1500 عضو في 52 شبكة إجرامية

72 اسماً على قائمة أخطر المجرمين

فتيان صغار يُستخدمون في الجرائم.. و”الخدمات الاجتماعية” تتدخل دون جدوى

الكومبس – ستوكهولم: تقدّر شرطة ستوكهولم وجود 1500 شخص مرتبطون بـ52 شبكة إجرامية في العاصمة. ويوجد 72 شخصاً على قائمة أخطر المجرمين. وفق معلومات حصلت عليها صحيفة أفتونبلادت من مصادر لم تسمها. وهؤلاء يملكون قدرات كبيرة على استخدام العنف، كما يواجه بعضهم مخاطر كبيرة من التعرض للقتل أو ارتكاب جريمة قتل. وبعضهم يتنقل بين عدة شبكات إجرامية.

أصغر المجرمين الخطرين لم يبلغ 18 عاماً بعد. ورغم صغر سنه، فإنه مرتبط بأفراد الدائرة القيادية في الشبكة الإجرامية “Rinkeby 1″، التي توصف بأنها مجموعة فرعية من شبكة Shottaz. ويُشتبه في تورطه في تجنيد الشباب في الشبكة، ويبدو أنه متورط بالأسلحة والسرقة والابتزاز.

أما أكبر من في القائمة سناً فيبلغ 48 عاماً، وهو أحد قادة شبكة Hagsätran التي تعمل بتجارة بالمخدرات وجرائم العنف وابتزاز التجار. وأدين الرجل مرات عدة، بتهم الابتزاز.

لم يُعرف إذا كان كثير من المدرجين في القائمة من زعماء العصابات. لكن يُطلق على كثير منهم وصف”نواب”، وهم أشخاص مستعدون لتولي المسؤولية حال القبض على الزعماء. فيما يعرف بعضهم بوصف “الجناة”، وهم أولئك الذين يتعهدون بارتكاب جرائم العنف. ويُعرفون أيضاً باسم طوربيدات أو “sicarios” ويكون السلاح دائماً في متناول أيديهم.

يونار أبيلغرين، شرطي خبير في جرائم العصابات، يقول إن “الجناة تغيروا مع الزمن. منذ 10 إلى 15 عاماً، كانوا غالباً ممن يشعرون بالإهانة ويريدون الانتقام. وهذا نادر جداً في الوقت الحاضر، حيث يتمتع الزعماء بأعمار أصغر سناً ويمكن أن يرتكبوا مصائب”. ويضيف “أولئك الذين يرتكبون الجرائم اليوم هم من الشباب الذين يرغبون في القيام بمهام إجرامية ويرغبون بإظهار أنفسهم. والميزة بالنسبة لهم هي أنه كلما كانوا أصغر سناً، كانت عقوبتهم أقصر (..) في السنوات السابقة كان الجناة صغار السن يطلبون محكامتهم كبالغين، وكانوا يخجلون من الحكم عليهم برعاية الشباب، أما الآن فاختلفت نظرتهم كلياً”.

ويلفت إلى أن كثيراً منهم يضلعون بارتكاب جرائم فقط من أجل الارتقاء في صفوف العصابة.

قلق دائم للعائلات

ويُعتقد أن الشبكات الإجرامية لها تأثير كبير على مجتمعاتها المحلية، حيث باتت العائلات التي لديها أطفال صغار، يتجنبون شوارع معينة يتم بيع المخدرات علناً فيها. كما أن بعض السكان لا يجرؤون على النزول إلى مخازنهم السفلية لأن العصابات استولت عليها. وهناك شكوك بأن المطاعم تتعرض للابتزاز من قبل عصابات إجرامية مختلفة، لكن الملّاك لا يجرؤون دائماً على إبلاغ الشرطة. وفق ما ذكرت أفتونبلادت.

وأظهرت معلومات الصحيفة أن عدداً من المجرمين يغيرون ولاءاتهم عبر تشكيل شبكات جديدة بعد الاختلاف مع الشبكة الأصلية، ما يؤدي إلى صراعات بين الشبكة الجديدة والقديمة. مثل الحرب بين “دورية الموت” وشبكة “شوتاز” في Järvafältet و Östberga و Bredäng، وقد دخلت عامها التاسع. كما انخرطت شبكة Fagersjö-Farsta أيضاً في صراع مع شبكة Älvsjön في السنوات الأخيرة.

وتنشأ النزاعات بسبب الصراع على المناطق ومن يجب أن يبيع المخدرات فيها. لكن هناك أيضاً جرائم ترتكب بدوافع انتقامية بحتة. ويشكل هذا النوع من الانتقام تحدياً إضافيا للشرطة. لأن الغالبية لا يريدون التحدث عن الجرائم، حتى الضحايا أنفسهم.

“السوسيال” يتدخل دون جدوى

وهناك نزاعات داخلية على القيادة في عدد من الشبكات، كما في شبكة Flemingsberg وشبكة Lejonen. ووفقاً لمصادر أفتونبلادت، فإن هناك خطراً لوقوع مزيد من جرائم العنف.

وتضم قائمة المجرمين الخطرين عدداً من الفتيان الصغار تتراوح أعمارهم بين 17 و 18 عاماً. ويقدر عدد الشباب الصغار في شبكات ستوكهولم بـ153 فتى، يمكن أن تتمثل مهامهم في تتبع الشرطة أو تخزين المخدرات والأسلحة، لكن يتم استخدامهم أيضاً بشكل متزايد مؤخراً في جرائم أكثر خطورة من ذلك كجرائم القتل.

وكانت المدارس الثانوية حذّرت من قلة التعلم والتصرفات العدوانية عند بعض الطلاب. وأبدت الشرطة مخاوف من أن الطلاب الذين حذرت منهم المدارس، شوهدوا يتسكعون مع مجرمين خطرين. ويتوقع أن الجميع تقريباً مدمنون على المخدرات، وغالباً على الترامادول والحشيش.

وسحبت الخدمات الاجتماعية (السوسيال) عدداً من الفتيان المنتمين لشبكات إجرامية وفق قانون رعاية الصغار LVU، أكثر من مرة، لكنهم كانوا دائماً يستطيعون العودة إلى البيئة الإجرامية التي غادروها مؤقتاً.

وقال أبيلغرين “غالباً ما يكون هناك مزيج من العوامل، وضع عائلي سيئ مع عنف أو سوء معاملة أو فقر. أو يكون هناك ارتباط بالتشخيص العصبي النفسي أو بالتواصل مع المجرمين في الشارع الذي نشأ فيه الطفل، والثقافة الذكورية التي تدفع الأولاد الصغار إلى الاعتقاد بأنهم سيصبحون رجالاً إذا ارتكبوا جرائم خطيرة”. وأضاف “كثيرين في الشبكات الإجرامية يعتقدون بأنهم لن يعيشوا حتى يبلغوا الـ25 عاماً، لذلك يركزون على أن يكونوا الأكثر سوءاً. وبالنسبة لكثيرين منهم، تصبح الحياة قصيرة أو بائسة جداً. إنها حقاً حياة قذرة يحاولون تمجيدها من خلال موسيقى الراب ووسائل التواصل الاجتماعي”.

المصدر: www.aftonbladet.se