماكن لمن كان يستعير الكتب ولا يعيدها، أو يوصي عليها القاصي والداني ممن يسافرون الى بلدان عربية، ان يأتوه بالكتاب الذي يريده، أصبح اليوم بإمكانه الحصول عليه من مكتبة “ارابيسكا بوكر” التي تعتبرها منى فرصة لمن اشتاقوا الى الأدب العربي من القدامى في السويد، وكذلك الذين وصلوا مؤخرا للحفاظ على ثقافتهم العربية.

من هي منى العطار؟

تقيم في السويد منذ 26 عاما، وهي من أصل عراقي، ترعرعت ودرست في سوريا وعملت في مجال تربية الطفل في السويد لمدة 8 سنوات، وبعدها درست اختصاص التوجيه الدراسي والعمل، حاصلة على ماجستير في التوجيه الدراسي.

تقول لـ “الكومبس”: “عالمي هو الكتب، أهرب من الغربة ومن آلامي ومن كل المصاعب التي تواجهني واعتبر الكتب العربية واحة للاستراحة من الم الغربة، وحلمي ان يكون هنالك رف للكتب العربية في بيت كل مغترب عربي”.

وتضيف: ” اشعر ان هذا عالمي، حلمي الذي حلمت به منذ فترة طويلة من بداية حياتي”.

كيف خطرت فكرة إقامة مكتبة عربية في مالمو على بالك؟

الحاجة الى الكتب العربية المطبوعة في السويد موجودة بالأضافة الى رغبتي أن تكون هنالك مكتبة للمغتربين الناطقين بالعربية، تعمل كحلقة وصل بينهم وبين الوطن الأم، وبمجرد ان سنحت لي الفرصة بدأت بتحقيق الحلم القديم.

بدأت الفكرة عام 2009، عندما كنت أعمل في مشروع تابع لمكتبة مالمو، واكتشفت انهم ليس لديهم فكرة عن الكتب العربية، فبدأت اساعدهم باختيار الكتب. فاقترحوا علي ان افتح مكتبة عربية في المدينة، وقالوا انهم سيشترون الكتب مني بدلا من الكتب التي كانوا يشترونها من ستوكهولم من مصدر واحد، وكانت اصدارات قديمة ولا يوجد بها تنوع فأعجبتني الفكرة وقلت: لم لا !

من هم أكثر من يشتري الكتب العربية من مكتبتك؟

المكتبات السويدية التي تشتري الكتب وتضعها في رفوفها كي يستفيد منها القراء الناطقين بالعربية، وكذلك بعض المدارس العربية، إضافة طبعا الى المهتمين والقراء بصورة عامة من هواة القراءة.

وكيف تحصلين على الكتب العربية وتضمنين وصولها الى السويد؟

من دور النشر في الدول العربية، مثل “كلمات” و”الساقي” بلبنان و”الشروق” و”الجمل”، ومع أكبر مركز توزيع وهو “نيل وفرات” اون لاين.

ألا يجعل ذلك سعر الكتاب مرتفعاً؟

أحاول ان أجعل سعر الكتاب بمتناول الجميع وليس غالي جدا، بسبب مصاريف الشحن والضرائب ويكون الكتاب أرخص مما لو طلبه الشخص عن طريق الأنترنت.

كيف تقيمين الإقبال على شراء الكتب العربية في السويد؟

اقبال جيد خصوصا في معرض الكتاب الذي زاره الكثير من المهاجرين حتى من دول مجاورة لأنهم اعتبروه فرصة للتواصل مع ثقافتنا العربية.

اعتقد ان المهاجرين القدامى لديهم مصادرهم التي يحصلون منها على الكتب فهم يسافرون ويستطيعون الحصول عليها من خلال اسفارهم بينما الجدد لايتمكنون من السفر لسنين قادمة، لذلك يحتاجون الكتب الموجودة بالسويد وخصوصا انهم حريصون على تعليم اطفالهم اللغة العربية، لذلك يوجد طلب كبير على الكتب التعليمية.
وبحكم عملي السابق باختصاص تعليم الاطفال اعرف نوعية الكتب العربية التي تناسب طريقة التعليم بالسويد لكي يكون سهل على الاطفال ان يتقبلوها اي اني اراهن على جودة الكتاب واحاول توفير وسائل تعليمية لانها غير متوفرة بالأسواق، مثل تركيب الجمل الصور اللوحات الممغنطة ووسائل التعليم الجديدة.

مع الزميلة زينب وتوت

ما أهمية هذه المكتبة للناطقين بالعربية في السويد؟

أشعر باني دعمت القراءة باللغة العربية، ووفرت لهم الكتب هنا بالسويد وهم غير محتاجين للذهاب لدولة عربيه لشرائها، وأيضا وجود المكتبة العربية في مالمو هو دعم للثقافة واللغة العربية، فنحن لا شك لدينا تراث كبير وعمق كبير للادب العربي ولدينا كم كبير من الادباء والشعراء لابد ان يكونوا معروفين للاجيال الجديدة.

ماهي نوعية الكتب المطلوبة بالدرجة الاولى؟

يوجد كتاب مميز جدا، والطلب عليه تقريبا يومي، وهو كتاب ” قواعد العشق الاربعون” للكاتبة التركية إليف شفق، والطلب كبير جدا على الكتب الصوفية وهذا أمر لفت نظري كثيراً.

يبدو ان الناس ملت من الحروب والصراعات فاتجهت للصوفية والزهد، ويوجد طلب على الكتب التي تعمل على بناء شخصية الإنسان وطلب على المسرحيات وهذا شيء جديد.

هل تبيعون في مكتبة مالمو كتباً غير عربية؟

يوجد لدينا كتب باللغتين العربية – السويدية، والعربية ـ الإنكليزية، ولدينا مشروع جديد حاليا هو بيع الكتب المدرسية التي تباع لدينا مستعملة.

كيف تنظرين للمستقبل مع مشروعك هذا؟

حلمي بان تكبر المكتبة لتصبح مكان لالتقاء المثقفين والأدباء ومكان لعقد الندوات، ودعوة الادباء من البلدان العربية اي ان تكون مركزا ثقافيّاً أكثر من كونها مكتبة فقط تباع فيها الكتب.

حاورتها: زينب وتوت