والدة ضحية جريمة ستوكهولم لـ”الكومبس” من بغداد: ماذنب ابنتي وأطفالها

: 5/7/21, 4:14 PM
Updated: 5/7/21, 4:14 PM
الصورة خاصة بالكومبس
الصورة خاصة بالكومبس

الكومبس – تحقيقات: من يتحمل مسؤولية قسوة هذا المشهد؟؟ أم شابة جرى سفك دمها على يد زوجها، وانهاء حياتها أمام أطفالها في ستوكهولم صباح 3 نيسان/ ابريل 2021! لينتهي بها الحال، كما تشاهدون في الصور، الى دفنها، قبل أيام، في مدينة كربلاء العراقية، على بعد آلاف الأميال من العاصمة السويدية، حيث بقى أطفالها، في رعاية دائرة الشؤون الاجتماعية ( السوسيال)، بينما “الأب القاتل” يقبع في الحجز حالياً، بانتظار محاكمته، بعد اعترافه بارتكاب الجريمة!
هذا النوع من الجرائم لا يقتصر فقط على جنسية أو دين معين، وهناك احتمال لاستغلال هذا الخبر من قبل العنصريين، ولكن على المجتمع أن يعرف ويناقش هذه الظاهرة بشجاعة.

“الكومبس” تحدثت عبر الهاتف مع عائلة عذراء حسن رشيد التي تعيش حاليا في العاصمة العراقية بغداد، وعلمت منها أن الشابة القتيلة تدعى عذراء حسن رشيد، وكانت تبلغ من العمر 33 عاما. وقد وصفت والدة عذراء للكومبس، بصوت مخنوق، وحزين، وصفت مشاعرها تجاه فقدانها هي وعائلتها ابنتهم.

“الزوج القاتل” ارتكب جريمته في Flemingsberg في هودينغه حيث وجدت الشرطة عندما وصلت الى الشقة عذراء مصابة بجروح خطيرة وبجانبها أطفالها الأربعة وجميعهم أصغر من سبع سنوات. وزوجها هو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 46 عاماً سبق أن أشتبه فيه بتهمة الإساءة لامرأة.

توفيت عذراء متأثرة بجراحها. وكانت الجريمة واحدة من 5 جرائم قتل بحق نساء في أسابيع قليلة، وواحدة من أكثر من 16 جريمة تحدث كل عام في السويد. وكما في الجرائم المماثلة، كان الأطفال الصغار والجيران شهوداً على ما حدث. ولا يوجد للأطفال أقارب في السويد لذلك وضعوا تحت رعاية الدولة.

جارة عذراء تتحدث لـ “الكومبس” عن الجريمة

“الكومبس” تحدثت أيضاً، مع جارة عذراء في ستوكهولم، وقالت لنا إن زوجها “في كل مرة كان يضربها يتوعد أنه في المرة القادمة سيقتلها، ويهددها ويقول إذا أخبرتِ أحداً أو خالفتِ رأيي يوماً ستكون هذه نهايتك …أستطيع متى أردت أن أقتلكِ وأقول إن هذه جريمة شرف وعندها سأدخل السجن شهرين وأخرج وأتابع حياتي”.

وعندما سألتها “الكومبس” لماذا لم يخبر أطفالها المدرسة بما يحصل من عنف لأمهم؟ قالت جارة القتيلة “لأن المغدورة كانت تعتقد بأنها تعلّم أطفالها احترام والدهم بعدم إفشاء أسرار المنزل، طفلها الكبير كان يكره تصرفات والده العنيفة تجاه بالمغدورة وكان يطالب والدته بالانفصال عنه وكانت تؤنبه بأنه لا يجوز له الحديث هكذا عن والده”

ولفتت الجارة إلى أنهُ أراد حرمانها من حق الحصول على الجنسية السويدية حتى لا تشعر أنها مستقلة، لكنها بمساعدة إحدى صديقاتها قدمت طلب الجنسية سراً.

وحول سبب عدم لجوء عذراء الى إحدى المنظمات أو الجمعيات لمساعدتها، قالت جارتها لـ “الكومبس” “كان تعتقد بأن هذا حرص على حياتها، إضافة إلى حبها له رغم كل شيء، ولأن النظرة السائدة سيئة عن المرأة التي تقدم شكوى ضد زوجها فمباشرة تروج فكرة أنها تريد أن تعيش على هواها”.

كما علمت “الكومبس” من مصادر في العراق والسويد أن معلومات مغلوطة كانت انتشرت في العراق بأن مقتل عذراء هو انتحار، لكن بعد انتشار المعلومات في الكومبس والصحافة السويدية جرى وصف الجريمة بأنها “جريمة شرف”.

Stockholm 2021-05-06
Grafik dödligt våld i nära relationer.
Foto: JOHAN HALLNÄS/ / TT / kod 10510

عذراء ضحية العنف الأسري

عذراء حسن رشيد، هي واحدة من ضحايا العنف الأسري، ومقتلها مع عدد من النساء الأخريات خلال وقت قصير، أعاد من جديد الجدل حول هذه المشكلة الاجتماعية التي لا تقتصر على أشخاص من أصول وخلفيات معينة.

وتعمل الحكومة السويدية حاليا على إعداد قائمة جديدة من الإجراءات، ضد عنف الرجال بحق النساء وفق ما قاله، وزير العدل، مورغان يوهانسون، خلال جلسة برلمانية عقدت في 6 أيار/ مايو لمناقشة هذه القضية.

تأمل المدعية العامة سارة سوندستروم توجيه اتهامات للرجل قبل الصيف. وتقول إنها تشعر بالحزن إزاء العنف ضد المرأة، مؤكدة ضرورة توفير موارد للتحقيق في هذا النوع من القضايا ومنع الجرائم قبل وقوعها، حتى يتمكن المجتمع من التدخل وحماية الضحايا قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة”..

وفي إحصاء نشرته وكالة الأنباء السويدية TT نقلا عن المجلس الوطني للإحصاء السويدي SCB فإن السويد جاءت في المرتبة العاشرة، في عدد حالات العنف الأسري لكل 100 ألف شخص، وذلك في العام 2017.

قسم التحقيقات

زينب وتوت

سارة سيفو

نزار عسكر

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.