موقف الحكومة السويدية الرافض لوقف إطلاق النار في غزة يثير عدداً من ردود الفعل المنددة في البلاد. وزير الخارجية توبياس بيلستروم رفض أمس دعم مطلب وقف إطلاق النار الذي طرحته إسبانيا ومالطا وبلجيكا وإيرلندا خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. الوزير قال إن وقف إطلاق النار “يعني أن إسرائيل لا تستطيع محاربة حماس، وهو ما لن يكون عادلاً”. عدد من السياسيين المعارضين في السويد انتقدوا موقف الحكومة. ووصفت رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار الموقف بـ”المعيب”، متسائلة عن عدد الأطفال الأبرياء في غزة الذين يجب أن يموتوا قبل أن تتفاعل الحكومة السويدية. فيما تساءل النائب عن حزب اليسار مالكوم يالو عن عدد جرائم الحرب التي يتعين على إسرائيل أن ترتكبها قبل أن يطالب توبياس بيلستروم بوقف إطلاق النار. القيادي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي والوزير السابق مورغان يوهانسون اعتبر أن موقف الحكومة يشكل “انهياراً أخلاقياً”، لافتاً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي يطالبان بوقف إطلاق النار من أجل إغاثة المدنيين معتبراً أن “قيام السويد برفض هذا المطلب أمر لا يمكن تصوره”. النائبة عن حزب الوسط في البرلمان الأوروبي عبير السهلاني نددت أيضاً بموقف وزير الخارجية وقالت إن السويد لا يمكنها أبداً أن تقبل بقتل المدنيين في أي بلد.
من ردود الفعل على موقف الحكومة إلى السويديين الذين ما زالوا عالقين في غزة. الشاب عائد أبو شقفة مصاب وعالق مع أمه هناك فيما ينتظر والده في السويد خروج زوجته وابنه بفارغ الصبر بعد أن سجّل اسميهما في قوائم الخارجية السويدية منذ بداية الحرب دون أمل حتى الآن. عائد شاب متفوق انتشرت صورته في السويد لتفوقه وإنهاء دراسته في الاتصالات خلال ستة أشهر بدلاً من سنتين. غادر عائد السويد لعقد قرانه في غزة قبل عشرة أيام من الحرب، وعلق هناك. يقول الشاب من مخيم في رفح للكومبس إنه لم يكن يعرف بصدور نصائح من الخارجية بعدم السفر إلى القطاع وإلا لما سافر إليه. ولفت عائد إلى أنه تلقى ووالدته رسالة إلكترونية من الخارجية السويدية في الثامن من ديسمبر تطلب منهما الوصول لمعبر رفح لأن اسميهما مدرجان في القائمة. وبعد سفر محفوف بالمخاطر من خان يونس لمعبر رفح فوجئ الشاب بأن الاسمين غير مدرجين في القوائم، وتبين أن الرسالة أرسلت لهما بالخطأ. ونتيجة لخطورة الطريق لم يستطع عائد ووالدته العودة إلى خان يونس بل افترشا الأرض في مخيم يبعد عن معبر رفح ثلاثين متراً مع شح في كل مقومات الحياة. الخارجية السّويدية كانت قد أعلنت في الثامن من ديسمبر أن أربعمئة وستين شخصاً ممن يحملون الجنسية أو الإقامة السويدية غادروا قطاع غزة حتى الآن. وانخفض عدد السويديين الذين عبروا الحدود في الآونة الأخيرة حيث لم يعبر سوى ثمانية أشخاص منذ مطلع ديسمبر. الخارجية أكدت مقتل سويديين في غزة ونقلت موظفيها من رفح إلى القاهرة.
حادثة سقوط المصعد في ورشة بناء في سوندبيبيري أمس جاءت اليوم بأنباء مؤسفة. العمال الخمسة الذين كانوا في المصعد أُعلن عن وفاتهم اليوم بعد أن كانوا مصابين أمس. المصعد سقط لمسافة أكثر من عشرين متراً. وتبيّن أن نحو خمسين عاملاً كانوا في الورشة حينها وأنهم لا يعملون لدى المقاول الرئيسي الذي يتولى مشروع البناء، كما أكد رئيس فرع نقابة عمال البناء في ستوكهولم، مضيفاً أنه لا يملك أي معلومات حول الشركة التي وظفت العمال الضحايا. اللجنة الوطنية للتحقيق في الحوادث بدأت تحقيقاً في الحادثة التي اعتُبرت إعلامياً الأسوأ منذ سنوات طويلة. وزيرة المساواة بولينا براندبيري وصفت الحادثة بـ”الفظيعة”، مشددة على أهمية التحقيق للكشف عن أسبابها وضمان عدم تكرارها. الوزيرة لفتت إلى أن قطاع البناء يشهد العدد الأكبر من الجرحى والوفيات بسبب حوادث العمل، وهو ما يتطلب مراجعة جميع الجوانب لتحقيق الرؤية الصفرية التي تريد الحكومة الوصول إليها، والمتمثلة في عدم وقوع وفيات جراء حوادث العمل. قطاع البناء الذي يضم غالبية من العمال المهاجرين كان عرضة لانتقادات كبيرة من قبل العمال أنفسهم بسبب تجاهل شركات البناء لحقوقهم، وهو ما دفعهم لإنشاء نقابة جديدة نظمت سلسلة تظاهرات خلال الفترة الأخيرة.
دورة جديدة واختبار بالمجتمع والقيم السويدية للوافدين الجدد إلى السويد. وزير الاندماج وسوق العمل يوهان بيرشون أعلن اليوم إطلاق الحكومة تحقيقاً حول ما يسمى دورة السويد التي تنوي الحكومة فرضها على جميع القادمين الجدد إلى البلاد. بيرشون قال في مؤتمر صحفي إن محتوى دورة التوجيه المجتمعي المعتادة سيتغير وستركز بشكل أكبر على القيم السويدية في المساواة وحقوق المرأة وحرية التعبير وحرية الدين والقيم الأساسية للمجتمع. وجاء في توجيهات التحقيق أن “السويد ما زالت تواجه مشاكل اندماج كبيرة وأنه يجب على الدولة تقديم معلومات أكثر وضوحاً حول القوانين والقواعد والقيم الأساسية الموجودة في المجتمع”. كما نص أيضاً على ضرورة توضيح أن “معاداة السامية وغيرها من أشكال الكراهية والعداء ليس لها مكان في المجتمع السويدي”. ومن المقرر أن تنتهي الدورة التي تمتد لمئات الساعات بامتحان كتابي على المستوى الوطني، وتحت إشراف وتنسيق إدارات تعليم الكبار في البلديات كومفوكس. الوزير قال إنه مخطئ جداً كل من يعتقد أنه لا ينبغي له اتباع الدستور السويدي.
عدد الأشخاص المقبولين في برامج التعليم العالي لدورة الربيع المقبلة زاد بنسبة أربعة بالمئة مقارنة بربيع العام الماضي. مجلس التعليم العالي أعلن اليوم أن ثمانياً وثلاثين جامعة قبلت أكثر من مئتين وأربعة آلاف طالب هذا الفصل. فيما ينتظر حوالي مئة وأحد عشر ألفاً دورهم على قائمة الانتظار. توزيع المتقدمين بين الجنسين لم يتغير، حيث كان ثلثا المتقدمين المؤهلين والمقبولين من الإناث. وفي أخبار التعليم نبقى، لكن في اتجاه سلبي هذه المرة، حيث دق المعلمون في مدرسة خوفيكس بستوكهولم جرس الإنذار جراء حوادث العنف المتكررة التي شهدتها المدرسة خلال الأعوام الأخيرة، وبينها نقل أحد المعلمين إلى المستشفى بسيارة إسعاف بعد تعرضه لاعتداء شديد على يد طالب. صحيفة داغينز نيهيتر كشفت عن تسجيل مئة وست وستين حادثة تهديد واعتداء في العامين الأخيرين في المدرسة ضد موظفين ومعلمين. عدد حالات الفصل لطلاب بلغ ضعف المتوسط في المدارس البلدية في ستوكهولم. ودفعت الحوادث المتكررة مصلحة المدارس إلى إجراء تحقيق حول حالة المدرسة، فيما تحدث موظفون عن انتشار “ثقافة عنف” بين الطلاب. غير أن مديرة المدرسة رفضت الحديث عن “ثقافة عنف”، معترفة بوجود أوجه قصور تحاول المدرسة علاجها.