الكومبس – تقارير: تعيش الشابة يانا في مدينة حمص السورية بينما تصحو قريبتها ألكسندرا كل يوم في مدينة سودرهامن السويدية. الظروف مختلفة بين بلد مزقته الحرب، وآخر يعيش سعة من الاستقرار والطمأنينة، صورتان تبدوان على النقيض في كل شيء تقريباً، سوى أمر واحد: حلم الفتاتين بمستقبل مهني ناجح.
المدارس أول الضحايا
عانت سوريا من الحرب والصراعات طيلة أكثر من 10 سنوات، ما أدى إلى نزوح ملايين البشر وانهيار الاقتصاد. وكان التعليم أحد أكثر القطاعات تأثراً، فمنذ العام 2011، تعرضت المدارس للدمار، وتراجع مستوى التعليم بشكل كبير، بعد أن كانت البلاد تتمتع سابقاً بمعدلات عالية من الإلمام بالقراءة والكتابة. ولا تزال بعض المدارس اليوم مجرد أنقاض، في حين تعمل أخرى ضمن ظروف متدهورة من حيث البنية التحتية ومستوى التدريس.
إقرأ أيضا: عدسة التلفزيون السويدي SVT وسط دمشق
أيام تحدد مصير الطالب
في سوريا، ينتهي التعليم الثانوي العام باختبار وطني إلزامي (البكالوريا)، حيث تحدد درجات الامتحان النهائي في المواد مصير الطالب ودراسته الجامعية.
أما في السويد، فإن النظام مختلف، حيث يحصل الطلاب على درجات في كل مادة خلال سنوات الدراسة، دون وجود اختبار نهائي حاسم.
“نحن أقوياء”
تجلس يانا الدخيل في صفها الدراسي بمدينة حمص، حيث لا يوجد إنترنت ولا تدفئة في الصف. حلول مثل “الصوبيا” (مدفأة تعمل على الديزل) تفي بالغرض وتنقذ الطلاب من برد قارس، “ليست آمنة” تقول يانا، لكن “لا حل آخر”.
وفي سوريا يعتمد الطلاب على الكتب القديمة في دراستهم، فلا كمبيوترات للطلاب ولا غيرها. تجد يانا في الحرب تفسيراً لعدم تطور تقنيات التعليم في بلدها. ومع ذلك تقول لمراسلة التلفزيون السويدي “لا نريد أن يشفق الآخرون علينا. نحن أقوياء”.
وعن بعض مشاهد التعليم تقول “إضافة إلى البرد، علينا حمل حوالي خمسة كيلوغرامات من الكتب والدفاتر كل يوم على ظهورنا، لأنه لا توجد أجهزة كمبيوتر أو لابتوبات”.
في ظل هذه الظروف، تحاول يانا أن تؤسس لمستقبلها، وتحلم بأن تصبح طبيبة يوماً. “العائلة والأشخاص من حولنا ينتظرون منا تحقيق نتائج دراسية جيدة. لديهم توقعات كبيرة منا”.

آلاف الكيلومترات تفصل بين عالمين
على بعد حوالي 5 آلاف كيلومتر من حمص، تجلس ألكسندرا في صفها الدراسي في سودرهامن، بعد أن انتقلت مع والديها من سوريا إلى السويد العام 2013.
تدرس ألكسندرا في مدرسة “ستافان” الثانوية، ولم يتبقَ أمامها سوى عام واحد للتخرج. لكنها تشعر بضغط كبير لتحقيق النجاح.
تقول ألكسندرا “أحيانًا أشعر بضغط كبير، هناك العديد من أفراد عائلتي الذين لديهم وظائف ناجحة، وهذا يدفعني لأكون مثلهم، لكنه في الوقت نفسه يولد ضغطاً كبيراً”.
شاهد في الفيديو
يعرض الفيديو الذي أنتجه SVT Gävleborg وينشر بتعاون فريد مع الكومبس مشاهد من مقاعد الدراسة في عالمين مختلفين تماماً. يانا وألكسندرا، قريبتان تتشاركان كثيراً من الطموحات، لكن حياتهما تختلفان جذرياً.
SVT Gävleborg في سوريا.. صورة عالمين
مادلين العبدالله، المراسلة في SVT Gävleborg ذات الأصول السورية، والمصورة الدولية الخبيرة ليندا هورنكفيست من القسم الدولي في SVT، زارتا سوريا في بداية مارس.
وكانت الرحلة جزءاً من تعاون فريد بين صحيفة الكومبس وSVT.
وفي ظل الوضع الإخباري المتوتر، سجلت مادلين وليندا عدة تقارير معمقة تركّز على كيفية تأثير التطورات في سوريا على الشباب من خلفية سورية في السويد، بشكل يربط بين المحلي والعالمي.
وصلت المراسلة والمصورة إلى سوريا في 6 مارس، في اليوم نفسه الذي تغيرت فيه الأوضاع في البلاد مع اندلاع اشتباكات عنيفة وسقوط عدد كبير من القتلى في المناطق الساحلية من سوريا. ورصدت المراسلة والمصورة القلق المتزايد في العاصمة دمشق على مدى 6 أيام.
شهادات الثانوية السورية المعترف بها في السويد
عدد الأشخاص الذين عدلوا في السويد شهادات الثانوية السورية:
• 2014: 1,535
• 2015: 3,619
• 2016: 4,634
• 2017: 5,730
• 2018: 3,359
• 2019: 2,407
• 2020: 1,246
• 2021: 1,494
• 2022: 1,212
• 2023: 1,105
• 2024: 837
• 2025: 230
المصدر: UHR (مجلس التعليم العالي)