تبرعات رمضان.. إمكانيات ضخمة وسط غياب المنظمات السويدية

: 4/13/21, 12:59 PM
Updated: 4/13/21, 12:59 PM
Foto: Islamic Relief
Foto: Islamic Relief

المسلمون في السويد يمكن أن يجمعوا 60 مليون كرون من زكاة الفطر لوحدها

منظمات سويدية تخشى “استغلال” رمضان.. وأخرى لا تملك موظفين مسلمين

الكومبس – ستوكهولم: ناقش تقرير نشرته مجلة Global Bar السويدية قضية جمع التبرعات في رمضان، متسائلاً عن غياب المنظمات السويدية عن حملات جمع التبرعات في هذا الشهر.

وقال التقرير المنشور اليوم إنه مع بدء شهر رمضان الإسلامي يقدم الناس تبرعات كبيرة للجمعيات الخيرية، ورغم ذلك لا تستثمر أي منظمة سويدية تقريباً في حملات جمع التبرعات خلال هذا الشهر، متسائلاً عن سبب ذلك.

ولفت التقرير إلى أن السويد ليس لديها إحصاءات رسمية عن الانتماء العرقي والديني، لكنه قدّر أن 8 بالمئة من الناس الذين يملكون الجنسية أو الإقامة في السويد، هم من المسلمين، أي حوالي 800 الف شخص من مجموع السكان.

وأشار التقرير إلى الزكاة التي يدفعها المسلمون كجزء مهم من فريضتهم بهدف المساهمة في زيادة العدالة الاقتصادية في المجتمع. وقال إن الزكاة تعني تقديم 2.5 بالمئة من ثروة الشخص للأعمال الخيرية.

وقالت المسلمة شروق هاشم في التقرير “إن الدين يشجعنا على الانخراط في القضايا الخيرية. بالنسبة لي اخترت التبرع بزكاتي للإغاثة الإسلامية”.

وبدأت شروق في السنوات الأخيرة حملات جمع التبرعات الخاصة بها لجمعية الإغاثة الإسلامية، وفي العام 2020 ذهبت بنفسها إلى الأردن لمشاهدة عمل المنظمة في الواقع. وعن ذلك قالت “زرنا مخيمات للاجئين، إضافة إلى أماكن أخرى. شعرت بإحساس جيد عبر المساهمة في تحسين معيشة الناس”.

60 مليون كرون

واستشهد التقرير بالإمكانات الضخمة لجمع التبرعات في المملكة المتحدة، مشيراً إلى أن رمضان هناك مناسبة لجمع تبرعات كبيرة، حيث جرى جمع أكثر من 150 مليون جنيه استرليني في العام 2020. في حين جمعت الإغاثة الإسلامية 11 مليون كرون فقط في السويد خلال شهر رمضان، لافتاً إلى أن إمكانات جمع التبرعات ينبغي أن تكون أكبر من ذلك بأضعاف.

وشرح كاتب التقرير وجهة نظره بالقول إن الزكاة (يقصد زكاة الفطر) تعني أن يدفع رب الأسرة مبلغاً إلزامياً عن كل فرد في الأسرة للأعمال الخيرية. وفي العام 2021، حدد المبلغ في السويد بـ75 كروناً لكل فرد من أفراد الأسرة، ومع وجود حوالي 800 ألف مسلم في السويد، فإن هذه الزكاة وحدها يجب أن توفر إيرادات محتملة لجمع تبرعات تبلغ 60 مليون كرون. ورغم ذلك لا توجد تقريباً منظمات سويدية لجمع التبرعات تستثمر في حملات شهر رمضان. فما سبب ذلك؟

تقول شارلوت ريد سكرتيرة منظمة Giva Sverige المعنية بجمع التبرعات “أعتقد بأن كثيراً من المنظمات تتعامل مع هذه القضية بحذر، إنهم لا يريدون أن يبدو الأمر وكأنهم يتدخلون في أمر ليس من اختصاصهم. رغم أن لدينا مجموعة كبيرة من المسلمين في السويد، فإن المنظمات لا ترى في ذلك فرصة تلقائية لتوسيع جمع التبرعات”.

ولفت التقرير إلى سبب آخر محتمل قد يكون الخوف أن تذهب الأموال إلى أتباع الديانات الأخرى، مستشهداً بالانتقادات التي تعرضت لها المنظمات الخيرية التي دعمت حركة “حياة السود مهمة”.

فيما أشارت شارلوت ريد إلى عامل آخر يتمثل في أن كثيراً من المنظمات تفتقر ببساطة إلى موظفين لديهم خلفية إسلامية وبالتالي لا تعرف كيف تتعامل مع هذه المجموعة المانحة الكبيرة.

وحسب التقرير فإن كثيراً من المنظمات غير المسيحية أو العلمانية تنظم حملات لجمع التبرعات خلال عيد الميلاد. وغالباً ما تكون حملة عيد الميلاد هي الأكبر والأهم بالنسبة لمعظم المنظمات السويدية التي تجمع التبرعات، متسائلاً “لماذا لا يجري ذلك في رمضان بالمثل، ولماذا لا تنطلق حملات لجمع التبرعات خلال رأس السنة الكردية أو الصينية مثلاً؟”.

تجيب شارلوت ريد “في السنوات الأخيرة، بدأنا في Giva Sverige مناقشة التعامل مع الأعياد المختلفة. ورأينا أن المنظمات في المملكة المتحدة ذهبت بعيداً، لكن في الوقت نفسه كانت هناك اتهامات للمنظمات غير الحكومية بـ”استغلال” رمضان. لذلك يجب أن يكون العمل متوازناً بين الانفتاح على وجهات النظر الثقافية والدينية المختلفة، وفي الوقت نفسه، مراعاة الخصوصية. وبالتالي فهي مسألة معقدة”.

أمر يثير الدهشة

منظمة WaterAid واحدة من المنظمات السويدية التي تستثمر في رمضان منذ سنوات عدة، ولديها صفحة خاصة بها لجمع التبرعات على الإنترنت.

وقال السكرتير الصحفي للمنظمة بيتر غوستافسون “نحن نعمل في كثير من البلدان التي تضم جزءاً كبيراً من السكان المسلمين، وبالتالي فمن الطبيعي بالنسبة لنا أن ندير حملة لجمع التبرعات هنا. كما نرى أن قضايا المياه مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بشهر رمضان، حيث تتعلق بالنقاء الذي يصفه القرآن أيضاً، وحقيقة أن الإنسان خلق من الماء. لذلك، كان من الطبيعي بالنسبة لنا أن ندير حملة لجمع التبرعات خلال الشهر”.

ورأى التقرير أن وجود موظفين مسلمين لدى WaterAid لعب دوراً مهماً، إضافة إلى أن المنظمة نشأت في المملكة المتحدة.

وقال غوستافسون “لا توجد أيديولوجيا وراء ما نقوم به، المنظمة مستقلة دينياً، فنحن نجمع الأموال أيضاً في عيد الميلاد. كما نميل إلى الاهتمام بالأعياد الدينية والعرقية الأخرى”.

وعبر غوستافسون عن دهشته لأن عدداً قليلاً من المنظمات في السويد يجمع التبرعات خلال رمضان، مضيفاً “لا أعرف السبب، وما إن كانوا يعتقدون بأن الأمر لا يستحق الاستثمار أم أنهم لا يمتلكون الجرأة لدخول هذا المجال. لكنني مندهش من عدم إقدام مزيد من المنظمات على جمع التبرعات خلال رمضان”.

Source: globalbar.se

Alkompis Communication AB 559169-6140 © 2024.