فيما كانت أخبار اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في غزة تتوالى، كان البرلمان السويدي يشهد مناظرة بين رؤساء الأحزاب تضمنت نقاشاً حول غزة. ميدانياً، نقلت وسائل إعلام عالمية أخباراً عن تنقل الجنود الإسرائيليين من غرفة إلى أخرى في مستشفى الشفاء لاستجواب المرضى والعاملين. فيما قال شهود إن الإسرائيليين طلبوا من جميع الرجال مغادرة مبنى المستشفى، باستثناء أولئك الذين هم في قسم الطوارئ أو الجراحة. ما يجري في مستشفى الشفاء قوبل بإدانات دولية بينها ما قاله منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث من أن المستشفيات ليست ساحات للقتال. وكذلك تعليق وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدا بأن “ما يحدث في غزة لا يمكن قبوله. وفي الأثناء، احتدّ النقاش داخل البرلمان السويدي، بين رئيس الحكومة أولف كريسترشون ورئيسة الحزب الاشتراكي مجدلينا أندرشون بعد اتهام الأول للنائب في حزب الاشتراكيين جمال الحاج بإضفاء طابع رومانسي على الإرهاب. أندرشون ردّت بتأثر على هجوم رئيس الحكومة، وقالت إن الحاج فقد 36 شخصاً من أسرة زوجة ابنه قبل أيام، متسائلة كيف يمكن لرئيس الوزراء اتهامه بدعم الإرهاب. رئيسة حزب اليسار نوشي دادغوستار طالبت الحكومة السويدية بالدعوة إلى وقف إطلاق فوري للنار في غزة، خصوصاً بعد تصاعد انتقادات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للحرب. دادغوستار سألت الحكومة لماذا لا تدعم وقف إطلاق النار بعد أن أدان الاتحاد الأوروبي الحرب في غزة. وكان عدد من الجمعيات الأهلية والشخصيات وجهت للحكومة مطالب مماثلة.
رئيسة منظمة “الناشرون” السويدية آنه لاغركرانتس تطالب بالسماح للصحفيين بدخول غزة وتغطية الأحداث فيها. رئيسة المنظمة قالت للكومبس إن هناك حاجة إلى صحافة مستقلة لتوثيق ما يحدث في غزة، مضيفة أنه من المهم بالنسبة للجمهور في السويد أن يتمكن الصحفيون السويديون من نقل ما يحدث الآن. لاغركرانتس اعتبرت أن انتشار شائعات ومعلومات غير مؤكدة يزيد الاستقطاب. وقالت إن “الصحفيين السويديين يتصدون لذلك ويزيدون الفرص أمام الجمهور في السويد لتكوين رأيهم الخاص حول ما يجري”. وكانت 11 مؤسسة إعلامية عالمية بعثت رسالة مشتركة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تطلب فيها السماح لصحفييها بدخول غزة. ومن المؤسسات الموقعة على الرسالة سي إن إن وبي بي سي ونيويورك تايمز وواشنطن بوست ووكالات أسوشيتد برس وفرانس برس. وسائل الإعلام كتبت في رسالتها أن الحاجة أصبحت أكبر من أي وقت مضى إلى مزيد من الصحفيين الذين يوثقون الأحداث على الأرض، خصوصاً أنه يتم مشاركة كثير من المعلومات بشكل غير رسمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. المؤسسات الإعلامية أكدت أن لديها إجراءات لتكون قادرة على التعامل مع المخاطر التي قد يتعرض لها مراسلوها خلال وجودهم في غزة.
تحقيق جديد تعتزم الحكومة إطلاقه بهدف إخضاع المهاجرين في السويد لاختبار حول المجتمع والقيم السويدية، وإمكانية سحب المنح والدعم في حال عدم نجاحهم بالاختبار. صحيفة داغينز نيهيتر كشفت أن التحقيق المذكور يأتي ضمن ما يسمى بدورة السويد أو Sverigekursen، وهي دورة إلزامية سيخضع لها طالبو اللجوء والمهاجرون الجدد إلى السويد، وفق ما ورد في اتفاق تيدو الذي تشكلت بموجبه الحكومة. ويتضمن الاختبار أسئلة حول المساواة ومبادئ سيادة القانون وحرية التعبير وحقوق الطفل، وقضايا أخرى. وزير الاندماج يوهان بيرشون أكد أن الدورة يجب أن تنتهي بتجاوز الامتحان، وهو شرط لحصول المهاجر على تعويض أو دعم مالي. الوزير يتوقع أن يبدأ العمل بالدورة الجديدة بعد العام 2024.
إقرأ أيضا: السويد: تخفيض ساعات العمل لمواجهة رسوم ترامب
عضوية الناتو السويدية تسير بسرعة داخل أروقة البرلمان التركي مع استعداد لجنة الشؤون الخارجية للمناقشة والتصويت غداً، بينما تبدو الأمور مختلفة في البرلمان الهنغاري. النائب الهنغاري Ágnes Vadai أعلن أن برلمان بلاده ليس مستعداً بعد للتصديق على عضوية السويد، كما غاب الموضوع عن جدول أعمال البرلمان للأسبوع المقبل. وكانت الفترة الأخيرة شهدت تصاعداً في الأصوات الهنغارية التي تهاجم السويد بسبب انتقادات وجهتها ستوكهولم لسياسة الحكومة الهنغارية الداخلية. البرلمان الهنغاري أجّل التصويت على عضوية السويد مرات عدة خلال الأشهر السابقة، رغم تعهد رئيس الحكومة بأن بلاده لن تكون الدولة الأخيرة التي تصدق على عضوية السويد.
الكرون السويدي يحقق تعافياً نسبياً وترتفع قيمته مقابل اليورو والدولار بعدما سجلت أرقاماً متدنية قياسياً في سبتمبر الماضي. سعر اليورو وصل اليوم إلى 11.47 كرون، فيما بلغ سعر صرف الدولار 10.56 كرون. ويعود الأمر بحسب الخبراء إلى انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة، وثباته نسبياً في السويد. وفي سياق متصل، أعلن رئيس حزب الليبراليين يوهان بيرشون تأسيس حزبه لما أسماه “مكتب اليورو”، بهدف جمع الدعم السياسي لتحول السويد نحو العملة الأوروبية الموحدة. حزب الليبراليين يريد أن تتخلى السويد عن الكرون وتعتمد اليورو في العام 2028. بيرشون قال إن حزبه يهدف لجمع من يريدون تحول السويد نحو عملة مستقرة وقوية، مؤكداً أن الأحزاب الأخرى ستنضم إلى موقف حزبه حيال اليورو “عاجلاً أم آجلاً”.