مرضى لا يجدون طبيباً.. وأطباء لا يجدون عملاً
الكومبس – تقارير: تعاني السويد نقصاً حاداً في أطباء الأسنان أدى إلى طوابير انتظار طويلة للمرضى الذين يطلبون العلاج. ووصل الحد ببعض البالغين الذين يريدون أن يسجلوا أنفسهم في خدمة رعاية الأسنان العامة (folktandvården) في محافظة فيسترنورلاند على سبيل المثال إلى الانتظار فترة قد تصل أحياناً إلى 7 سنوات لإجراء أول فحص. وفق تقرير لراديو السويد الخميس الماضي. وفي الوقت نفسه يشكو أطباء مهاجرون من صعوبات تعديل شهاداتهم والاختبارات النظرية والعملية التي يتطلبها ذلك، ما يؤدي إلى انتظارهم سنوات طويلة حتى يتمكنوا من ممارسة مهنتهم التي طالما مارسوها في بلدانهم الأم.
محمد تميم أحد الأطباء المهاجرين، جاء الى السويد في العام 2014 وهو خريج كلية طب الأسنان في سوريا. حاول على مدار تلك السنوات أن يعدّل شهادته ليزاول المهنة، لكنه عانى كثيراً ولا يزال يعاني “صعوبات” و”متطلبات كثيرة”. يقول محمد لـ”الكومبس” إن الاولوية في اختيار الأطباء بالسويد تصب في صالح خريجي دول الاتحاد الأوروبي.
ومن الصعوبات التي يواجهها طبيب الأسنان المهاجر، حسب محمد، انتظار الإقامة و تعلم اللغة والتدريب العملي (براكتيك) . يقول محمد “القادم الجديد يحتاج إلى دخل ليستطيع الإنفاق على نفسه. وفي الوقت ذاته عليه التفكير في الدراسة، خصوصاً أن دراسة طب الأسنان ليست أمراً هيناً.
يعمل محمد حالياً بعيداً عن اختصاصه في أحد متاجر المواد الغذائية، وكان قبلها يعمل في توصيل طلبات أحد المطاعم.
يقول محمد “تعاني السويد من نقص الكادر الطبي، والبلاد بحاجة للأطباء، ورغم ذلك فإن المطالب تعجيزية على الأطباء المهاجرين”.
وعن مخططاته للمستقبل، يقول محمد إنه مستمر في المحاولة وينتهز كل الفرص التي يمكن أن توصله للمكان الذي سعى إليه منذ الطفولة ويستحقه، وهو طب الأسنان. ويضيف “ينبغي عدم وضع العراقيل أمام الأطباء المهاجرين، لأن هذه الفئة ليس لديها خيار بديل و ليس لديها بلد لتعود إليه وتريد أن تعمل بشهادتها التي تعبت عليها منذ الصغر”.
إعادة الدراسة الجامعية أسهل

زياد وسوف طبيب أسنان زاول المهنة لمدة عشرين سنة في سوريا. وهو الآن يبلغ من العمر 47 سنة، ومقيم في السويد منذ ثلاث سنوات. يجد زياد أيضاً صعوبة في مزاولة مهنته.
قدّم زياد جميع الامتحانات المطلوبة للأطباء المهاجرين وينتظر الآن نتيجة امتحانه الأخير.
يقول زياد إن البداية كانت من أبرز الصعوبات التي واجهته، حيث كان يجهل الطريق المؤدية للحصول على تصريح مزاولة المهنة في السويد. ويضيف أنه لم يستطع أن يجد من يوجهه للطريق اللازمة والمختصرة. ولم يكن يعرف أنه يوجد طريقة أخرى وهي تعديل شهادة الثانوية و دراسة الجامعة من جديد، فهي طريق أسهل مقارنة بـ”المصاعب” التي واجهها.
يدعو زياد البلديات إلى “تبني هذه الفئة المهاجرة من أطباء الأسنان”، مشيراً إلى أنع يوجد في بعض البلديات مجموعات لمساعدة من هم في مثل حالته تقدم لهم يد العون في كيفية كسب الوقت، وكيف يمكن اختصار وقت اللغة على سبيل المثال إلى تسعة أشهر بدل السنة والنصف التي قضاها هو في تعلم اللغة.
يضيف زياد “حتى في التدريب العملي لم يكن الموضوع سهلاً، خصوصاً في ظروف أزمة كورونا حيث لم تعد مقاعد التدريب متوافرة، بسبب الخوف من انتشار العدوى”.
يطالب زياد بتسليط الضوء على مشكلة أطباء الأسنان المهاجرين الذين يواجهون صعوبة حتى يستطيعوا مزاولة مهنتهم. ويتابع “السويد تعاني من نقص في الكادر الطبي بشكل عام وأنا وغيري نريد أن نخدم هذه البلد بمهنتنا التي كرسنا لها حياتنا. نتمنى اختصار الطريق علينا لكي نسهم في هذا المجتمع”.