الانتخابات السويدية

عام من حكم اليمين.. سنة الأزمات المتلاحقة

: 9/11/23, 7:00 PM
Updated: 9/12/23, 11:21 AM

عام بالتمام على الانتخابات السويدية الأخيرة، انتخابات حملت نتائجها تغييراً حكومياً، وسياسياً تبدو تداعياته جليّة. فارق ببضعة آلاف من الأصوات فقط مكّن أحزاب اليمين الأربعة، من الفوز بأغلبية برلمانية، والإطاحة بحكم امتد ثماني سنوات للحزب الاشتراكي وحلفائه في الوسط واليسار. وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، فرض حزب ديمقراطيي السويد SD نفسه أولاً بين أحزاب اليمين، ودخل إلى مكتب الحكومة المركزي، من باب الحليف القوي الذي لا غنى عنه، بعد عشرين سنة كان فيها الحزب المنبوذ الذي يتبرأ الجميع، يميناً ويساراً، منه. فماذا حصل خلال عام من إدارة حكومة تيدو للدفّة السويدية؟ سنة الأزمات عنوان قد يختصر إلى حد كبير، المشهد السويدي منذ عام حتى اليوم. الركود الاقتصادي والتحديات المعيشية حديث السويديين اليومي، ورغم تراجع التضخم تدريجياً، فإن مستوياته ما تزال مرتفعة. معدلات الفوائد ارتفعت إلى أقصى حد لها منذ أكثر من عقد، وطلبات الإفلاس تتوالى في قطاعات مختلفة، أبرزها البناء والمطاعم وتجارة التجزئة، وسط تشاؤم طاغ على السويديين، ونظرة سلبية شديدة تجاه سياسة الحكومة الاقتصادية. في السياسة الخارجية، الإنجاز الأبرز الذي حققه أولف كريسترشون كان انتزاع موافقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على عضوية السويد في الناتو، بعد رفض تركي طويل. لكن الإنجاز الأبرز يبقى على الورق طالما أن تصريحات أردوغان المتتالية ما يزال يشوبها شك وتهديد. بالمقابل، وجدت السويد نفسها وسط عاصفة هائلة، بعدما استغل متطرفون من خريجي الميليشيات، حرياتها العريقة للاستفزاز والإهانة عبر حرق المصحف المتكرر. استفزاز خلّف موجة غضب عالمية حمّلت السويد كدولة مسؤولية فعل ارتكبه أفراد فيها. تعامل الحكومة الذي وُصف بـ”البطيء” مع الأزمة عرضها للانتقاد داخلياً وخارجياً، بينما رفع جهاز الأمن مستوى التهديد الإرهابي ضد السويد إلى أعلى مستوى منذ سنوات طويلة. وبعد أشهر من السلبية، خرجت الحكومة بتحقيق لتعديل قانون النظام العام بمسار طويل يمتد إلى أكثر من عام، وهو إجراء لم يرض الحلفاء أو الخصوم.

على صعيد الأمن، سلكت الحكومة طريقاً صارماً لمحاربة عصابات منظمة توالت جرائمها وارتفعت وتيرتها. لكن تحقيقات الحكومة المتوالية التي تضمنت مقترحات حول سجون عائمة وتصدير المساجين إلى سجون خارجية، لم تؤت ثمارها بعد. عنف العصابات مستمر وجرائمها باتت أشد وقعاً فلا تستثني حتى الأقارب والأمهات.

الهجرة والمهاجرون كانوا الشغل الشاغل طوال عام، في سياسة أحزاب تيدو. وندر أن مر أسبوع دون عنوان جديد من عناوين سياسة الهجرة المتشددة التي كُتبت بحبر SD، وتولت حكومة أولف كريسترشون تطبيقها.

تعديل على إقامات العمل، وشروط الإقامة المؤقتة كما الدائمة. تعديلات كبيرة على شروط الجنسية، وقسم للولاء، تحقيق لإلزام الموظفين بالتبليغ عن المقيمين غير الشرعيين، وحملات لإعادتهم بالترغيب والترهيب.

12 شهراً تغيّرت فيها سياسة السويد، وصورتها. 12 شهراً من الأزمات، والوعود بحلول لم يحن موسم قطافها بعد.

وسط التغيرات والسلبيات، تبقى الديمقراطية الثابت الوحيد ربما. وما غيرته سنة سابقة، قد تغيّره سنة لاحقة.

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.