الكومبس – الصحة: أظهرت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعملون لأكثر من 55 ساعة في الأسبوع يواجهون تزايد مخاطر الإصابة بمرض الرجفان الأذيني.

واعتمدت هذه الدراسة الجديدة على جمع نتائج العديد من الدراسات الأخرى السابقة ذات الحجم الصغير والذي جرى إعدادها في السويد والدنمارك والمملكة المتحدة وفنلندا، حيث شمل هذ البحث أكثر من 85 ألف شخص.

وذكر الراديو السويدي أن الدراسة توصلت لنتائج نهائية تفيد بارتفاع نسبة خطر الإصابة بمرض الرجفان الأذيني بنحو 40 % في حال كان يعمل الشخص لمدة تزيد عن 55 ساعة أسبوعياً، مقارنةً مع الأشخاص الذين يعملون لمدة تتراوح بين 35 و 40 ساعة في الأسبوع.

وبحسب مقال نشرته مجلة European Heart Journal فإنه يوجد العديد من عوامل الخطر الأخرى التي تبدو أكثر جدية.

وبين البحث أن أكثر العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالرجفان الأذيني تتمثل بعدة أمور أهمها إذا كان الشخص يعاني من مرض الفشل الكلوي المزمن، أو في حال كان لدى الشخص قابلية وراثية للإصابة بالرجفان الأذيني، أو مرض الرئة الانسدادي المزمن KOL، أو يعاني من الداء القلبي الصمامي، أو انقطاع النفس أثناء النوم أو عند التدخين.

وتتعلق أغلب شكاوى المرضى من الإصابة بمرض الرئة الانسدادي المزمن KOL، وانقطاع النفس أثناء النوم، والتدخين.

بدوره أكد البروفيسور في معهد كارولينسكا Lars Alfredsson وهو أحد المشاركين في إعداد الدراسة أنه يوافق على اعتبار عوامل الخطر الستة هي الأكثر خطورةً حيث تساهم في جعل الشخص يعاني من الإصابة بالرجفان الأذيني.

وقال “إذا كان الشخص يعاني من أحد عوامل الخطر المذكورة، بالإضافة إلى عمله لساعات طويلة، فإنه من المحتمل أن يواجه خطر تطور الإصابة بمرض الرجفان الأذيني”.

ومن المعروف أن الرجفان الأذيني هو أحد اضطرابات النظم، وهو ناجم عن تشكل وانتقال عشوائي للشارة الناقلة في حجرتي الأذينين في القلب، مما يؤدي إلى انقباضات عشوائية وغير منتظمة لخلايا الأذينين، حيث يخل ذلك بالوظيفة الانقباضية للأذين، فيظهر ذلك على جدار الأذينين الذين يرجفان مكانهما بدل أن ينقبضا معاً بشكل منتظم. أما انقباض البطينين فيكون غير منتظم. والخطر من هذه الحالة في تسارع القلب الشديد، وفي نشأة تخثرات دموية في الأذين الأيسر والتي قد تكون السبب في حصول سكتة دماغية أو مضاعفات تجلطية أخرى.

وفي ذات السياق اعتبر البروفيسور Peter Westerholm أستاذ الطب المهني والبيئي في جامعة أوبسالا وأحد المشاركين في إعداد الدراسة أن نتائج البحث يجب أن تؤخذ على محمل الجد.

وأضاف “إنه من المثير للاهتمام أن تكون نسبة زيادة الخطر بنحو 40 % مقارنةً مع معدل خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بالنسبة الأشخاص الذين يعملون ساعات عمل عادية”.

وأوضح أن تحدي خطر الإصابة بالرجفان الأذيني يزيد كلما كان الشخص يقضي الكثير من الوقت في العمل.

وبين الباحثون المشاركون في الدراسة أن المشكلة الوحيدة التي يواجهها البحث هي عدم معرفة الآليات التي قد تكمن وراء العلاقة بين ساعات العمل الطويلة وبين حدوث الرجفان في القلب.