الكومبس – أخبار السويد: وصف وزير التجارة الخارجية والمساعدات السويدي، بنيامين دوسا، منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة بأنه “أمر فظيع وغير إنساني”، في أقوى انتقاد يوجهه حتى الآن للحكومة الإسرائيلية منذ توليه المنصب.

وقال دوسا في مقابلة مع صحيفة أفتونبلادت بعد زيارة أجراها إلى إسرائيل وفلسطين في ديسمبر الماضي “إنه أمر فظيع. إنه غير إنساني ألّا نضمن وصول المساعدات إلى بعضٍ من أكثر الناس حاجة على وجه الأرض. هؤلاء أناس ليس لديهم بديل”.

وأضاف “غزة هي ربما من أسوأ الأماكن على وجه الأرض، أو على الأقل واحدة منها. عندما كنت في فلسطين وإسرائيل في ديسمبر، الروايات التي سمعتها من العاملين الميدانيين في غزة كانت من أسوأ ما سمعته في حياتي”.

وتابع دوسا “إنه أمر فظيع وغير إنساني ألّا نضمن وصول المساعدات إلى بعضٍ من أكثر الناس حاجة على وجه الأرض. هؤلاء أناس ليس لديهم بديل”.

الحكومة السويدية تضغط على إسرائيل

وأوضح أن الحكومة السويدية لم تكتفِ بإدانة الوضع، بل أثارت الموضوع مراراً مع المسؤولين الإسرائيليين، مشيراً إلى أنه ناقش ذلك شخصياً مع السفير الإسرائيلي ونائب وزير الخارجية، فيما طرحت وزيرة الخارجية السويدية الأمر أيضاً مع نظيرها الإسرائيلي، كما تعمل السويد على الضغط ضمن الاتحاد الأوروبي، سواء في المحافل المغلقة أو بشكل علني.

“غزة خالية من حماس”

وفي ما يخص مستقبل غزة، أوضح دوسا أن أي دعم سويدي لإعادة الإعمار على المدى الطويل يجب أن يكون مشروطاً بـ”إزالة سيطرة حماس”.

ولفت إلى أن الحكومة كانت واضحة جداً في إدانتها لهجمات الحركة، وقال “إذا استثنينا الجانب الإنساني، فإن أي تدخل لإعادة بناء غزة بتمويل دافعي الضرائب يجب أن يُفترض فيه أن تكون غزة خالية تماماً من حماس”.

انتقاد لممارسات إسرائيل في الضفة

كما انتقد الوزير طريقة تعامل إسرائيل مع المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، قائلاً إنه تأثر بشدة من لقاء جمعه برئيس الوزراء الفلسطيني الذي قال له إن “الاحتلال الإسرائيلي هو العائق الأكبر أمام نجاحهم”.

وأضاف “أشعر بتعاطف كبير مع ذلك. أن تستمع إلى روايات مدنيين فلسطينيين مسالمين تُحرق سياراتهم ويُطارد أطفالهم من قبل متطرفين، له تأثير بالغ”.

وفي ما يتعلق بقرار الحكومة السويدية إنهاء برنامج “المراقبين المرافقين” في الضفة الغربية، اعتبر دوسا أن البرنامج كان قوة إيجابية وبنّاءة في منطقة شديدة التوتر، لكنه أشار إلى أن القرار جاء ضمن تغيير أوسع في استراتيجية المساعدات، التي باتت تركز بشكل أكبر على دعم بناء المؤسسات.

قطع التمويل عن الأونروا

وفي سياق متصل، دافع دوسا عن قرار الحكومة بتعليق تمويل وكالة الأونروا، موضحاً أن القرار كان نتيجة مباشرة لإجراءات اتخذتها إسرائيل وصفها بأنها مؤسفة.

وأكد أن الأونروا كانت تلعب دوراً لوجستياً مهماً في إيصال الدعم، لكن الحكومة قررت تحويل التمويل إلى منظمات مثل اليونيسف لضمان فاعلية استخدام الأموال، دون أن تستبعد إعادة النظر في القرار إذا طرأ تغيير جذري في السياسات الإسرائيلية.