“النسخة دلتا” قد تنهي أحلام الألمان بعطلة صيفية منتظرة

: 6/28/21, 3:17 PM
Updated: 6/28/21, 3:17 PM
بعد تخفيف القيود، عاد الأمل لدى الألمان لقضاء عطلة صيفية في الخارج لكن "دلتا" تقف عائقا على الطريق.
بعد تخفيف القيود، عاد الأمل لدى الألمان لقضاء عطلة صيفية في الخارج لكن "دلتا" تقف عائقا على الطريق.

بعد تخفيف قيود كورونا، بدأ الارتياح يعود إلى الشارع الألماني وأعدت الخطط لقضاء عطلة الصيف خارج البلاد، لكن النسخة “دلتا” قد تعصف بكل ذلك وتجبر الساسة على معاودة إقرار تدابير قاسية.في ظل تمدد متحورة “دلتا” في البرتغال وروسيا وجنوب إفريقيا وغيرها، بدأت ألمانيا تراقب بقلق بالغ ما يجري حولها. في ردّ فعل أوّلي، أضافت ألمانيا الجمعة البرتغال وروسيا إلى لائحتها للبلدان التي تنتشر فيها نسخ متحورة من فيروس كورونا وهو الأمر الذي يمنع عمليا دخول اشخاص من هذين البلدين.

واعتبارا من الثلاثاء، يُسمح فقط للمواطنين الألمان أو المقيمين الدائمين في ألمانيا بدخول الأراضي الألمانية من هذين البلدين، ويُحظر على شركات النقل الجوية والبرية والبحرية إدخال فئات أخرى من الركاب.

وفور الإعلان عن الخبر بدأ السياح الألمان هناك يهرعون إلى العودة إلى ديارهم حتى يتجنبوا حجرا صحيا من أسبوعين، فكل من نجح في العودة قبل الثلاثاء يكفيه فحص سلبي “PCR” أو ما يعرف بفحص “تفاعل البوليميراز المتسلسل”.

حملة التطعيم “الناجحة”

بعد تذبذب الأشهر الأولى، سُجّلت نجاحات مهمة في مجال التطعيم في الأسابيع والأشهر الأخيرة زرعت التفاؤل في اقتراب نهاية المحنة، وبات لا أحد يرغب في العودة إلى المربع الأول. وفي هذا الإطار أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني لمكافحة الأمراض الاثنين (28 يونيو/ حزيران 2021) أن أكثر من 35 بالمئة من سكان ألمانيا تلقوا تطعيماً كاملاً ضد فيروس كورونا. في المقابل سجلت نسبة 53,6 بالمئة أي ما يعادل 44 مليون و600 شخص ممن تلقوا جرعة واحدة.

وحسب وزير الصحة الألماني ينس شبان فقد تمّ تجاوز الهدف المحدد للشهر الحالي بتلقي خمسين بالمئة من السكان على الأقل جرعة أولى من اللقاح وأن يتلقى شخص من بين كل ثلاثة أشخاص تحصيناً كاملاً من جرعتين.

لكن اليوم في ظل ظهور “دلتا” لم يعد القضاء على الجائحة مرتبطاً ببلوغ المناعة الجماعية بتطعيم 75 بالمئة على الأقل من السكان فحسب، وإنما بمدى تطور السلالة الجديدة شديدة الانتشار.

المعارضة تطالب برفع الوتيرة

لذلك، دعا خبراء الصحة في أحزاب المعارضة لتبكير جرعة اللقاح الثانية. فخبير الصحة بحزب الخضر الألماني يانوش دامن طالب من بوابة صحيفة “فيلت أم زونتاغ” في عددها الصادر أمس الأحد بتقليص المدة بين الجرعة الأولى والثانية، حين يتعلق الأمر بلقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA)، مثل لقاحي (بيونتك-فايزر) و(موديرنا)، مقترحاً فارق ثلاثة أسابيع. وعلّل اقتراحه بوجود “بيانات موثوقة” بأن ذلك يتمتع بتأثير فعال للغاية ضد سلالة دلتا.

الشيء ذاته ذهب إليه أندرو أولمان رئيس الحزب الديمقراطي الحر في لجنة شؤون الصحة بالبرلمان الألماني “بوندستاغ” مشيرا إلى ضرورة “أن تراجع اللجنة الدائمة للتطعيمات توصياتها بالنسبة للفواصل الزمنية بين جرعات التطعيم، وتبكير موعد تلقي الجرعة الثانية من التطعيم”.

يشار إلى أن اللجنة الدائمة للتطعيمات توصي حتى الآن بفواصل زمنية طويلة بين جرعتي اللقاح قدر الإمكان، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الفاعلية تزداد مع المسافات الزمنية الطويلة بالنسبة للقاح أسترازينيكا مثلاً.

وتنص التوصية الحالية للجنة الخبراء بالنسبة للقاح أسترازينيكا بترك مسافة زمنية تبلغ 12 أسبوعاً بين الجرعة الأولى والثانية. وتبلغ المسافة الزمنية الموصى بها بالنسبة حالة للقاحات الحمض النووي الريبي المرسال (mRNA) ستة أسابيع.

رؤساء الولايات يطالبون بإجراءات مشددة

ويريد رؤساء الولايات تشديد إجراءات السفر، ما يثير خشية لدى الشارع الألماني بأن تعصف هذه الخطط بعطلة الصيف. وهناك توافق مبدئي في الاقتراحات المقدمة خاصة من قبل رئيس وزراء ولاية بافاريا وبرلين براندنبورغ وهامبورغ، على ضرورة تشديد فحص شهادات التطعيم ونتائج اختبارات الفحص الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد بالنسبة للأشخاص العائدين من الخارج إلى ألمانيا بعد قضاء عطلة خارج البلاد.

والغرض من ذلك أن لا يتم إلا اعتماد اختبار “PCR” وأن لا يتم فحص شهادات هذا الفحص وبطاقات التطعيم على المعابر الحدودية وبالمطارات بطريقة انتقائية فحسب، وإنما بشكل ممنهج. وأشار ميشيل مولر رئيس حكومة ولاية برلين، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مؤتمر وزراء الصحة المحليين بألمانيا، في حوار مع برنامج “برلين مباشر” للقناة الألمانية الثانية إلى وجود أنظمة اختبار في ألمانيا تغطي جميع أنحاء البلاد، و”لا يمكن” الاعتماد على “فحص شهادات الاختبار بطريقة عشوائية فحسب”.

اقتراح آخر من المسؤولين في ولاية هامبورغ يرون ضرورة وضع جميع العائدين إلى البلاد في حجر صحي مدة خمسة أيام. بعد ذلك يجرى فحص “PCR”، وان كان سالباً فيمكن للمرء معاودة نشاطه الطبيعي. ومن ولاية ساكسونيا السفلى تقدّم مقترح أن تعمم التشديدات على جميع الدول مهما كان تصنيفها، لأنه وفي البلدان التي تعد عادة وجهة سياحية تشهد اختلاطاً أكبر.

إلى غاية اللحظة مازال المسؤولون في طور دراسة الاقتراحات، لكن ما بات أكيداً أن الأسابيع القليلة القادمة ستشهد تشديدات على المسافرين خارج البلاد.

بريطانيا “مثيرة للقلق”

وكشفت صحيفة “تايمز” اليوم الاثنين أن ألمانيا تسعى إلى حظر دخول المسافرين البريطانيين إلى الاتحاد الأوروبي بصرف النظر عما إذا كانوا قد حصلوا على اللقاح أم لا.

وأضافت الصحيفة أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تريد تصنيف بريطانيا على أنها “دولة مثيرة للقلق” نظراً لانتشار سلالة دلتا من فيروس كورونا هناك بشكل كبير.

وقالت إن هذه الخطط سيناقشها مسؤولون كبار في لجنة الاتحاد الأوروبي المتكاملة لمواجهة الأزمات السياسية وستعارضها اليونان وإسبانيا وقبرص ومالطا والبرتغال.

ومن المقرر أن تلتقي ميركل برئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في تشيكرز، مقر إقامته الريفي الرسمي، الأسبوع المقبل.

(د ب أ، أ ب د، أ ف ب، رويترز)

ينشر بالتعاون بين مؤسسة الكومبس الإعلامية وDW

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.