تغير جذري في السياسة السويدية مع الحكومة الجديدة

: 10/17/22, 12:46 PM
Updated: 10/17/22, 3:21 PM

أولف كريسترشون رئيساً للوزراء إذن، ليس المشهد تعاقباً عادياً على السلطة، ففي السويد تغير جذري يتمثل في أن البلاد وقعت في قبضة اليمين المتطرف. الاتفاق الذي تشكلت بموجبه الحكومة من أحزاب المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين والليبراليين بدعم من حزب ديمقراطيي السويد يشي بالكثير. اثنتان وستون صفحة بينها ثماني عشرة صفحة عن قضايا الهجرة والاندماج بدت وكأنها كتبت جميعاً بخط رئيس SD جيمي أوكيسون. هبت الأحزاب الأربعة الأخرى مباشرة بعد إعلان بنود الاتفاق لتقول إن أوكيسون هو من يحكم البلد الآن. بدا أولف كريسترشون مستعداً لتقديم كل شيء لخصوم الأمس في اليمين المتطرف مقابل الوصول إلى رأس السلطة. فيما بدا الليبراليون أضعف من أن يقولوا “لا” واضحة في وجه SD وهم الذين نجوا بالكاد من كابوس الخروج من البرلمان في الانتخابات. فيما غدا الأخير أكبر أحزاب الكتلة. حصل SD ربما على أكثر السيناريوهات تفضيلاً، أن تحكم دون ان تتورط في الحكم. فإن نجحت الحكومة في مواجهة ظروف اقتصادية صعبة فهو نجاح لمن يمسك بتلابيبها، وإن فشلت فهو فشل لمن يقودها، وهو في هذه الحال أولف كريسترشون. ثلاثة وسبعون مقعداً في البرلمان وحوالي عشرين بالمئة من أصوات الناخبين السويديين كانت كافية لتحقيق ما عمل SD من أجله طيلة اثني عشر عاماً. أن يقبض على الحكم، وأن تأتيه الأحزاب فُرادى وجماعات تطلب وده، وهو الذي كان يطلب اعترافاً منها بوجوده.

يقود أولف كريسترشون الحكومة اعتباراً من غد والبلاد تواجه ظروفاً اقتصادية طاحنة، قد تتحول إلى أزمة تذكّر بأزمة 2008. حينها استطاع سلفُه فريدريك راينفيلد النجاة بالمحافظين والسويد معاً، فكافأه السويديون في 2010 بأكبر نسبة يحصل عليها الحزب في تاريخه، ثلاثين بالمئة من الأصوات، ليقود الحكومة مجدداً ولثمانية سنوات متتالية للمرة الأولى في تاريخ المحافظين. تحول راينفلد بين 2006 و2014 إلى قائد تاريخي للحزب، لقد حول حزب المحافظين بالفعل من حزب قومي محافظ إلى ليبرالي معتدل. غير أن الحزب عاد أدراجه إلى قواعده القومية والمحافظة بعد خسارة انتخابات 2014. سياسة الهجرة المفتوحة التي اتبعها راينفلد حُمّلت أكثر مما تحتمل وعُلقت عليها أسباب الخسارة. في هذه الأجواء تسلم خصم راينفلد أيام الشباب أولف كريسترشون قيادة الحزب. بدا كريسترشون وعلى غير نشأته معادياً للهجرة وشاناً هجوماً شرساً طيلة السنوات الماضية على الاشتراكيين الديمقراطيين بسبب ما أسماه سياسة الأبواب المفتوحة. وعد كريسترشون بتغيير ذلك كله إن أمسك بالسلطة. وفي طريقه إلى الحكم أصبح أكثر ترويجاً لأفكار اليمين المتطرف من SD نفسه، فتقدمت شعبية الأخير وتراجع المحافظون، غير أن المقاعد الثلاثة التي تقدمت بها كتلة اليمين في الانتخابات كانت كافية ليحقق كريسترشون هدفه برئاسة الوزراء، ويمسك أوكيسون بحلمه عبر الإمساك بقرار الحكومة.

بثمانية وستين مقعداً في البرلمان يقود أولف كريسترشون السويد. وبتسعة عشر مقعداً ستتولى إيبا بوش إدارة وزارة الشؤون الاجتماعية، وبستة عشر مقعداً سيضع الليبراليون بصمتهم ربما على سياسة التعليم في البلاد، لكن بثلاثة وسبعين مقعداً يحكم SD البلد ويغير وجه السياسة السويدية ربما إلى الأبد.

حوالي خمسين ألف صوت حققت أهداف هؤلاء جميعاً، بينما ما زال مهاجرون يبكون على اللبن المسكوب وهم يعدون البنود التي تخصهم مباشرة في سياسة الحكومة الجديدة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.