الكومبس ـ خاص: “أشنع شهرة تعرضت لها”، هكذا وصف أمجد يوسف شديد ما حدث معه مؤخراً بسبب التشهير به على وسائل التواصل نتيجة حملة اتهامات تشير إلى مسؤوليته عن مجزرة راح ضحيتها 41 شخصاً في حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق قبل أكثر من 10 أعوام والاشتباه بأنه الضابط السوري أمجد اليوسف الذي يظهر في الفيديو الشهير من المجزرة، وهو يدفع العشرات نحو حفرة ثم يطلق النار عليهم.

روى أمجد يوسف شديد (41 عاماً)، وهو أردني الجنسية، قصته للكومبس وكيف بدأت القصة حين كان خارجاً من منزله ففوجئ بشاب يقف أمام باب منزله يسأله إن كان اسمه أمجد يوسف وعندما قال له أمجد “كيف عرفت اسمي” أجاب الشاب بأنه يبحث عن صديق له بنفس الاسم وبأنه سوري وأخرج العنوان عن طريق الانترنت، لكن رد عليه أمجد بأنه أردني ولا يعرف الشخص المقصود فاعتذر الشاب وغادر المكان بسيارته.

لم تنته قصة تشابه الأسماء عند هذا الحد، بل تواصل شقيق أمجد من الأردن معه وأرسل له فيديو انتشر على التيك توك يشهّر به. وحين شاهد أمجد الفيديو تواصل على الفور مع الشرطة وقدم بلاغاًَ بذلك وطلبت الشرطة منه الحضور في اليوم التالي وأعلمته أن هناك ما يفوق الخمسين بلاغاً ضد اسمه، وأكدت أنها تجري التحقيقات اللازمة. وعرض أمجد كل الإثباتات للشرطة بأنه أردني الجنسية ولا علاقة له بالموضوع فطلبت منه الشرطة التواصل معها في حال الشعور بأي خطر.

صورة متداولة للضابط في أجهزة الأمن السورية أمجد اليوسف الظاهر في فيديو مجزرة التضامن

وذكرت الشرطة لأمجد أنه قبل عدة أيام تم البحث عن اسمه من قبل 1500 شخص على محركات البحث وتناقص العدد في اليوم الثاني إلى 950 شخصاً، وفي اليوم الثالث إلى 850 شخصاً. وعرضت الشرطة عليه الحماية ولكن أمجد لم ير حاجة لذلك.

يقول أمجد “تواصلت مع الكومبس لتوضيح الصورة الخاطئة التي وصلت للناس وهذا بالنسبة لي يعتبر تشهيراً وشهرة غير مشرّفة. أنا مصدوم مما حصل لأنني لم أكن على معرفة بالحادثة إطلاقاً وأنا اسمي أمجد يوسف الشديد وليس اليوسف ولا شبه بيني وبين مرتكب المجزرة”.

يشعر أمجد بالأسف لما حدث و يؤكد ضرورة التأكد من كل المعلومات قبل اتهام الناس فهذا يضرّ بكثير من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالموضوع، معتبراً أن كثيراً من الناس يبحثون عن الشهرة ويكتبون فقط للتحريض وخصوصاً بعد أن رأى كمية التعليقات عن الموضوع والمكتوبة من قبل حسابات وهمية.

وقال أمجد إنه رفض تقديم بلاغات بحق أولئك الذين قدموا بلاغات بحقه لدى الشرطة وأضاف “أريد أن أقول أننا نحن الأردنيين كما يقال عنا النشامى لا نضر أحداً لذلك لا أريد أن أوذي أحداً خصوصاً أن الكثير من السوريين كانوا سنداً لي في الغربة و لعل العديد ممن قدموا البلاغات كانوا معنيين بالمجزرة التي حدثت بشكل مباشر. لذلك أنا أسامح من كل قلبي من اتهمني وذلك رأفةً بدموع الأمهات التي عانت من الموضوع, ولا أريد أن أرد الإساءة التي تعرضت لها بإساءة مثلها”.

عبّر أمجد عن عدم تخوفه مما حدث لكنه اعتبر التشهير باسمه من خلال أمر شنيع مثل مجزرة التضامن جعلت كثيرين يسألون عنه ويعرفون منزله، ما يعتبر نوعاً من اقتحام الخصوصية ويسبب توتراً نفسياً، على حد تعبيره.

وتأكدت الكومبس من الأوراق الثبوتية الأردنية لأمجد التي تبين بالفعل أنه أردني الجنسية.

استمع إلى التسجيل الصوتي لأمجد يوسف شديد منحدثاً للكومبس

الشرطة: الشخص المعني ليس أمجد اليوسف

وكانت الشرطة السويدية أكدت أنها تلقّت مئات البلاغات حول الشخص نفسه، ما دفعها لفتح تحقيق بحقه.

وتم التأكد في خلاصة تحقيق الشرطة “بدرجة عالية من الثقة” أن الرجل المقيم في ستوكهولم بريء، ولا علاقة له بالعسكري السوري الذي يظهر في الفيديو من حي التضامن.

ولفتت الشرطة إلى أن التشابه في الاسم والمظهر قد يكون السبب وراء الإشارة إليه زوراً.

ريم لحدو