خيط رفيع يفصل بين حرية التعبير وجريمة الكراهية العنصرية. انتقاد أي دين يعتبر في السويد حرية تعبير، لكن التحريضَ على أتباع هذا الدين أو إهانتَهم يعتبر جريمة. اليوم صدر حكم مهم من محكمة ستوكهولم بعد جدل كبير في البلاد إثر تجمعات حرق المصحف التي أثارت اهتماماً عالمياً واضطراباتٍ وضعت السويد في دائرة الخطر. المحكمة أدانت سلوان نجم بجريمة الكراهية العنصرية بعد أربع عمليات حرق بارزة للمصحف في ستوكهولم في العام 2023. وكان يفترض أن يصدر الحكم أيضاً على سلوان موميكا غير أن مقتلَه الخميس الماضي أسقط عنه التهم.
لائحة الاتهام بحق نجم وموميكا تضمنت ارتكابهما جريمة الكراهية العنصرية من خلال تصرفاتهما في التجمعات، حيث قاما بدوس وركل المصاحف ولفها بلحم الخنزير وأدليا بتصريحات مهينة للمسلمين. ووقع اثنان من التجمعات خارج مسجد ستوكهولم في سودرمالم، ونُفذ أحدهما خلال احتفال المسلمين بعيد الأضحى.
سلوان نجم قال إن أفعاله وتصريحاته تنتقد الدين وهي محمية بحرية التعبير، غير أن محكمة ستوكهولم اعتبرت أن التصرفات تجاوزت حدود النقاش والنقد لتعبر عن عدم احترام المسلمين.
رئيس المحكمة القاضي يوران لوندال قال إن هناك مجال كبير في إطار حرية التعبير لانتقاد دين ما في نقاش واقعي وموثوق. لكن التحدث عن الدين لا يعطي تصريحاً مجانياً لفعل أو قول أي شيء دون المخاطرة بالإساءة إلى المجموعة التي تحمل هذا الاعتقاد.
وحكمت المحكمة على نجم بالحبس مع وقف التنفيذ مع دفع غرامة يومية.
ويعتبر حكم الإدانة مهماً في توضيح الخطوط الفاصلة بين حرية التعبير وإهانة مجموعة من الناس. حرية التعبير محمية بالدستور السويدي ولا يُعتبر انتقاد الدين جريمة بعد إلغاء القانون الخاص بازدراء الأديان في سبعينات القرن الماضي. لذلك يُسمح في السويد بحرق الأعلام والكتب الدينية أو الرموز الأخرى. غير أن هناك قواعد قانونية تحد من قدرة أي شخص على استخدام حرية التعبير في إهانة مجموعة معينة من الناس، على سبيل المثال، حين لا يتوجه النقد إلى الدين، إنما إلى الأشخاص الذين يمارسونه. معتنقو أي دين يتمتعون بالحماية القوية جداً في السويد، وتوجيه إهانة لشخص أو لأشخاص لأنهم ينتمون إلى دين أو طائفة معينة يعتبر تحريضاً ضد الجماعات العرقية وفق ما قال الأستاذ الجامعي المختص بقضايا حرية التعبير نيلس فونكه لصحيفة الكومبس.
أهمية الحكم اليوم طغت عليها أخبار جريمة قتل سلوان موميكا في شقته في سودرتاليا الأسبوع الماضي. إطلاق الرصاص حول موميكا من مدان محتمل بالكراهية العنصرية إلى ضحية للجريمة. في حين لم يُعرف بعد الجناة أو دوافعُهُم.