السويد “تحبس” أكثر من ألف طفل وسط انتقادات لبيوت “الرعاية”

: 4/19/21, 2:46 PM
Updated: 4/19/21, 2:46 PM
(صورة تعبيرية لا علاقة لها بالفتاة المذكورة في الخبر)

Foto: Fredrik Sandberg / TT / Kod10080
(صورة تعبيرية لا علاقة لها بالفتاة المذكورة في الخبر) Foto: Fredrik Sandberg / TT / Kod10080

الطفلة تيا عاشت لمدة 5 سنوات كابوساً غيّر حياتها

30 ألف طفل يخصعون للرعاية الاجتماعية في السويد سنوياً

الكومبس – ستوكهولم: سلطت مجموعة تحقيقات نشرها التلفزيون السويدي اليوم الضوء على معاناة الأطفال والمراهقين الذين يحتجزون في دور الرعاية الإجبارية. حيث تحتجز السويد أكثر من ألف طفل كل عام في واحدة من أكثر أشكال الرعاية إغلاقاً، وهي ما يسمي بيوت رعاية المراهقين الوطنية (Sis)، ثلثهن فتيات ومعظمهن ليس لهن أسبقيات إجرامية لكنهن تعانين مشاكل تتعلق بالإدمان أو إيذاء النفس أو سوء السلوك. ويقول الأطفال أنفسهم والباحثون وحتى المسؤولون في Sis إن وضعهم في هذه الدور ليس العلاج الأفضل لهم.

وتستقبل الدور التابعة لـSis عادة المراهقين الذين يعانون مشاكل نفسية اجتماعية، مثل الإدمان والجريمة. حيث يفترض أن يتلقوا الرعاية وفقاً لقانون الرعاية الصحية للمراهقين.

قصة مؤلمة

واستعرضت تحقيقات SVT عدداً من الحالات ومنها قصة الفتاة تيا (16 عاماً) التي وضعت بشكل قسري في أكثر من مكان منذ أن كانت في الـ11 من عمرها لأنها بدأت تتناول الكحول ووقفت في إحدى المرات على سكة القطار. وضعها السوسيال في البداية عند أسرة بديلة، ثم في دور رعاية الشباب ، وحين بلغت 13 عاماً وضعت في بيوت رعاية المراهقين. وتنقلت بين مؤسسات رعاية كثيرة، وبدلاً من أن تعالج من إدمان الحكول أدمنت المخدرات وتعرضت لاغتصاب زميلها في إحدى بيوت الرعاية. وكانت واحدة ممن تعرضن للاضطهاد في دار رعاية المراهقين Björkbacken في يوتيبوري قبل أن تكتشف السلطات إساءة معاملة الشباب في هذه الدار وتغلقها.

كتبت تيا مذكراتها في مئات الصفحات لتشرح معنى أن ينشأ المرء محبوساً في دور الرعاية الإجبارية، مؤكدة أن هذه الدور فاقمت من مشكلاتها وغيرت حياتها نهائياً.

أموال لحبس الأطفال

اتصل معدو التحقيق في SVT بجميع الخدمات الاجتماعية (السوسيال) في البلديات وطلبوا أرقاماً ووثائق عن كيفية إنفاق الأموال على الأطفال الذين يحتاجون الرعاية. وتبين أن التكاليف آخذة في الازدياد وأن حوالي نصف الأموال (45 بالمئة) تنفق على مؤسسات الرعاية، وأن 10 بالمئة من الأموال تنفق لحبس الأطفال في الدور الأكثر إغلاقاً Sis.

رأي المسؤولين

واتفق جميع المسؤولون الذين تحدث إليهم SVT، ومنهم وزيرة الشؤون الاجتماعية لينا هالينغرين، على أنه ينبغي عدم رعاية بعض الأطفال والشباب في المؤسسات المغلقة، بل في الطب النفسي. ولفتوا إلى أن الحكومة ستطلق مشروعاً تجريبياً في عدد من المحافظات قريباً لزيادة التعاون بين الطب النفسي ودور رعاية الشباب، من أجل مساعدة أولئك المعرضين لخطر إيذاء أنفسهم أو غيرهم. في حين قال مسؤولون عن مراكز Sis إن الشباب في بعض الحالات يبقون فيها فترة أطول من اللازم، لأن البلديات تفتقر إلى خطة للتعامل معهم بعد خروجهم.

وقالت الباحثة الاجتماعية لوتا سيما لـSVT إن الأطفال المحبوسين في Sis يعانون كثيراً، ولا يجدون من يستطيعون التحدث إليه، حيث قالت 46 بالمئة من الفتيات إنهن لا تثقن في الموظفين.

30 ألف طفل سنوياً

وقال رئيس مركز رعاية المراهقين في ليدشوبينغ، يوهان فيلدتمان، إن الشباب لا يحصلون على الرعاية التي يجب أن يحصلوا عليها، مشيراً إلى إن الموظفين يضطرون على مدار الساعة إلى مراقبة الأطفال والشباب الذين يقدمون على إيذاء أنفسهم.

يذكر أن عدد الأطفال الذين يخضعون للرعاية في أشكال الرعاية الاجتماعية المختلفة، بما فيها الأسر البديلة، يبلغ في السويد 30 ألف طفل سنوياً، منهم 1100 طفل يحبسون في بيوت رعاية المراهقين الوطنية Sis.

Source: www.svt.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.