ما قصة حرق التوراة في السويد؟

: 1/31/23, 2:48 PM
Updated: 1/31/23, 2:49 PM

بعد حرق اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في ستوكهولم، خرجت أصوات تنادي بتقديم طلبات لحرق كتب مقدسة أخرى بهدف اختبار حدود حرية التعبير في البلاد. وبالفعل تقدم شاب من أصول عربية بطلب لحرق التوراة، الأمر الذي أثار ضجة تناقلها الإعلام العربي وفق الرواية الإسرائيلية غالباً. في حين كذبت الخارجية السويدية السفير الإسرائيلي برسالة للكومبس. فما القصة؟
الشاب تقدم بطلب ترخيص مظاهرة وقال إنه سيحرق التوراة والأنجيل. غير أنه سحب طلبه بعد أيام قبل أن ترد الشرطة السويدية بالرفض أو القبول. وعلى الضفة الأخرى كان السفير الإسرائيلي في السويد زئيف كولمان يزعم في تغريدة على تويتر أن سفارته أوقفت حرق القرآن بالتعاون مع السلطات السويدية. تغريدة السفير حظيت بانتشار واسع وتناقلتها وسائل إعلام عربية تبنتها مباشرة، بل إن بعضها كتب أن الشرطة رفضت منح التصريح بحرق التوراة. الكومبس تواصلت مع وزارة الخارجية السويدية لتسألها عن دورها في وقف حرق الكتب المقدسة، فقالت إن ذلك من اختصاص الشرطة ولا علاقة لها بالأمر. عادت الكومبس لتلح على الوزارة بالسؤال عن حقيقة الاتصالات التي قال السفير الإسرائيلي إنه أجراها مع السلطات السويدية وزعم أنه اوقف من خلالها حرق التوراة. إجابة الوزارة جاءت مكذبة السفير الإسرائيلي حيث قالت إنها تلقت بالفعل مذكرة دبلوماسية منه وأنها ردت عليه بالقول إن الشرطة هي التي تقرر بشأن ترخيص المظاهرات، وأن الاتصالات مع وزارة الخارجية لا يمكن أن تؤثر على قرارات الشرطة فهي هيئة مستقلة. الشاب مقدم التصريح أكد أنه لم يكن ليقدم على حرق الكتب المقدسة وإنما تقدم للحصول على التصريح ليختبر حدود حرية التعبير في البلاد. وقال الشاب في تعليق مكتوب للكومبس “فكرتي لحرق الكتاب المقدسة كانت بدافع الغضب. راجعت المركز الإسلامي في ستوكهولم، فقالوا إن الإسلام لا يسمح بحرق الكتب المقدسة الأخرى. كما يعتقدون بأن السويد لا تحتاج إلى مزيد من الانقسام خصوصاً في هذا الوقت. لذلك تراجعت عن الطلب”.
وأكد الشاب في تعليقات على وسائل التواصل رواية الخارجية السويدية وأن لا علاقة لإسرائيل أو سفارتها من قريب أو بعيد بسحب الطلب. وكانت شخصيات إسلامية ظهرت على الكومبس قبل ذلك تحذّر من الإقدام على خطوة حرق كتب الأديان الاخرى، معتبرة أن ذلك يضر بمطالب المسلمين احترام دينهم وعدم حرق كتابهم.

مزاعم السفير الإسرائيلي حظيت في الإعلام العربي بانتشار أكبر من رواية الخارجية السويدية أو حديث الشاب نفسه. أهي قدرة إسرائيل المعروفة على ترويج روايتها أم أن اندفاع الإعلام العربي ضد السويد جعله لا يرى غير رواية واحدة؟ ربما تكون إحابة هذا السؤال أعقد مما ننتصور.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.