الكومبس – خاص: قدمت الحكومة السويدية، اليوم ميزانية يمكن وصفها بالمتقشّفة لربيع 2023 تضمنت نفقات إضافية بأربعة مليارات كرون فقط مقارنة بنفقات إضافية بلغت ثلاثين مليار كرون في ميزانية ربيع العام الماضي.
تواصلت الكومبس مع الخبير والمستشار الاقتصادي، عبد الرحمن الناجي، لمعرفة أسباب التوفير في ميزانية الدولة وكيف ستأثر هذه الأرقام على المواطن.
وفقاً للخبير الاقتصادي، فإن المشكلة ببساطة تكمن في ارتفاع أسعار الفائدة في أوروبا والتي زادت بنسب أكثر بكثير مم هو عليه الأمر في السوق الأمريكي، ويعزى سبب ارتفاع الفائدة إلى إيجاد نوع من التوازن بين التضخم وبين سعر صرف الدولار واليورو.
يقول الناجي “نحن مقدمون على مرحلة اقتصادية يكون فيها سعر صرف اليورو أقوى بكثير من سعر صرف الدولار الأمريكي ولذلك نرى أن نسبة التضخم في أميريكا أقل بنسبة 50 بالمئة مقارنة بأوروبا”.
ويتابع الناجي موضحاً: “عند وجود أزمات اقتصادية دائما ما تتخذ الدول خطة التقشف لتحاول علاج التضخم في أقل فترة ممكنة. لخفض التضخم لا بد من تقليل القوة الشرائية وهذا ما تحاول السويد فعله”.
ويضيف، أن التقشف قد يبدوا سلبياً للوهلة الأولى ولكنه أمر ممتاز جداً وأفضل شيء يمكن للمواطن فعله هو الاستثمار في هذه المرحلة وعدم الاستهلاك.
ما قصدك بالاستثمار – هل تقصد شراء عقار؟
“ليس للكل القدرة على شراء العقارات ولكن يمكن الإستثمار بأرقام بسيطة عن طريق شراء أسهم والدخول في اكتتابات شركات ناشئة وإذا كان هناك قدرة شرائية فالعقار شيء ممتاز والأهم من ذلك كله محاولة خفص الصرفيات للتماشيء مع وضع التضخم”.
وينوه الناجي إلى أن تقليل الصرفيات أمر محوري في التماشي مع وضع التضخم الحالي. وقال، “في حال استمر المواطن في الصرف كما في السابق سيشعر بالغلاء من جهة ومن جهة أخرى لن يساهم في خفض التضخم. نصيحتي هي التوقف عن شراء السلع الترفيهية خارج نطاق الحاجة والتحول للتوفير”.
هل تتوقع أن هذه الميزانية ستؤثر على التضخم ومتى سنرى بوادر التغيير؟
“بطبيعة الحال، أعتقد أنه مع نهاية هذه السنة وبحلول السنة الجديدة سنرى هبوط في أسعار الفائدة وهذا سيؤثر على التضخم. في حين نرى تخبط في الأسواق العالمية والأوروبية فإن السوق السويدي اقتصاده جيد ولديه استقرار ونمو متباطئ بين ارتفاعات من واحد إلى ثلاثة بالمئة وهبوط بسيط بنسبة إثنين بالمئة”.
وفي نهاية حديثه وبنبرة إيجابية يقول عبد الرحمن الناجي: “الميزانية التقشفية تصب في مصلحة المواطن إذا عرف أن يستغلها بشكل صحيح. أنا أتوقع أن تكون هذه السنة نهاية الأحزان، إلاّ في حال حصل شيء جديد في العالم غيّر مجرى الأمور”.
Source: alkompis.se