ملم بالدين الإسلامي.. يدعم الجمعيات الخيرية بسخاء.. ويريد فتح قصر بيكينغهام للعامة
“العالم الإسلامي هو القيِّم على واحد من أعظم كنوز الحكمة والمعرفة الروحية المتراكمة المتاحة للبشرية”
الكومبس – دولية: في اللحظة التي توفيت فيها الملكة إليزابيث الثانية، انتقل العرش على الفور وبدون مراسم لولي العهد تشارلز أمير ويلز السابق. والذي أصبح اسمه الرسمي الآن الملك تشارلز الثالث.
تشارلز الثالث ملك مختلف عن والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، شخصيته مختلفة حيث لديه روح دعابية على عكس والدته التي اتسمت بالرصانة والهدوء. وطلاقه من الأميرة ديانا أضعف شعبيته في بريطانيا. ولديه شخصية لديها لغة مختلفة ولغة جسدية مختلفة أيضاً عن الملكة الراحلة.
استاذ العلاقات الدولية مكرم خولي مخول قال لقناة فرانس 24 “اعتقد أن تشارلز سيتربع على عرش المملكة إلى أن يخطأ، ومن ثم سيتم تمرير الحكم لابنه الأمير وليام”. مشيراً أن الملك تشارلز يجب أن يكون حذراً بالتحديد مع الفترة السياسية الصعبة التي تمر فيها بريطانيا على وجه الخصوص والعالم بشكل عام.
من هو تشارلز الثالث؟
ولد تشارلز في 14 نوفمبر 1948، وهو أكبر أبناء الملكة إليزابيث الثانية، وتلقى تعليمه بين بريطانيا وأستراليا، ودرس الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا والتاريخ في جامعة كامبريدج، وهو أول أفراد الأسرة الحاكمة الذي يحصل على شهادة جامعية مرموقة. ونجح في استكمال خدمته العسكرية، وأصبح طيارا في سلاح الجو البريطاني، وخدم أول مرة في الجيش سنة 1969، واستمر في الخدمة 7 سنوات.
يعد الملك تشارلز الثالث أكثر من انتظر الوصول إلى العرش منذ تعيينه في منصب ولاية العهد، وذلك لطول مدة حكم والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية.
حياته الشخصية كانت مثار اهتمام إعلامي لتعدد علاقاته وكذلك مواقفه تجاه العديد من القضايا أيضاً، وذلك لأن ولي العهد سابقاً والملك الآن، يتخلى في كثير من الأحيان عن واجب التحفظ الذي يحيط بالأسرة الملكية البريطانية ويمنعها من الخوض في أمور السياسة.
ومعروف عن تشارلز اهتمامه بالتاريخ والديانات والهندسة وقضايا الشباب، خاصة الشباب الذين في ظروف صعبة، ويشرف على أكثر من 400 جمعية خيرية.
ويرغب تشارلز في تقليص عدد الأنشطة التي يشارك فيها كملك، كما أنه يخطط للتخلي عن الإقامة في قصر باكنغهام، وفتح كل مرافقه أمام العموم من أجل زيارة القصر، وسيحتفظ بشقة صغيرة فيه.
ولا يمانع الملك الجديد في انفصال أي من الدول التابعة للتاج البريطاني، كما صرح بذلك علانية، شريطة أن يتم ذلك “بهدوء ومن دون أي ضغائن”، مضيفا أن لكل شعب الحق في اختيار مصيره؛ إما أن يكون ملكياً أو جمهورياً.
كما أنه وبخلاف المعمول به، أعلن موقفه من ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، ورأى أن هذا القرار الحكومي خطأ وغير إنساني ولا يتناسب مع القيم البريطانية.
علاقته بالدين الإسلامي
يعتبر تشارلز الأقرب للدين الإسلامي في العائلة الملكية، ويملك معلومات كثيرة عن الدين الإسلامي. وهذا ما ظهر من خلال علاقته مع الأقلية المسلمة في بريطانيا، وتحدثت كثير من التقارير عن تعلم الأمير تشارلز اللغة العربية من أجل فهم أعمق للإسلام. وقال في تصريحات سابقة عن الإسلام قال تشارلز “العالم الإسلامي هو القيِّم على واحد من أعظم كنوز الحكمة والمعرفة الروحية المتراكمة المتاحة للبشرية”. “لطالما علم الإسلام هذا، وتجاهُل هذا الدرس يعني التقصير في عقدنا مع الخالق”.
وخلال الحملة التي انطلقت ضد العديد من المؤسسات الخيرية المسلمة في بريطانيا بعد الأحداث الإرهابية في بداية الألفية الجديدة، كان الأمير تشارلز أول من تبرع لهذه المؤسسات لمنحها الحصانة والشرعية ضد الهجمات التي تلاحقها.
المراسم الرسمية لتنصيب تشارلز
في أول 24 ساعة تقريباً بعد وفاة والدته، سيتم إعلان تشارلز ملكاً بصفة رسمية، وسيحدث ذلك في قصر سانت جيمس في لندن أمام هيئة مراسمية تُعرف باسم مجلس الجلوس على العرش.
ويحق نظرياً حضور أكثر من 700 شخص، ولكن في ضوء المهلة القصيرة فمن المرجح أن يكون العدد الفعلي أقل بكثير. وفي مجلس الجلوس الأخير في عام 1952 حضر حوالي 200 شخص. ولا يحضر الملك تقليدياً هذا الاجتماع.
وسيتم في الاجتماع الإعلان عن وفاة الملكة إليزابيث من قبل اللورد رئيس مجلس الملكة الخاص (حاليا النائبة بيني موردونت)، وسيتم قراءة الإعلان بصوت عالٍ.
أول إعلان للملك
يجتمع مجلس الجلوس مرة أخرى، عادة بعد يوم واحد، وهذه المرة سيحضر الملك مع مجلس الملكة الخاص.
ولا يوجد “قسم” في بداية عهد الملك البريطاني، على غرار بعض رؤوس الدول الآخرين، مثل رئيس الولايات المتحدة. ولكن هناك إعلان صادر عن الملك الجديد تماشيا مع تقليد يعود تاريخه إلى أوائل القرن الثامن عشر حيث سيؤدي القسم على الحفاظ على كنيسة اسكتلندا.
وسيتم إطلاق المدافع لتحية الملك في هايد بارك وبرج لندن ومن السفن البحرية، وسيتم قراءة إعلان تشارلز كملك في أدنبرة وكارديف وبلفاست.
التتويج
ستكون أهم نقطة رمزية في الجلوس على العرش هي التتويج، عندما يُتوج تشارلز الثالث رسمياً.
وبسبب الاستعدادات اللازمة، من غير المحتمل أن يحدث التتويج بعد فترة وجيزة من تولي تشارلز حيث تولت الملكة إليزابيث العرش في فبراير من عام 1952 لكنها لم تتوج حتى يونيو من عام 1953.
وأُقيمت مراسم التتويج على مدار الـ 900 عام الماضية في وستمنستر أبي، وكان وليام الفاتح أول ملك يتوج هناك، وسيكون تشارلز هو الأربعين.
رأس الكومنولث
أصبح تشارلز الثالث رئيساً للكومنولث، وهي هيئة تضم 56 دولة مستقلة ويبلغ عدد سكانها 2.4 مليار شخص. وفي 14 من هذه البلدان، بالإضافة إلى المملكة المتحدة، الملك هو رأس الدولة.
وهذه البلدان الـ 14 هي: أستراليا وأنتيغوا وبربودا وجزر الباهاما وبليز وكندا وغرينادا وجامايكا وبابوا غينيا الجديدة وسانت كريستوفر ونيفيس وسانت لوسيا وسانت فنسنت وجزر غرينادين ونيوزيلندا وجزر سولومون جزر وتوفالو.