هل يمكن أن تستخدم روسيا “النووي”؟ وما سيناريوهات الرد؟

: 3/3/22, 12:30 PM
Updated: 3/3/22, 1:30 PM
أمر بوتين بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة ما أثار قلقاً دولياً كبيراً
أمر بوتين بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة ما أثار قلقاً دولياً كبيراً

الكومبس – دولية: أصدر الرئيس الروسي مؤخراً قراراً سبب قلقاً دولياً كبيراً، إذ تلقى الجيش الروسي أمراً بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة. فهل يمكن أن يفعلها بوتين ويستخدم السلاح النووي؟ وكيف يمكن أن يكون رد الناتو؟

انقضى أسبوع منذ أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن بدء ما وصفه بــ “عملية عسكرية خاصة” في أوكرانيا، أسفرت عن خسائر في الأرواح في صفوف الروس والأوكرانيين، إلى جانب نزوح على نطاق واسع من مدن أوكرانيا.

ومن التطورات المثيرة إصدار بوتين أمراً للجيش بوضع القوات النووية الاستراتيجية في حالة تأهب خاصة.

وضع بالغ الخطورة

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن الحلف لن يغير من وضع قواته النووية رداً على قرار بوتين. كما أكد أن الحلف مسؤول عن عدم خروج الوضع عن السيطرة.

وحول مدى احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية، قالت الدكتورة باتريشيا لويس مديرة برنامج الأمن الدولي بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن بوتين صور قراره بشأن القوات النووية على أنه رد فعل دفاعي على فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده، لكن في خارج روسيا ينظر إلى القرار بشكل عام على أنه طريق أمام روسيا لاستخدام أسلحتها النووية في هجوم مفاجئ.

وترى لويس أن هذا وضع بالغ الخطورة ينطوي على رسائل مختلطة مع إمكانية أن يؤدي احتمال سوء تفسيره إلى اتخاذ قرارات على أساس افتراضات زائفة.

تكنيك الهجوم النووي

وقالت الخبيرة في مجال الحد من التسلح في تحليل نشره معهد تشاتام هاوس إنه من المفترض إذا ما قررت روسيا استخدام الأسلحة النووية أن تفعل ذلك في هجومها على أوكرانيا، وليس مهاجمة أي دولة عضو في الناتو يؤدي إلى رد واسع النطاق من جانب الناتو. وفي مثل هذا الهجوم من المرجح استخدام أسلحة نووية قصيرة المدى يعتقد أنه يوجد منها أكثر من ألف قطعة، حيث سيتم نقلها من المخزون وتوصيلها بالصواريخ أو وضعها في قاذفات قنابل، وكقذائف مدفعية.

وحضر بوتين مؤخراً تدريباً ركز على استعداد القيادة والتحكم، والأطقم القتالية، والسفن الحربية، وحاملات الصواريخ الاستراتيجية، وكذلك فعالية الأسلحة الاستراتيجية النووية وغير النووية.

النووي الروسي تحت الرصد

وأوضحت لويس أن أي تحرك لتجهيز ونشر الأسلحة النووية الروسية سيكون مرصوداً ومراقباً من جانب الأقمار الاصطناعية للولايات المتحدة وغيرها التي يمكنها الرصد في كل الأجواء رغم وجود سحب أو ظلام دامس. واعتماداً على المعلومات الاستخبارية والتحليلات الأخرى، وفي ظل فشل كل المحاولات الدبلوماسية لإقناع روسيا بالعدول عن تصرفها، قد تقرر دول الناتو التدخل لمنع إطلاق تلك الأسلحة بمختلف الوسائل.

وأوضحت لويس أن هناك مخاطر هائلة مرتبطة بهذا القرار، إذ إن أي هجوم قد يعجل بهجوم أسوأ للغاية من جانب روسيا ومن الممكن تصنيفه على أنه عدوان من الناتو وليس دفاعاً وقائياً. ومع ذلك، فإن عدم القيام بذلك سوف يترك أوكرانيا وغيرها من الدول عرضة لتفحيرات الأسلحة مع إمكانية مقتل مئات الآلاف، حسب الهدف.

استراتيجية رد الفعل و”نهاية روسيا”

وأضافت لويس أنه إذا ما قررت روسيا مهاجمة أوكرانيا بأسلحة نووية، فمن المرجح أن ترد دول الناتو على أساس أن تأثير الأسلحة النووية سيعبر الحدود ويؤثر على الدول المحيطة بأوكرانيا.

ويمكن أن يرد الناتو باستخدام الأسلحة التقليدية ضد المواقع الاستراتيجية الروسية، أو بالمثل باستخدام الأسلحة النووية حيث هناك عدة خيارات متاحة له. فالولايات المتحدة لديها حوالي 150 قنبلة جاذبية نووية B61 – موجودة في خمس من دول الناتو، هي بلجيكا، وألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وتركيا. كما أن لدى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا إمكانيات طويلة المدى بالنسبة للهجمات النووية تحت رعاية الناتو.

وقالت لويس في ختام تقريرها إن كل تلك السيناريوهات تعني الانجرار إلى حرب كبرى مع روسيا ، لذلك فإن ميزة اتخاذ قرار بالعدول عن الانتقام بالأسلحة النووية، وتوضيح هذه الرسالة الآن، هي أن بوتين لا يستطيع تصوير الناتو على أنه يهدد روسيا بالأسلحة النووية.

ورأت أنه من الممكن دائماً، رغم أنه أمر يفترض أنه غير محتمل بدرجة كبيرة، أن يقرر بوتين شن هجوم بصاروخ باليستي طويل المدى ضد الولايات المتحدة، لكنه يعرف، كما يعرف كل مسؤوليه، أن ذلك سيحتم الرد الأمريكي المدمر لا محالة.

(د ب أ)

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.