حين تكون عصا السياسيين المهاجرين أشد قسوة على بني جلدتهم

: 11/4/22, 4:18 PM
Updated: 11/4/22, 4:18 PM

مهاجرون يتبنون سياسات أكثر تطرفاً إزاء المهاجرين!

ببشرة داكنة وعيون سوداء، سياسيون من أصول مهاجرة يعبّرون عن آراء أكثر تشدداً تجاه الهجرة والمهاجرين. مهاجرون أكثر يمينية من اليمين الأوروبي، أو اليمين المتطرف أحياناً. لا يقتصر الامر على السويد أو بلد بعينه، بل يتجاوز ذلك ليتحول إلى ما يشبه الظاهرة.

في بريطانيا احتفى كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، برئيس الوزراء الجديد Rishi Sunak، أول رئيس وزراء ذو بشرة داكنة في تاريخ البلاد. واعتبر كثيرون ذلك حدثًا تاريخيًا وخطوة للأمام.

لكن السؤال هل أصل Sunak الهندي وممارسته الديانة الهندوسية كافيان كي يكون صوتاً للأقليات؟ أم العكس تماماً؟

بالنظر إلى تاريخ الحزب المحافظ البريطاني، فإن كثيراً من أعضاء الحزب من خلفيات أجنبية قدموا اقتراحات صُنفت معاديةً للأجانب.

فهل كان الأمر صدفة أم استراتيجية للحزب؟

واحدة من أكثر سياسات الهجرة إثارة للجدل ترحيل طالبي اللجوء في بريطانيا إلى روندا. ولم يكن من قبيل الصدفة ربما أن من قدمت الاقتراح هي وزيرة الداخلية السابقة Priti Patel، ذات الأصول المهاجرة.

ولم يكن صدفة أيضاً ربما أن الوزيرة التي منعت الحديث عن “الامتيازات التي يحصل عليها أصحاب البشرة البيضاء” في المدارس هي Kemi Badenoch التي ترجع أصولها لنيجيريا. وهو قرار اتخذته خلال فترة عملها وزيرة للمساواة.

ومؤخراً أثارت وزيرة الداخلية البريطانية Suella Braverman، كثيراً من الجدل عندما حذرت مما أسمته “غزو” المهاجرين رغم أنها في الأصل مهاجرة.

لا تقتصر الأمثلة على بريطانيا، فوزير الهجرة البلجيكي سامي مهدي وهو من أصل عراقي، قدم عدداً من الاقتراحات الخاصة بترحيل طالبي اللجوء وتقليص عدد مراكز إيواء اللاجئين في البلاد.

وفي العام 2019 أثار وزير الهجرة والاندماج في الدنمارك حينها ماتياس تسفاي كثيراً من الجدل، حين اتبع سياسة اعتبرها البعض “يمينية” ومتشددة ضد الأجانب رغم أنه من أصول أفريقية. وكان تسفاي يهدف إلى ترحيل ألف مهاجر من الدنمارك سنوياً، كما اتهم الشباب المهاجر بأنه الأكثر ارتكابًا للسلوك المعادي للمجتمع. ويشغل تسفاي حالياً منصب وزير العدل بالدنمارك.

وفي السويد، يُلاحظ الأمر نفسه، فرئيسة حزب الليبراليين السابقة نيامكو سابوني هي أول من قرر الانفتاح على التعاون مع حزب ديمقراطيي السويد (SD)، الذي يصنفه كثيرون يمينياً متطرفاً ومعادياً للأجانب.

كما أن SD نفسه يضم أعضاء من خلفيات أجنبية مثل Rashid Farivar و Nima Gholam Ali Pour، اللذين قالا في تصريحات سابقة إن المهاجر لا يجب أن يكون بالضرورة مع الهجرة.

ورغم أن حزب ديمقراطي السويد قد حاول في الفترة الأخيرة التخفيف من حدة خطابه السياسي إلا أن هناك العديد من المواقف التي يتذكرها الناس لرئيس الحزب، جيمي أوكيسون، وواحد منهم هو عندما قال في أحد المناظرات، أن العاطلين العمل يفشلون في الدخول إلى سوق العمل لأنهم ببساطة “ليسوا سويديين.” وقال أوكيسون أن هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إغفالها.

ومن الأمثلة التي يتذكرها الناس النائب السابق عن حزب المحافظين حنيف بالي الذي عرف بمواقفه المتشددة إزاء المهاجرين. وكذلك النائبة السابقة التي فصت من حزب اليسار لمواقفها المتشددة أمينة كاكابافه.

بالنظر إلى كل هذه الأمثلة، يبدو واضحاً ربما أن الآراء اليمينية المتشددة والمقترحات المعادية للأجانب ليست حكراً على ذوي البشرة البيضاء. فالخلفية العرقية والاجتماعية ليسا بالضرورة مؤشراً على التوجه السياسي.

فهل سنشهد تزايداً لما يمكن تسميته بالظاهرة، وحين تكون عصا السياسيين المهاجرين أشد غِلظة على بني جلدتهم؟

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.