الكومبس- خاص : وسام عبد الرحمن سويدية من أصل لبناني تعيش وتعمل في مدينة مالمو سافرت إلى لبنان للاطمئنان على عائلتها بعد تعرض والدها المسن لظروف صحية صعبة لكنها وجدت نفسها محاصرة وسط الحرب بعد بدء التصعيد العسكري. وتحدثت وسام في مقابلة للكومبس عن صعوبة مغادرة لبنان والاستغلال الذي يتعرض له من يريدون المغادرة.

تقول وسام عن تجربتها خلال الأسابيع الماضية “تطورت الأحداث بسرعة مذهلة. مشاهد الحرب كانت مرعبة للغاية ومع أنني عايشت الحرب في لبنان سابقاً فإن ما رأيته مؤخراً كان أكثر صعوبة. أصوات الطائرات الحربية لم تتوقف، وكنا نعيش في خوف دائم من وقوع القصف في أي لحظة. كما انقطعنا عن العالم الخارجي بسبب التشويش على قنوات التلفزيون والإذاعات، وقطع شبكات الاتصالات والإنترنت”. وأضافت “روائح الدخان وأعمدة الدخان المتصاعد جراء القصف أدت إلى مشكلات صحية فالجميع هناك يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي والمعدة بسبب تلوث الهواء، أنا وابني بدأنا بالعلاج فور وصولنا إلى السويد”.

“الحكومة السويدية تخلّت عن مواطنيها”

وحول رد فعلها على موقف الحكومة السويدية التي قالت بداية إنها لن تكون قادرة على مساعدة رعاياها في لبنان. تقول وسام “صحيح أن الحكومة السويدية حذرتنا لكننا لم نسافر بغرض السياحة. من سافر إلى لبنان فعل ذلك لأنه مضطر. كان من المفترض أن تتعامل الحكومة مع رعاياها كما فعلت الدول الأخرى التي أرسلت طائرات لإجلاء مواطنيها مع أن معظم هذه الدول حذرت مواطنيها أيضاً لكنها لم تتخلى عنهم كما فعلت السويد”.

وكانت الحكومة السويدية أعلنت في وقت سابق أنها لن تقوم بإجلاء مواطنيها من لبنان، رغم أن عدة دول قررت مساعدة مواطنيها على مغادرة البلاد التي تشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً. وبدلا من ذلك، جددت وزارة الخارجية السويدية دعوة مواطنيها في وقت سابق إلى مغادرة لبنان عبر الرحلات التجارية.

وأعلنت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستتينر غارد في 2 أكتوبر عزم السويد إعادة فتح سفارتها في بيروت. وأكدت أن إعادة فتح السفارة سيسمح بتأمين المساعدة للسويديين الموجودين هناك، خصوصاً من يفتقدون جوازات السفر أو الأطفال الذين لم يحصلوا بعد على وثائق السفر، والذين يرغبون باتباع توصيات الخارجية بمغادرة البلاد.

وعن خيارات السفر المتاحة بعد إلغاء معظم الرحلات الجوية، قالت وسام “سافرت عبر طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) الذي لم تتوقف رحلاته رغم الضغط الكبير على الشركة. حاولت مراراً تقريب موعد سفري لكنني لم أتمكن بسبب الطلب الكبير على الرحلات. الخيارات كانت محدودة للغاية إما السفر براً عبر سوريا إلى الأردن أو بحراً إلى قبرص”.

وتابعت “جشع شركات النقل البري والسيارات الخاصة استغل حاجة الناس للهروب من الحرب. أسعار السفر أصبحت خيالية حيث ارتفعت تكلفة السفر من بيروت إلى الحدود السورية الأردنية إلى 2500 دولار للشخص الواحد مقارنة بـ 200 دولار في الظروف العادية. إضافة إلى تكاليف الدخول إلى الأردن وحجز رحلات جوية جديدة والإقامة في الفنادق بسبب الضغط على المطارات”.

واختتمت وسام حديثها بالقول” حتى الطريق إلى الحدود اللبنانية السورية أصبحت محفوفة بالمخاطر بعد أن تعرضت للقصف الإسرائيلي ولم يبق للناس سوى خيار السفر بحراً إلى قبرص وهو مكلف أيضاً. الأوضاع لا تُحتمل والتكاليف الهائلة جعلت من الصعب على العائلات الفرار من هذه الظروف القاسية”.

وكانت وزيرة الخارجية ماريا مالمر ستينرغارد أعلنت اليوم إمكانية تقديم السفارة السويدية قروضاً لمن يرغب بالمغادرة.

شادي فرح

مالمو