الحكومة السويدية تطلق تحقيقاً لمراجعة تدريس اللغة الأم للطلاب من أصول مهاجرة. وزيرة التعليم لوتا إدهولم قالت إن التحقيق سيدرس أيضاً تأثير تعليم اللغة الأم على اندماج الطلاب ومعرفتهم باللغة السويدية. وكان اتفاق تيدو الذي تشكلت بموجبه الحكومة نص على وجوب إجراء تحقيق حول تدريس اللغة الأم، بينما طالب حزب ديمقراطيي السويد إس دي مراراً بإلغاء تدريس اللغة الأم بشكل كامل. وزيرة التعليم أكدت في تصريحات صحفية أنه لا يوجد أي شيء على الإطلاق في اتفاق تيدو حول إلغاء تدريس اللغة الأم. ولم تستبعد الوزيرة أن يخلص التحقيق إلى ضرورة تعزيزها، مشددة على أن توجيهات التحقيق جرى تصميمها بشكل محايد. الوزيرة أشارت أيضاً إلى أبحاث أظهرت إيجابيات ثنائية اللغة لدى الأطفال، وأكدت أهمية مراجعة طرائق تدريس اللغة في المدارس السويدية لتحسين نتائج الطلاب في اللغة السويدية ومستوياتهم في القراءة والكتابة، مشيرة إلى ما أظهرته نتائج اختبارات بيسا الدولية مؤخراً من مشاكل أكبر لدى الطلاب الذين لا يتحدث أهلهم السويدية في المنزل. التحقيق الحكومي يتضمن أيضاً مراجعة آلية تدريس اللغة السويدية كلغة ثانية وما إن كان من الممكن تكييفه بشكل أفضل مع الطلاب المبتدئين في اللغة السويدية. ويتلقّى ستة عشر بالمئة من طلاب المدارس الأساسية في السويد دروساً باللغة الأم، بينما يدرس أربعة عشر بالمئة منهم السويدية كلغة ثانية.

التحقيق الحكومي حول اللغة الأم تزامن مع اليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر. منظمة الأمم المتحدة للتعليم والعلوم والثقافة (اليونسكو) اختارت أن يكون عنوان الاحتفال هذا العام “العربية: لغة الشعر والفنون”. وكانت الأمم المتحدة اتخذت في مثل هذا اليوم من العام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين قرارها التاريخي بأن تكون العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. جمعيات في مالمو استبقت اليوم العالمي باحتفالية في مكتبة مدينة مالمو قبل يومين. شارك في الاحتفال عدد من الأساتذة والمختصين ناقشوا الهوية واللغة ودورها في التنوع الثقافي. فيما قدم أطفال قصائد وخطابات بالعربية.

بين الأطفال والكبار تزداد قضية اللغة الأم إلحاحاً في بلد كالسويد. الكومبس نزلت إلى الشارع واستطلعت بعض الآراء حول مدى أهمية تعليم العربية للأبناء، وكيف يمكن للوالدين أن يسهموا فيها.

(مقتطفات من التقرير الميداني)

في يوم العربية أيضاً، قرر رئيس حزب ديمقراطيي السويد (SD) جيمي اوكيسون أن يوجه خطاباً باللغة العربية بمساعدة الذكاء الاصطناعي. أوكيسون قال إن توجهه للناطقين بالعربية مباشرة يهدف إلى قطع الطريق على من يريد تحوير كلامه، متهماً وسائل إعلام وسياسيين بتشويه ما قاله في خطابات سابقة حول الإسلام والإسلاميين وأبرزها دعوته السابقة لهدم مساجد في البلاد. النسخة العربية الاصطناعية من أوكيسون ذكّرت في الخطاب أن المجتمع السويدي لا يسمح للدين بأن يتحكم بالقوانين والحريات، داعية من لا يمكنه قبول ذلك إلى مغادرة السويد والعودة إلى المكان الذي جاء منه لأن السويد ستبقى حرة وديمقراطية، حسب تعبير أوكيسون العربي. رئيس إس دي ركّز في خطابه على التفريق بين الإسلام والإسلاموية، وبين المسلمين والإسلاميين، معتبراً أن الإسلاموية أيديولوجيا سياسية تقول إن الشريعة الإسلامية يجب أن تحدد القوانين وتتحكم بالحياة الفردية، فيما يريد الإسلامويون إلغاء الديمقراطية والحرية وفرض دينهم على الآخرين ورجم النساء واضطهاد وإعدام المثليين والمسيحيين واليهود. أوكيسون جدد موقفه المطالب بإغلاق المساجد التي ينخرط فيها الناس بالتطرف السياسي والديني. وقال إنه كان سيفكر بالطريقة نفسها لو كان التطرف متفشياً في المعابد البوذية أو الكنائس، لكن المشكلة في السويد الآن تنامي النزعة الإسلاموية التي اعتبرها شر هذا العصر، رافضاً ربط الأمر بالحرية الدينية.

بعد هدوء طويل نسبياً، عادت مدينة مالمو لتشهد أعمال عنف الليلة الماضية. حوادث إطلاق نار متنقلة وقعت في أماكن مختلفة من المدينة وأدت إلى إصابة شخص على الأقل. الشرطة قالت على موقعها الإلكتروني إن رجلاً أصيب في إطلاق نار وقع في منطقة ألمغوردن مساء أمس. كما تلقت الشرطة بلاغات عن إطلاق نار استهدف منزلاً في منطقة أخرى، وإطلاق رصاص باتجاه منزل في منطقة ثالثة. ولم توضح الشرطة ما إن كانت الحوادث مترابطة، لكن متحدثاً باسمها قال إن الحوادث كانت متشابهة إلى حد كبير. وتشهد السويد منذ سبتمبر الماضي موجة عنف شديدة بين العصابات، ارتفعت خلالها أعداد حوادث إطلاق النار والتفجيرات. وتمكنت مالمو من تفادي موجة العنف الأخيرة إلى حد كبير، فيما تركزت أعمال العنف في مدينتي ستوكهولم وأوبسالا بشكل خاص.

يحب كثير من السويديين رؤية الثلج خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. ويبدو أن آماني السويديين ستتحقق هذا العام، حيث رجحت الأرصاد الجوية أن تشهد معظم البلاد عيد ميلاد أبيض هذا العام رغم ذوبان الثلوج بشكل شبه كامل في مناطق واسعة من وسط وجنوب السويد في الأيام الأخيرة بعد تساقط الأمطار وارتفاع الحرارة. الأرصاد تتوقع أن يتحرك منخفض جوي واسع النطاق نحو السويد في نهاية الأسبوع، ما سيؤدي إلى تساقط أمطار ممزوجة بالثلوج في معظم أنحاء البلاد. درجات الحرارة تتدنى إلى ما دون الصفر وهو ما يرفع آمال من ينتظرون ثلج الميلاد. وسيكون الثلج حاضراً وكثيفاً في شمال البلاد كالعادة. عيد الميلاد الأبيض تعكره ربما الضغوط الاقتصادية. حجم تسوّق السويديين للعيد هذا العام تراجع مقارنة بالعام الماضي. وتوقعت جمعية التجار السويديين أن يصل حجم التراجع إلى نصف مليار كرون. مبيعات عيد الميلاد بلغت اثنين وعشرين مليار كرون في العام الماضي. ومع ارتفاع أسعار كثير من السلع خلال العام، فإن حجم التراجع الفعلي للتسوق كان أكبر. اهتمام السويديين بالبيئة دفعهم أيضاً للاهتمام بشكل متزايد بالبضائع المستعملة. وقالت الجمعية إن نحو ربع السويديين يخططون لشراء هدايا مستعملة لعيد الميلاد.